مَن يحكمنا؟!!
الأموات قادتنا والأحياء أعداؤنا، والأجيال تتدحرج نحو حفر ظلماء، تتواجد فيها العظايا والآفات، ولن نخرج منها بقلب سليم.
أنياب الافتراس شرسة، والضحايا المغفلون ما أكثرهم، وما أسهل اصطيادهم وتضليلهم والتهامهم بإرادتهم العمياء.
"ليس مَن مات واستراح بميتٍ... إنما الميت ميت الأحياء"
أمواتنا أحياء، وأحياؤنا أموات، والمسافة بين الأحياء والأموات عدة قرون، فكيف نلغي الزمن ونتوطن في نقطة ظلماء ونحسبها مختصر الحياة؟
من عجائبنا السلوكية، استحضار ما فات وتقديس الأجداث والإمعان بالاندساس في ظلمات القبور، والتوهم بأن الأموات أحياء يرزقون ويقررون مصائرنا، والعصر عصرهم، فالزمن قد توقف عندهم، وعلينا أن نتحول إلى عبيدٍ لهم، وجنود متوحشة شرسة تأخذ بثأراتهم، وكأنهم كانوا أمواتا في حياتهم، وأصبحوا أحياءً بعد موتهم وتحولهم إلى رميم.
ما هذا الخبل السلوكي الطنّان؟
مجتمعات الدنيا تتنافس على استعمار الكواكب الأخرى، كالقمر والمريخ، ونحن نجيد مهارات نبش القبور، والعويل والتغني بالخرافات والأوهام، ونحسب الإخوّة بالدين سلوك مشين، فالحياة فانية والموت يرشدنا للحياة الباقية.
فما أرخص وجودنا، وأعظم كراهيتنا لبعضنا، ففي الموت حياتنا، وعلينا أن نقتل بعضنا، لنفوز بالآخرة، وننتقم من الدنيا الفانية.
يا أمة الأموات، لماذا جئنا للحياة؟
"هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"
وما أكثر الآيات القرآنية الحاثة على عمارة الأرض والاهتمام بجمالها، والحفاظ على وجودها السعيد، فرسالة البشر الجد والاجتهاد والبناء المبدع الخلاق، بعيدا عن الهدم والخراب وسفك الدماء، بذرائع شتى!!
فمتى سنتصالح مع الدين!!
و"لا ريب في أن الحياة ثمينة...... لكن نفسك في حياتك أثمن"!!
واقرأ أيضا:
دموع الضاد!! / الذكاء الاصطناعي التفاعلي!!