العلاقات بين الدول ومنذ الأزل تمضي على سكة الآكل والمأكول، القوي والضعيف، والهيمنة المطلقة دوما للأقوى.
إنها ذات الآليات والقوانين الفاعلة في عالم الغاب الصاخب الصراعات، والمتحرك على بحيرة دماء وأمواج أنين وصراخ ووجيع.
ففي غاب العلاقات الدولية، هناك دول متأسدة، وأخرى متثعلبة، والكثير منها كالأرانب والغزلان، والحمل الوديع، لا تمتلك المخالب والأنياب.
والواقع الدولي المعاصر آفة الاستعمار فاعلة فيه، فما فقدته الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، صار ملكا للدول المنتصرة فيها، فقسمت الأشياع والثروات بينها.
وبعد الحرب العالمية الثانية أخذت قوة واحدة تفرض هيمنتها المطلقة على العالم، حتى بلغت ما أرادت في بدايات العقد الأخير من القرن العشرين، ففعلت ما فعلته في بعض الدول التي عبرت فيها عن سطوتها وهيمنتها.
وتبين أن دول العالم تتبع وتخضع لإرادتها فدول أوربا بأسرها لعبة في يديها؟
القوة المهيمنة عالميا أسقطت الاتحاد السوفياتي، وأخذت دوله ووضعتها تحت جناحيهات، ومضت تقترب من قليه النابض سعيا لنشب مخالبها فيه.
واليوم تقف الدنيا على شفا حفرة سقر، الذي ستؤججه القدرات النووية الفتاكة، التي أخذت تتململ في مكامنها، وتسعى للإنطلاق المبيد.
فكل قوة لديها ما يفني الوجود ، والقول بتألف القوى وتفاعلها الإيجابي نوع من الهذيان.
فالقوى عبر العصور تتصارع وتبيد بعضها، وفي الحالة المعاصرة ستكون الإبادة شاملة، أي أن الأطراف ستتحول إلى عصف مأكول.
فهل ستمضي الحياة أم ستندحر بنفق مشؤوم؟
وهل إنها القارعة وما أدراكَ ما هي؟!!
واقرأ أيضاً:
الأقلام الجريئة!! / الانطفائية!!