لعبة الحروب المعاصرة أصبحت تختار ميادينها وسوحها بعيدا عن الأطراف المتحاربة، وهذا ما يحصل في أوكرانيا وبعض الدول الأخرى.
الأطراف المتحاربة تختار دولة ما، وتوهم شعبها بما تريده وتسخره لتحقيق أهدافها، فبلاده مدمرة، وأوهامه متفاقمة، وهم يحصدون ما يريدونه بلا خسائر مادية أو بشرية من طرفهم، فالخاسر الأكبر اللاعبون في الميدان.
تأملوا ما يحصل في أوكرانيا وباقي الميادين المستعدة للعب دور الدمية الضحية، للحفاظ على تفاعلات الدول المتحاربة فوق أراضيها.
ماذا خسرت الدول التي تحارب روسيا في أوكرانيا؟
إنها تمد بالسلاح والمال، وأوكرانيا في مسيرة خراب ودمار متواصل وشعبها يهرب، والآلاف يتوسدون التراب، والدول المتحاربة تضحك على رموز نظامها الحاكم الغارق في أوهامه والمحلق في أحلامه، وكأنه في انقطاع عن واقع ما يجري حوله من ويلات.
قال أحدهم: أن المرشد الأعلى قرر أن لا تكون لإيران حرب على الحدود بعد الحرب العراقية - الإيرانية، ولا بد لها ان تكون في ديار الآخرين وحصل ذلك منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وبموجب هذه الرؤية فمدن المنطقة تمارس الحروب بالنيابة والفاعل يمدها بالمال والسلاح، وعليها أن تنفذ برامجه وتحقق مشاريعه.
والواقع أن بلدان الأمة انضوت تحت هذا الدور منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتواصلت بتأمين مصالح الطامعين فيها بإذكاء الحروب البينية.
ولهذا ما حقق العرب تقاربا وحدويا أو اتحاديا، ولا نجحوا في بناء بلدانهم وتأمين سلامة وسعادة الأجيال، بل دثروهم بالحرمان والقهر والعوز، وكلما نهض جيل أوقدوا له نيران الحروب العبثية القاصية بإنهاكه ودماره.
وتلك لعبة لا تزال جارية في بلدانٍ ببعضها وما فيها لاهية!!
اقرأ أيضاً:
الأسد يتأسد!! / الأمة والهجوم النفسي الدائم!!