غاب الدنيا يتبختر فيه أسد هصور، يصول ويجول، ومنذ الأزل والحكاية في دوران متواصل، وكل ما عليها فان والأسد في أمان، فهو يتوالد ويبني عرينه ومملكته ذات المخالب والأنياب والأسنان.
وعصرنا الغابي المقنع بالإنسانية والقيم السامية، فيه أسد لا يُطاوَل، تخضع له وحوش الغاب في غرب الدنيا ومشارقها، وحالما برزت لمواجهته بعض الذئاب والفهود والأسود، استنفر القابض على مصيرهم ودفعهم نحو مواجهة الخصوم الجدد، لإنهاكهم وتحضيرهم لصولته القاضية بفنائهم، وهو يتحين الفرص ويتدبر الأمور وفقا لما تمليه عليه إرادة الهيمنة والاستحواذ.
والمشكلة التي لم تعهدها الدنيا من قبل، أنها أصبحت تمتلك ما يقضي عليها بلمح البصر، لتطور التكنولوجيا، وتوفر الأسلحة الفتاكة ذات الأخطار الجسام.
فالأرض فيها ثمانية مليارات من البشر، ومعظمهم في الصين والهند وأمريكا وأندونيسيا والباكستان، ونايجيريا والبرازيل، وبعض هذه الدول امتلكت الاقتدار التنافسي لمواجهة أسد الدنيا وقائدها، وهنا بدأت المأساة تنسج خيوطها.
دول لديها ما يزري بها وبما حولها، وهي في مسيرة تحدي ومواجهة ذات تداعيات لا يُعرف ما ستجلبه على الأرض، فكل دولة من الدول التي تكشر عن أنيابها، لديها ما يبيد غيرها ويحطم أهدافها، فهل ستتعلم الأسود حياة التعايش والتفاعل الصالح للأرض وما عليها؟
إن التأريخ يحدثنا باستحالة تعايش القوى، والمتعارف عليه أنها تتصارع وتكون السيادة المطلقة للغالب فيها.
فمَنْ سيغلبُ مَن؟
وهل من السهل أن تتنازل الأسود الضارية عن عروشها السامقة؟
إن الأسود تبدو وكأنها تتفانى، أي يسعى الواحد منها لإفناء الآخر، وربما سيشمل الفناء ما حولها وما تراه ضمن مطامعها وهيمنتها، وهذا يعني أن الأرض تنتظر ما لا تحمد عقباه.
في العصور الخوالي كان القتال بالسيف، واليوم تنوعت الأسلحة وتطورت آلات الدمار والخراب، وصار عند الدول القوية أسلحة متفوقة على ما هو نووي بعشرات المرات.
فإلى أين المسير في ظلمة الدرب الطويل؟
اقرأ أيضاً:
على شاكلته!! / المصطلخات!!