نسبة إلى هولاكو وخلاصتها "إني أنفذ أمر الرب في عباده"!!
ووققا لهذه الرؤية أو الاعتقاد يتبرأ من جرائمه ويحسب نفسه عبدا مأمورا ينفذ أمر ربه في عقاب الفاسدين أو الظالمين.
وهذه الآلية السلوكية يتبناها المستبدون الطغاة على مر العصور، وهي ليست جديدة، ونسبتها إلى هولاكو لأنه قتل مئات الآلاف من البشر بموجبها.
وهي ديناميكية متكررة تساهم بسفك دماء الأبرياء، وتدفع بالسفاحين إلى التمادي بالقتل واستباحة الحرمات، وهم في توهمهم المطلق الذي عنوانه تنفيذ أوامر ربهم الذي يعبدون.
ومنذ الأزل والأديان لها دورها في القتل الشديد للبشر، وذلك بتلفيق تهمة "الكفر"، والتي يتغير توصيفها وتسميتها وفقا لمتطلبات مشروع القتل، وهي تأخذ مسميات لا تعد ولا تحصى، وتهمة "الزندقة"، معروفة ، وما أكثر أخواتها وبناتها.
واليوم تجدنا في عصر الهولاكية المعفرة بالديمقراطية والمذهبية والطائفية والتحزبية، وأنواع الكيانات التفريقية اللازمة للقتل المباح المؤدلج المسوَّغ بفتاوى الشياطين المعممة.
ولن تشفى البشرية من هذا الطاعون الأثيم، إن لم تدع الدين بعيدا عن السلطة، وأن يكون قدوة أخلاقية وسلوكية ذات قيمة إنسانية رحمانية لسعادة البشرية، وتحقيق الأمن والاستقرار والتفاعل الإنساني النبيل.
وليس الأمر مثاليا، فهو يتحقق في مجتنعات عديدة في الدنيا، حيث تحترم حقوق الإنسان وتتوقر له حاجاته اللازمة لإدامة معيشته.
إن المجتمعات التي لا تزال متمرغة بالسلوكيات القاسية، يفقد المواطن فيها أبسط حقوقه ويُقبض عليه بالحرمان من الحاجات اليومية الضرورية لبقائه، فتجد حرمان من الطعام والماء والكهرباء والخدمات الصحية، والسكن اللائق، وغيرها الكثير.
وعندما تواجه المسؤولين، يتمنطقون بعقليتهم الهولاكية، ويندفعون نحو قتل البشر وتعذيبهم باسم الدين، فوفقا لهذه العقلية يحسبون البلاد والعباد غنيمة وعليهم تطبيق شرع الغنيمة كما شرعه ربهم الذي لآياته يأوّلون ويحرفون!!
فعن أي دين يتحدثون، وأي رب يعبدون؟!!
اقرأ أيضاً:
الكراسي والقانون!! / المسلم والقرآن!!