اليوم الجمعة 5/7/2013م ألقى المرشد كلمته في جموع الإخوان في رابعة العدوية وكانت الكلمات توحي باستمرار المواجهة, وبعدها اشتعلت أحداث العنف بطول مصر وعرضها باستخدام الحجارة والمولوتوف والخرطوش والرصاص الحي, والضحايا يتساقطون من المصريين بلا تمييز, وجحافل تزحف نحو ميدان التحرير تحاول اقتحامه وهجوم على الشرطة وقتل أفرادها وهجوم على القوات المسلحة في سيناء.
أنتم أعلنتم أنكم لن تحملوا السلاح ولن تمارسوا العنف وسعدنا بهذا الإعلان, فإن كان غيركم يمارس العنف فارفعوا عنه الغطاء وتبرءوا مما يحدث, وإن كنتم أنتم تمارسون هذا العنف, فتحت أي مبرر شرعي أو سياسي أو قانوني أو إنساني يحدث ذلك؟, إنه بمثابة انتحار للجماعة وانتحار وطني, وأنتم تعرفون أن الجماعة كانت في العقدين السابقين تتبنى السلمية وتتبرأ من العنف وتحاول بكل الطرق محو صفة العنف التي التصقت بها في فترات سابقة, فلماذا إذن العودة إلى العنف, ولماذا تلوثون تاريخ الجماعة, ولماذا تستعدون الناس ضدكم؟.
إنني أتابع التعليقات هنا وهناك الآن تصف الجماعة بأوصاف شديدة السلبية فهل هذا ما تريدونه أو تسعون إليه؟؟؟؟. وإذا كان الهدف هو السلطة فلن تعود بهذه الطريقة, وإذا كان الهدف هو الدعوة إلى الله والتربية الإيمانية والروحية لخلق جيل يحمل رسالة الإسلام السمحة إلى الناس كافة فليس هذا هو الطريق. يبدو أن ثمة مشكلة في عقلية القيادة الحالية وإدراكها وحكمها على الأمور وقراءتها للواقع وفهمها للأحداث, وهي تسلك الآن سلوكا انتحاريا جنونيا غالبا ما سيؤدي إلى ضياع السلطة وضياع التنظيم وفقد الأرواح الذكية على الجانبين, وهي تدفع بشباب طيب برئ مخلص مشحون بعاطفة دينية إلى معركة آثمة القاتل والمقتول فيها في النار بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
لقد كانت قيادة الإخوان في مراحل سابقة تتسم بالروية والحكمة وتقدير الأمور وكانت تغلب المصلحة العليا ولا تبادر بالانتقام أو الثأر, أما الآن فنلاحظ تغيرا نوعيا في القيادة يعكس حالة اندفاع وتهور وعدم تقدير للعواقب. إنكم الآن تخسرون شعبكم مقابل كرسي زائل, وتدفعون بأبنائكم وكوادركم في محرقة لا تنتهي, وتحرقون تاريخ الجماعة الذي حفل بتضحيات هائلة وصبر على الأذى ومقاومة للاستبداد على مدى ثمانين عاما, الآن تضحون بكل هذا وتصنعون صورة سلبية في أذهان أهلكم وناسكم, وتتسببون في حالة من الرعب والهلع في نفوس الناس. إن الإسلام لن يزول بضياع كرسي الرئاسة, والمشروع الإسلامي لن يتحقق عنوة ضد إرادة الناس, والهوية الإسلامية لن تستقر بالعنف.
أتمنى أن تخرج أصوات عاقلة من داخل الصف الإخواني تنتبه لهذه الحالة الانتحارية التي حذرنا منها كثيرا منذ عدة شهور ولم يستمع لنا أحد, وأتمنى أن لا يلغي الجميع عقولهم لحساب عقل واحد يتحرك بدافع عقدة المظلومية والاضطهاد والمؤامرة متأثرا بسنوات السجن الطويلة ويدفع بالأحداث نحو حرب أهلية حقيقية تدور الآن في كل ربوع مصر.
وإلى شباب الإخوان: حكموا عقولكم فسيحاسب كل منكم وحده أمام الله ولا تسلموا إرادتكم لأحد بلا وعي, وبادروا بتصحيح الخطأ وارفضوا حمل السلاح وارفضوا العنف والقتل والترويع, فأنتم قد انتميتم للجماعة بدافع محبة الله ورسوله ودينه السمح, وحفظتم القرآن وقمتم في الليل وصمتم بالنهار مرضاة لربكم, أما ما يحدث الآن فلا صلة له بدين وإنما هو صراع سياسي على السلطة يلبس ثوب الدين, وحتى لو كانت هذه السلطة قد ضاعت أو انتزعت فليس العنف هو الطريق لاستردادها بل العنف يستدعي مزيد من الانتقام منكم, ويدخلكم في مظلوميات جديدة وخطيرة, ويجعلكم في عزلة عن الناس ويلصق بكم وصمة لا تستطيعون محوها عبر السنين. إن الناس ما زالت تتذكر قتل النقراشي والخازندار وتتذكر كل أحداث العنف التي تورط فيها أعضاء من الجماعة على الرغم من محاولات الجماعة التبرؤ منها.
