الدنيا ومنذ الأزل تقودها قوة واحدة، وفي مسيرتها لا توجد أكثر من دولة قائدة في وقت واحد، وهذا ديدن التفاعل الدولي على مر العصور، حيث تبرز قوة وتقضي على غيرها وتتسيد وتبقى على حالها المهيمن حتى تظهر قوة أخرى فتزيحها وتتسنم قيادة الدنيا بدولها كافة.
ولا يوجد في التأريخ ما يسمى عالم متعدد الأقطاب، فالدنيا أحادية القطبية وليست متعددتها، إنها في محنة الثنائية المتصارعة دوما.
وتجدنا اليوم وكأننا في دنيا غير دنيانا، ونتحدث عن عالم متعدد الأقطاب، وهذا أمر لم تعهده دول الأرض، ولا يمكنها أن تتواصل بظله.
فالقول بأن القوى الصاعدة ستتمكن من التفاعل المتكافل، حالة متخيلة لا تسمح بها إرادة الأرض الداعية للتصارع الدائب على ظهرها لتوفير طاقة الدوران السرمد.
فالذي سيحصل أن الأقطاب المتعددة التي سنظهر إن استطاعت، ستدخل في دوامة تصارعية شرسة حتى تفوز واحدة منها بالقيادة والهيمنة.
ومن الواضح أن الدول الأوربية استقرت نسبيا بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن هيمنت عليها قوة ذات قدرة على توجيهها وفقا لمصالحها، وتجدها على شفا الانحدار إلى ما كانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية، فالحرب الدائرة أخذت تضع الأحجار على رقعة تفاعلية مغايرة، مما يعني أن الحروب الكبرى أخذت تزحف على جميع الأطراف.
فإلى أين تسير الدنيا؟
إنها أمام خيارين، أما أن تذعن القوة المهيمنة لإرادة القوى الطالعة، وتوفر لها ميادين التصارع والإنهاك، أو أنها ستواجهها ولن يفوز أي طرف في الصراع، بل ستتخرب المدن وتستباح الحياة، وربما سينتفي النسبة الكبرى منها، وتبدأ دورة البقاء من جديد.
والمطلوب جمهرة حكماء يديرون اللعبة الدامية المستعرة النيران، فأدوات الشر الفتاكة لها زئير في سوح المصير العسير!!
اقرأ أيضاً:
الدين المواطنة!! / الطنبوري والمطار!!