العرب يقتلون أنفسهم بمحض إرادتهم وخيارهم المطلق الحر، الذي يترجمونه بأفعال يومية وسلوكيات دموية.
لا أحد في الدنيا يجبر العرب على قتل أنفسهم إلا أنفسهم، وكل ما يأتون به، ويسمونه تحليلات وتقديرات وتصورات ورؤى وتفسيرات، إنما هذيان وأكاذيب وخداع للنفس لكي تمضي في طريق الهلاك والفعل العقيم.
العرب يبحثون عن تبريرات وتسويغات، لكل مصيبة وأزمة وهزيمة وانكسار وخسران، ويتفننون في قتل التفاؤل والأمل والنجاح والخطو للأمام. وهم في كل ما يسعون إليه ويواظبون على فعله، يمعنون في إبداع اللطم والبكاء والعويل والتظلم والتشكي واتهام الآخر، وإسقاط ما فيهم على ما هو قائم حولهم.
ويبدو العرب وكأنهم لا يمتون بصلة للحياة، ويحسبون الموت هو الحياة السعيدة الراقية، ولا يحسبون لوجودهم قيمة ودور وأهمية معاصرة، ذات تفاعلات إيجابية مع الدنيا الزاخرة بمفردات صناعة الحياة. لكن العرب يبرعون وبتميز في صناعة الموت، حتى تحول عندهم إلى عقيدة ودين، وعمل يدر أرباحا مأساوية عليهم وعلى كل موجود في بلادهم.
فلماذا لا يتعلم العرب فنون ومهارات صناعة الحياة؟
ولماذا يمعنون في الإستثمار العقائدي بالموت؟
هل لأن الدين قد إمتلك وعيهم وشل بصيرتهم، وجعلهم يتوهمون أن الحياة في الموت، والموت في الحياة؟!
هل أن الدين هو السبب الأساسي لهذا السلوك. أم أن العلة في الذات العربية وآليات التفكير، التي تسعى إلى تحويل كل لون زاهٍ إلى أسود، يمتص أنوار الوجود الإنساني ويخنق البصائر ويحجب النور عن العقول؟!
تساؤلات علينا أن نجيب عليها لكي نجد حلا للوجيع الصاخب؟!!
واقرأ أيضاً:
الانسكاب الحضاري!!/ لا يصح إلا الصحيح!!/ لنحاور أنفسنا قبل أن نتحاور؟!!/ أوعية الشعوب المثقوبة!/ تُجّار اليأس!!/ بلاد الأرقام أوطاني؟!!/ العقيدة العلمية الغائبة!!/ هل نراجع لكي نكون؟!! / الاعتماد القاتل!!/ صوت الكلمة!!