يعلم الله كم أخاف عليكم وعلى كل مصري بصرف النظر عن انتمائه, ويعلم الله أنني أنصح لله وأتحمل في سبيل ذلك هجوم السفهاء, ولكنها الأمانة التي حملنا إياها الله سبحانه وتعالى, والغيرة على صورة الإسلام كدين رحمة للناس كافة والغيرة على صورة من يمثلونه ويتحدثون باسمه. أسأل الله أن يلهمكم الرشد والصواب, وأن يحمى مصر وأهلها من كل شر. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
واقرأ أيضاً:
مصر تصافح نفسها / مصر تطلق لحيتها !.... مصر تحلق لحيتها !1 / احتواء شباب الإخوان ومحاسبة قادتهم / الحالة النفسية للإسلاميين
إنني أتابع التعليقات هنا وهناك الآن تصف الجماعة بأوصاف شديدة السلبية فهل هذا ما تريدونه أو تسعون إليه؟؟؟؟. وإذا كان الهدف هو السلطة فلن تعود بهذه الطريقة, وإذا كان الهدف هو الدعوة إلى الله والتربية الإيمانية والروحية لخلق جيل يحمل رسالة الإسلام السمحة إلى الناس كافة فليس هذا هو الطريق. يبدو أن ثمة مشكلة في عقلية القيادة الحالية وإدراكها وحكمها على الأمور وقراءتها للواقع وفهمها للأحداث, وهي تسلك الآن سلوكا انتحاريا جنونيا غالبا ما سيؤدي إلى ضياع السلطة وضياع التنظيم وفقد الأرواح الذكية على الجانبين, وهي تدفع بشباب طيب برئ مخلص مشحون بعاطفة دينية إلى معركة آثمة القاتل والمقتول فيها في النار بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
لقد كانت قيادة الإخوان في مراحل سابقة تتسم بالروية والحكمة وتقدير الأمور وكانت تغلب المصلحة العليا ولا تبادر بالانتقام أو الثأر, أما الآن فنلاحظ تغيرا نوعيا في القيادة يعكس حالة اندفاع وتهور وعدم تقدير للعواقب. إنكم الآن تخسرون شعبكم مقابل كرسي زائل, وتدفعون بأبنائكم وكوادركم في محرقة لا تنتهي, وتحرقون تاريخ الجماعة الذي حفل بتضحيات هائلة وصبر على الأذى ومقاومة للاستبداد على مدى ثمانين عاما, الآن تضحون بكل هذا وتصنعون صورة سلبية في أذهان أهلكم وناسكم, وتتسببون في حالة من الرعب والهلع في نفوس الناس. إن الإسلام لن يزول بضياع كرسي الرئاسة, والمشروع الإسلامي لن يتحقق عنوة ضد إرادة الناس, والهوية الإسلامية لن تستقر بالعنف.
أتمنى أن تخرج أصوات عاقلة من داخل الصف الإخواني تنتبه لهذه الحالة الانتحارية التي حذرنا منها كثيرا منذ عدة شهور ولم يستمع لنا أحد, وأتمنى أن لا يلغي الجميع عقولهم لحساب عقل واحد يتحرك بدافع عقدة المظلومية والاضطهاد والمؤامرة متأثرا بسنوات السجن الطويلة ويدفع بالأحداث نحو حرب أهلية حقيقية تدور الآن في كل ربوع مصر.
وإلى شباب الإخوان: حكموا عقولكم فسيحاسب كل منكم وحده أمام الله ولا تسلموا إرادتكم لأحد بلا وعي, وبادروا بتصحيح الخطأ وارفضوا حمل السلاح وارفضوا العنف والقتل والترويع, فأنتم قد انتميتم للجماعة بدافع محبة الله ورسوله ودينه السمح, وحفظتم القرآن وقمتم في الليل وصمتم بالنهار مرضاة لربكم, أما ما يحدث الآن فلا صلة له بدين وإنما هو صراع سياسي على السلطة يلبس ثوب الدين, وحتى لو كانت هذه السلطة قد ضاعت أو انتزعت فليس العنف هو الطريق لاستردادها بل العنف يستدعي مزيد من الانتقام منكم, ويدخلكم في مظلوميات جديدة وخطيرة, ويجعلكم في عزلة عن الناس ويلصق بكم وصمة لا تستطيعون محوها عبر السنين. إن الناس ما زالت تتذكر قتل النقراشي والخازندار وتتذكر كل أحداث العنف التي تورط فيها أعضاء من الجماعة على الرغم من محاولات الجماعة التبرؤ منها.
يعلم الله كم أخاف عليكم وعلى كل مصري بصرف النظر عن انتمائه, ويعلم الله أنني أنصح لله وأتحمل في سبيل ذلك هجوم السفهاء, ولكنها الأمانة التي حملنا إياها الله سبحانه وتعالى, والغيرة على صورة الإسلام كدين رحمة للناس كافة والغيرة على صورة من يمثلونه ويتحدثون باسمه. أسأل الله أن يلهمكم الرشد والصواب, وأن يحمى مصر وأهلها من كل شر. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
واقرأ أيضاً:
مصر تصافح نفسها / مصر تطلق لحيتها !.... مصر تحلق لحيتها !1 / احتواء شباب الإخوان ومحاسبة قادتهم / الحالة النفسية للإسلاميين