عفص الشيء: ثناه ولواه، وفي العامية يُقال: فعص ومفعوص.
النص: الكلام الذي لا يحتمل التأويل، صيغة الكلام الأصلية التي وردت من المؤلف.
والمقصود بالنص هنا ما يتشر على أنه إبداع أيا كان نوعه، وهنا نخص النصوص التي تسمى شعرا، والتي هيمنت على الساحة الثقافية، حتى أفقدت الشعر معناه وأهميته ودوره وسلخته من جنسه وأصله، فصار كل مكتوب يسمى شعرا، بل أن الهذيانات المسطورة صارت تنشر على أنها نصوص شعرية.
فكل ما يُكتب صار يرتدي ثياب الشعر، وإيّاك أن تعترض وتنتقد النص وتتهمه بأنه لا يمثل الشعر، لأن الجيوش العرمرم التي تنشر ما يحلو لها على أنه شعر، ستهب عليك وتدافع بضراوة عن نصوصها التي تسميها شعرا.
فالجميع شعراء فطاحل، وممعنون بالنرجسية والاستعلائية وتضخم الأنا، والطاووسية والتوهم بأنهم منبع الإبداع وعلى الآخرين أن ينهلوا من معين نصوصهم الأصيلة الفتانة.
وتقرأ النصوص ولا تخرج منها بما هو مفيد!!
ولو سألت الناس هل تحفظون شيئا مما يسمى شعر؟
فسيكون جوابهم لا نقرأ ولا نحفظ، فلا يوجد شعر!!
ويغيب عن كتاب النصوص المنسوبة ظلما للشعر، بأن العرب أبان الجاهلية قد مارسوا النثر الجميل وما أسموه شعرا.
والشعر الحقيقي هو الذي يتناغم مع الإيقاعات الداخلية، والبحور الشعرية ليست مخترعات وإنما مكتشفات، فالعرب كانوا ينظمون الشعر وفقا لتلك الإيقاعات الداخلية التي تتردد في دنياهم، وهي ظاهرة طبيعية رافقت البشر منذ الأزل، فالشعر أول الفنون ومن ثم الموسيقى، لأنهما يمثلان أصداء التفاعل ما بين البشر ومحيطه.
ولهذا فأن ما لا يتوافق ونبضات الأعماق البشرية ينتهي ويندثر، والبقاء لما يتوافق وإرادة الطبيعة ومناهجها، وإيقاعاتها المنسجمة مع إنسيابية وهارمونية الدوران.
فعودوا إلى الشعر ولا تنسبوا كل نص إلى الشعر!!
اقرأ أيضاً:
القائد والتابع!! / القهر والكتابة!!