نحن أمام حكم عسكري برموز مدنية ومباركة شعبية .. نظام مبارك برموزه العسكرية والمدنية يمسك بمفاصل الدولة !!
الأوهام تتساقط : فلم يترك الجيش الحكم أصلا ليستعيده !! ولم يحكم الإخوان حقا ليعزلوا !! ولم تتوقف الثورة لتستأنف !!
هي الأوهام تتساقط لنكون أمام الحقائق .. لمن يريد أن يراها. أوهام خداع مارستها سلطة مبارك وقيادات الجماعة وأبواق الإعلام المأجور، وسقطت تلك المرحلة بكل أوهامها !!
أمامنا مهام ومسؤوليات عاجلة -وسط التهليل والاحتفالات- منها تطويق آثار المرحلة السابقة بأوهامها وجراحها .. إعادة إدماج مكونات الثورة من شعب وشباب ثوري من مختلف الأطياف .. التصدي لأية انتهاكات أو انتقاميات أو كراهيات تأتي من جهات رسمية أو شعبية !!!
لقد جربنا طريق التفكيك والتفتيت وتمزيق النفوس والصلات بين البشر واختزال المهام والمشكلات في إقصاء هذا أو ذاك !!! آن لمن تصدروا تلك المرحلة أن يتنحوا -جميعا- وأن يفسحوا المجال لأجيال جديدة !!!
هذا أو مستقبل لا نحبه لأنفسنا، ولا لأولادنا !!!
والله أعلم
*****************
فيما يرى الحالم : 6 يوليو..... الاختيار للإنسان .. صانع مصيره ....
من تكون بوصلته المستقبل .. ويحسن التعلم من خبرات وأخطاء الماضي ويستثمر زخم وطاقات المرحلة .. فإنه .. حتما ... سيصل قبل الآخرين !!!
إعادة إنتاج الماضي .. ستفشل بيقين !!!
... العنف .. من اللفظي إلى المادي .. سيفشل بيقين !!!
التشفي .. الغباء في إدراك المتغيرات "بسرعة" .. الإقصاء والتمزيق .. واستسهال ردود الأفعال الحمقاء .. وكل أفكار، وحلول، وأساليب المرحلة السابقة .. ستفشل بيقين !!
كل ما سبق هو اختيارات إنسانية واردة .. وحاصلة حاليا .. لكنها ليست قدرا مقدورا .. هي مجرد اختيارات، وكل يختار ما يحلو له !!!
لدينا معطيات إيجابية كثيرة في المشهد .. ينبغي البناء عليها .. من لا يراها ولا يستثمرها .. سيظل غارقا في الماضي، وسيفشل ... بيقين !!!
*****************
إحياء الموتى 7 يوليو... عمى الألوان .....
جزء من الاحتراب الدائر حاليا -ومن قبل- يتعلق بمرض عمى الألوان .. الإنسانية!!
خلقنا الله متنوعين .. كل واحد هو كون بحاله .. خليط فريد .. يستحق التأمل والتعارف، ولكن الاستسهال مرض إنساني قديم .. أيضا .
وفي غمرة الإقصاء والتشويه والتشويش نعمد إلى الأسهل باختصار الناس واختزالهم في توصيفات، وتصنيفات، ونعوت، وأسماء نسميها !!
حين كانت كرة الثلج تكبر، لم ير مبارك في معارضيه غير أناس بيتسلوا !!
وحين كانت تكبر مرة تالية لم ير الإخوان في معارضيهم سوى فلول، أو أشباه فلول ورغم تنوع هائل، واختلاف مبدع في أطياف وخطابات ومبادرات وطاقات، ما نزال نختار الأسهل، فلا نرى سوى لونين: أبيض، وأسود !!!
لا تتعب دماغك إذن، وردد مع الحمقى أن من يختلف معك هم أغبياء، أو خونة، أو كفار، أو إرهابيين !!
لا تلتفت أنك ضمنا تمارس تضخيم ذاتك الهشة، وتغالب خوفك من تغيير معتقداتك!!
لا تبذل أي جهد في تأمل أية خبرة جديدة، أو كلمات، أو أفكار جديدة..غريبة عليك!!
الأسهل أن تمسخ الجديد الذي يصلك ليصبح شبه ما استقر في تصوراتك، ثم تقبل أو ترفض هذا المسخ.. بسهولة، وترتاااااااااااح !!!
لا تتعب عقلك في توليد معاني أو تساؤلات جديدة، يمكنك الاكتفاء بما لديك !!
ردد الكليشيهات المتداولة بنبرة حماسية لتبدو شيئا يحمل معنى !!
لا تخف من ممارسة هذا السخف..أغلب من حولك يمارسونه، بلا غضاضة !!
سهل أن تتهم من لا يمارسه بتهم جاهزة، وكثيرون سيساعدونك !!!
قل إنك بشر تصيب وتخطئ، ولكن إياك أن تعترف بأية أخطاء، ولا ترى نفسك إلا مظلوما، ومضطهدا، ومضيعا .. في قومك !!
غالب ضميرك حين ينازع حماقتك، ولا تتعب عينيك، ولا دماغك، فقط ردد مع الحمقى .. ردا على من يخالفك الرأي :
أنت إخوان، أو شبه إخوان، أنت فلول، أو شبه فلول، أنت كذا، أو شبه كذا !!!
فكك، وكبر الجمجمة.. لا قيمة كبرى للتفكير الحر، ولا الرأي النزيه!!
كن أحمقا مندفعا، استسهل .. ترى الكون لذيذا، وبسيطا، ومنعشا، وتعش سعيدا ومبتهجا .. مسكونا ومستمتعا .. ببهجة هذا العمى !!!
ويتبع >>>>>: مسار الثورة 8 يوليو .... صباح القتل ....