إن أكثر ما يستفزني في حديث المراهقين العرب أن لديهم اعتقادات خاصة بهم أن أمثالهم في الولايات المتحدة يتمتعون بالكثير وهم محرمون منه في بلادهم, ويعتقدون أيضاً أن المجتمع الأمريكي يتفهم طبيعة هذه المرحلة عن المجتمع العربي، فلديهم خيالات أن المراهق الأمريكي على الأخص يحيا فترة المراهقة بلا مشاكل ويعيش تلك المرحلة الحرجة بمنتهى السلاسة ودون أى خلل. ولقد وجدت تقريرا عن حياة المراهقين ومدى الأحباط لدى المجتمع الأمريكي لما وصل له حال المراهق في الولايات المتحدة!!!!!!..... لعله يوضح الصورة للمراهقين العرب.
قد كشف تقرير لإدارة الإدمان وخدمات الصحة النفسية في الولايات المتحدة الأمريكية، نقلا عن رويترز: أنه يوجد في المتوسط يوميا 1.2 مليون مراهق يدخنون السجائر و631 ألفاً يشربون الكحوليات و586 ألفاً يتعاطون الماريوانا، وأيضاً ذكرت الإدارة في تقريرها أن نحو 50 ألفاً يتعاطون عقاقير الاستنشاق و27 ألفاً يتعاطون عقاقير الهلوسة و13 ألفاً يتعاطون الكوكايين و3800 يتعاطون الهيرويين.
وجاء في التقرير أنه في الولايات المتحدة في عام 2006 كان ثلث المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 يشربون الكحوليات وكان الخمس يتعاطى عقاقير ممنوعة وكان السدس يدخنون.
وحاول التقرير أيضا أن يكشف عدد المراهقين بين 12 و17 عاما الذين يتعاطون مواد ممنوعة للمرة الأولى. ذكر التقرير أنه في أي يوم:
* يشرب حوالي 8 آلاف مراهق الكحوليات للمرة الأولى.
* يتعاطى حوالي 4300 مراهق عقاقير ممنوعة للمرة الأولى.
* يدخن حوالي 4000 السجائر للمرة الأولى.
* يتعاطى حوالي 3600 مراهق الماريوانا للمرة الأولى.
* يتعاطى حوالي 2500 مراهق مسكنات الألم للمرة الأولى.
وذكر التقرير أن ما يزيد على 76 ألفا من الاطفال والمراهقين يتلقون علاجا من تعاطي الكحوليات أو المخدرات في العيادات الخارجية ويتلقى عشرة آلاف علاجا في أماكن علاج خارج المستشفيات.
فإذا كان هذا حال المراهق الأمريكي فعن أي متعة أو أي حظ أوفر نتحدث دائماً عنهم؟؟؟؟؟ أعتقد أننا بداخلنا دائماً إحساس بأنهم أفضل أو على الأقل لديهم حظ أوفر لما تنقله لنا سينما هوليود لحياة الترف التي يحياها المراهق هناك........ فيدرس ما يحلو له يذهب لمدرسته على "الاسكوتر" مرتديا ما يحلو له من لبس غير متقيد بزي مدرسي ممل على حد تعبير أخي الصغير!!!
ليهم أباء متهفمين للمرحلة التي يمرون بها؛ فمن الطبيعي جداً أن يحقد المراهق العربي على نظيره الأمريكي حين يدخل بصديقته منزله دون أدنى أعتراض من أبويه في الوقت الذي يحظى المراهق العربي بوابل من التهديدات وأشكال العقاب حينما يكتشف أحد أبويه أن لديه علاقة صداقة ببنت مثلاً عبر الانترنت.
ولو نظر المراهق بنظرة أعمق للمجتمع الذي ينتمي له لو كان فرداً منه لوجد أن كل هذا "شغل سيما" فقليل جداً من المراهقين يحيا هذه حياة سوية هذا طبقاً للتقرير السابق، وقليل القليل من أبناء هذا المجتمع يحيا مع أبويه بهذه الصورة المثالية -إذا استطاع معرفة أبيه- ولا يستطيع دراسة ما يحلو له بمنتهى البساطة التي تجسدها السينما الأمريكية حيث أن هناك دراسة أخرى تقول أن معدلات الفقر بالنسبة لعدد السكان الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2006 بلغت 12.7% وأن قرابة الثلث هم من الأطفال والمراهقين!!!!!
أي، معنى هذا أنهم لديهم نفس مشاكل المراهق في أي مجتمع أخر بل أكثر فهم يتحملون المسئولية بمجرد وصولهم 16 ربيعاً فقبل أن تتمنى أن تكون في هذا المجتمع، اسأل نفسك هل تستطيع أن تتحمل مسئوليتك بالكامل في هذا السن الصغير؟؟؟ هل تستطيع أن توفر مسكنا لك ودخلاً تستطيع العيش به وتتعلم وتأكل وتلبس منه؟؟
فاحمد الله أن لديك أبوين يقدمان كل ما يستطيعان تقديمه لتحيا أنت وتصل لبر الأمان حتى لو كان هذا الأمان أمانا من وجهه نظرهم؛ فغيرك يتمنى البيت والتعليم والحياة المستقرة ولا يملكهم.
واقرأ أيضًا على مجانين:
من الآخر أريد أن أكون الآخر مشاركة/ من الآخر أريد أن أكونَ الآخر مشاركات/ مِنَ الآخِر أريد أن أكون الآخر/في حب كوريا وشعبها/ في حب كوريا: ابنة المستشار مشاركة/ مصر وحكاية اللونين الأحمر والأبيض/معوقات تعصف بمستقبل الشباب/ تمدد الحديد وعلاقته بالأهلي والزمالك/ تبديل الأدوار مشاركة لتفعيل مميزات الأمة/ أحمد وغفران..... فرنسا كمان وكمان/ ضاع حبك؟؟؟ فقد تصبح عظيماً مشاركة/ عفواً مجانين فهذه لغة المراهقين/ استخلاص الأشكال الهندسية من الطبيعة