أنا أزهري
صباح اليوم فاجأني أحد معارفي الشيوخ، وهو من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، ليزف إليَّ خبراً عن طريق رسائل المحمول، نشرته صحيفة "عقيدتي" على صفحتها الأولى اليوم الموافق 14 من سبتمبر، بخصوص قناة أزهري، وقد كان محتوى الخبر – كما قاله لي في رسالته النصية – أن الشيخ خالد الجندي قد قام بشتم وسب علماء الأزهر الشريف....
بالتأكيد أثارني أن يكون مثل هذا الخبر صحيحاً، فهببت لقراءة الخبر بعد أن أًصبت ببعض الهم والغم من فكرة أن يتراشق العلماء بالقذف والسب فيما بينهم على صفحات الجرائد، قرأت الخبر مرات عديدة، ولمَا لم أجد في العبارة التي ذُكرت عن لسان فضيلة الشيخ الفاضل والإعلامي المتميز - الأزهري - الذي درس في مؤسسة الأزهر منذ تعليمه الثانوي وحتى المرحلة الجامعية وما بعدها - على حد علمي- ما يحمل معنى السب والشتم لعلماء الأزهر، وإنما كان محتوى الخبر أن هناك 150 عضوا من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر قد تقدموا بمذكرة إلى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لوقف بث قناة "أزهري" - التي يرأسها الداعية الشيخ خالد الجندي - أو تغيير اسمها. بحجة أن القناة تحمل اسم الأزهر بينما هي لا تمثله وأن صاحبها ومالكها والمساهمين فيها ليسوا من دعاة ولا أساتذة الأزهر.
وإنما كان الهجوم من قِبل الشيخ الداعية "خالد الجندي" على كل من يطالب بإغلاق القناة؟؟
وقد وجدت فيما ذكر على لسان فضيلة الشيخ "خالد الجندي" الرد الشافي والوافي عليهم بالرغم من الاختصار الشديد، خصوصاَ أن فضيلته كان قد أعلن مراراً وتكراراً على "قناة أزهري" أن القناة لا تمثل مؤسسة الأزهر، ولكنها تلتزم بنهجية الأزهر الوسطية، ولطالما تعرض لأمور حيوية تصب في مصلحة رجال الأزهر في برامجه دفاعاً عن حق علماء الأزهر المشروع في توفير حياة كريمة تخلصهم من الحاجة إلى الرياء والنفاق...
لكنني – للأسف الشديد- قد وجدت أن الخبر المنشور يتضمن - بوضوح- ادعاءً كاذباً وواضحاً، وهو نفي صفة "علماء" أو حتى "دعاة" الأزهر عمن يقومون على قناة أزهري، رحم الله علماء الإسلام الذين تخرجوا من كنف الأزهر الشريف الذي بناه المعز لدين الله المنتسب إلى الفاطميين (الشيعة) كما ذَكر في كًتب التاريخ ليتحول بفضل اجتهاداتهم ومجهودهم إلى منبر أهل السنة والجماعة...
ووجدتني أتساءل!!!
- أولاَ عن صاحب المصلحة الحقيقية وراء إغلاق مثل هذه القناة التي تميزت فعلاَ في مجال نشر العلم الديني والدنيوي الذي لا يخلو من الدين على أيدي نخبة متميزة من علماء الأزهر، وليس فقط ممن تنتسبون إليه بصفتهم أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، مع العلم أنه يوجد ضمن هؤلاء المدعوون أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر من يجاهرون ويعلنون عن هويتهم اللادينية أو العلمانية والأمثلة على ذلك كثيرة، ولم يتصد لأيهم من يدعي نخوة وغيرة على الأزهر الشريف.
وأتساءل!!!
- هل هناك قانون يمنع اختيار اسم صفة يدل على انتماء "مشروع" معين، مثلا قناة "خليجية" أو قناة "أزهري"،
- وهل هب متملقو شيخ الأزهر لإطلاق حملة لغلق قناة تنشر الخلاعة وتثير الفتنة تُبث من بلد الأزهر الشريف،
- ومتى ينوي هؤلاء إطلاق دعوة قضائية لإغلاق قناة السويس في وجه أمريكا وإسرائيل في لحظة احتجاج أو شجب أو تنديد على ما يرتكب في حق الإسلام؟
أوليس من حق أي شخص من "أتباع" الأزهر الشريف وليس من علمائه أو من الدعاة الأزهريين (كما هو الوضع في حالة الشيخ خالد الجندي) أن يسمي نفسه "أزهري"، أيعني ذلك أنه انتحل صفة شيخ الأزهر...
كفى تملقا أيها المتسلقون على أسوار وأروقة الأزهر من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وليكن دوركم الحقيقي هو توجيه النصح المخلص لشيخ الأزهر، ولتكن الطاعة العمياء لفضيلة الإمام الأكبر هي دور العوام مثلنا.
للأسف،
فإنني أرى أن على الأقل 150 منكم يحتاجون للنصح من عبد فقير مثلي ليس من علماء الأزهر، ولا من دعاة الأزهر، ولكنه من أتباع علماء الأزهر (الحقيقيين) ...رحم الله الشيخ الإمام الأكبر عبد الحليم محمود،
وصدق من قال "كل إمام ينضح بما فيه"، والله أنا أخشى أن يأتي اليوم الذي يسبني فيه (أحدهم) قائلا لي ((يا أزهري)) بسب حوالي 150 من أعضاء هيئة التدريس من جامعة الأزهر لما وصموا به أنفسهم من تملق ورياء ونفاق عندما طالبوا بغلق قناة "أزهري"، ولا أستطيع هنا أن أتجاهل المثل القائل (ييجي في الهايفة وتتصدَر)، ولكنني أتمنى على الله أن يأتي اليوم الذي يعلو فيه صوت الحق من الأزهر الشريف بلا تملق ولا رياء ولا نفاق، وأن تنطلق فيه قناة "الأزهر" الرسمية من بلد الأزهر الشريف لتضيء الطريق الذي يبدأ من قناة السويس ليجوب الكرة الأرضية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أزهري خريج طب عين شمس
واقرأ أيضاً:
إقالة وزير... تعني الكثير!!! / معذرة.. إنها ليست غيرة على الأزهر