جامعة القاهرة ذلك الصرح العلمي الكبير ليس في مصر وحدها ولكن في الوطن العربي كله، الذي أخرج علماء وأدباء ومفكرين أضاءوا بعلمهم وأدبهم وفكرهم العالم أمثال الدكتور علي مصطفى مشرفه العالم النووي وخليفة اينشتاين، الذي اغتالته إسرائيل وأيضاً أخرجت جامعة القاهرة أبداء ومفكرين أمثال حسن البنا وسيد قطب، هذا الصرح العلمي يتعرض خلال الأشهر السابقة لحملة أمنية شديدة الوطأة إذ أصبح ذلك الصرح الذي كان يخرج المظاهرات ضد الاحتلال وفشل المحتلون في إسكاته على مر السنين واحتلته هذه الأيام عناصر ضباط أمن الدولة ومخبريهم ومساعديهم من أجل إسكات بعض الأصوات فيه التي تحارب الفساد وتقف ضد المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.
إذ اخترقت أجهزة الدولة الأمنية حتى مكاتب عمداء الكليات وتتدخل هذه الأجهزة في أعمال العمداء بل وحتى في اختيارهم لمنصب العميد وأجبرت بعضهم على التعدي على أبنائهم من الطلاب بل والبعض الأخر أصبح يأتمر بأوامرهم.
القصة وبمنتهى البساطة ابتدأت من كلية دار العلوم الذي أحيل فيه بعض الطلاب إلى التحقيق بل وحتى إلى مجالس التأديب بتهمة تعليقهم لافتات تحث على الصلاة وغض البصر وعلى العلم وطلبه، نفس القصة تكررت في كليات الآداب والطب البيطري والطب البشري لكن الحدث أو القصة الأكبر التي أحدثت انتفاضة لدى الطلبة ما حدث في كلية التجارة عندما أقام بعض الطلاب معرضاً لكتب دينية وشرائط قرآنية بثمن زهيد جداً فنزل عميد الكلية "بنفسه" إلى المعرض وقام بالاعتداء على طالب كان يبيع الشرائط والكتب بالسب المهذب بل وتعدى الأمر إلى المسك من القميص والتهديد بالفصل من الكلية وضياع المستقبل وسحب منه البطاقة الجامعية وبطاقة طالب أخر كان واقفاً في نفس المعرض وجدير بالذكر أن هذا العميد شخص في غاية الاحترام وحنون في التعامل مع الطلبة بكل المقاييس ولكن ماذا حدث!!
الذي حدث أنه لما أراد الطلبة الاستفسار عن ما حدث لزملائهم من العميد وقام العميد (بطردهم) وهم في الطريق ليسألوه وجدوا ضابط أمن الدولة الذي أصبح نجم الموسم في الكلية خارجاً من مكتب العميد ففهموا ما في الفولة وقشرتها، وفوجئ الطلاب في نفس اليوم أنه أتى لزملائهم الذين سحبت بطاقتهم الجامعية باستدعاءات من مباحث أمن الدولة وتعرضوا للسب والضرب من ضابط أمن الدولة، فقام في اليوم التالي بعض الطلاب بالذهاب إلى مكتب العميد مرة أخرى لمحاولة فهم سبب الانقلاب الرهيب الذي حدث في تعامله مع الطلاب فرفض مقابلتهم وقابلهم الدكتور رائد اتحاد الطلاب الذي يعمل بكل إخلاص مع جهاز الدولة الأمني وتعدى عليهم بالسب، فاندلعت الشرارة في الكلية وأعلن الغضب في المجموعات والمدرجات في الكلية على ما حدث وقام بعض الطلاب بتحريك الشارع الجامعي في الكلية وقاموا بتظاهرتين إحداهما كانت أمام مكتب العميد وانتهت باعتصام أمام مكتب العميد.
يذكر أن العميد قال أنه غضب على الطلاب بسبب كان هناك صوت مرتفع صدر من كاسيت كان مع هؤلاء الطلبة وهذا الكاسيت أصلاً صوته لا يصل إلى من هو واقف بجانبه وأيضاً قامت في الكلية بعض المسابقات التي أقامها اتحاد الطلاب المعين بالتزكية من أمن الدولة وكان تحدث صوتاً وضجيجاً عالياً ولم يتدخل العميد بل كانت توزع جوائز من رعاية الشباب تحت إشراف العميد على من يفوز في هذه المسابقات وتزامنت هذه الأحداث مع القبض علي الدكتور/ رشاد البيومي الأستاذ والعالم الجليل في كلية العلوم وهو رجل مسن ذي (71) عاماً وأدى هذا إلى زيادة الاحتراق في الجامعة وقام الطلاب وأساتذة الجامعة باعتصامات أمام مكتب رئيس الجامعة وطلبوا منه اتخاذ إجراء حاسم يعيد كرامه العلماء الضائعة في هذا البلد، وقال الأساتذة أن هذا لن يكون نهاية المطاف وأن هناك فعاليات أخرى ستنفذ.
والحدث الأكبر من الكبير هو ما حدث مؤخراً إذ قام طلاب جامعة القاهرة بتظاهرة قوية للغاية ضد الإجراءات التعسفية التي تؤخذ بحق العلم وأهله، وقاموا بالدخول إلى مبنى القبة الكائن فيه مكتب رئيس الجامعة وقام الأمن المركزي بضرب الطلاب واشتبك الطلاب مع الضباط وأمناء الشرطة بالكلام وأحياناً بالضرب وقام الطلاب بضرب ضابط تعدى عليهم بالسباب القذر والوقح بسب الآباء والأمهات بكلمات شنيعة وقام أيضاً بسب "الدين" مما أدي إلى اشتعال نار داخل الطلاب وقاموا بضربه "عَلْقَة" جامدة وانتهى اليوم باعتصام لمدة 4 ساعات أمام مكتب رئيس الجامعة وداخل قبة الجامعة وطالبوا رئيس الجامعة بوقف التحقيقات معهم وطردهم من المدينة الجامعية ووقف مجالس التأديب ووقف تدخل جهاز مباحث أمن الدولة في الجامعة ورددوا شعارات مثل:
"جامعتنا حرة حرة.... الأمن يطلع بره" وطالبوه بموقف حازم من القبض على أساتذتهم، وعدم الامتثال لأوامر الجهاز الأمني التعسفي، بالمناسبة ونحن نسير في الجامعة وجدنا إعلان عن "ندوة تقيمها الجامعة عن تعميق الانتماء الوطني" جعلتني أتساءل بعد كل هذا...!! عن أي انتماء يتحدثون؟ بل عن أي وطن يتحدثون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
محمد الحيني.....
جامعة القاهرة لموقع مجانين دوت كوم.
واقرأ أيضاً:
مستشفى الطلبة: كابوس الطلبة / بغداد التي كانت..........