تراثنا يكنز أروع قصص الحب وجواهر العشق, وتجدنا نستورد حبا, ونحتفل بما لا يمت بصلة إلينا, وما تعلمنا كيف نحتفل بقصص حبنا الخالدة, ونتعلم منها دروس الحب النقي الطاهر السامي المعطر بأرقى المشاعر والعواطف الإنسانية.
نحن أمة كتبت عن الحب ما لم تكتبه أمم الدنيا قاطبة, ونجهل كيف نحتفل بالحب!! بل ونستعار منه ونحسبه عيبا وجريمة وإثما, بينما العدوانية والكراهية, شجاعة ورجولة وبطولة!! فسفك الدماء قوة, وتقديم وردة وقبلة ضعف ومذلة وهوان!!
أمة تفتق الحب في أعماقها منذ أن أشرقت الشمس, وانطلقت الحياة, ومارست أنواع الحب ودونته, بأبلغ وأحسن العبارات والكلمات, وتستورد الحب وآليات الاحتفال به من الآخرين, وكأنها لم تعهده في مسيرتها, بعد الكم الهائل من قصص الحب والخيال المحتشدة في أرشيف أساطيرها وحكاياتها, وهي الأمة التي كتبت أجمل أشعار الحب!!
تراث حب عظيم وسلوك حب عقيم!! فهل أن أمة الحب المتنوع لا تعرف كيف تحب؟!
وهل توجد أبدع من قصة حب قيس بن الملوح لليلى العامرية؟!
"وما حب الديار شغفن قلبي....ولكن حب مَن سكن الديارا"
وللشريف الرضي:
"الماء في ناظري والنار في كبدي....إن شئتِ فاغترفي أو شئتِ فاقتبسي"
ولجميل بثينة:
"أقلب طرفي في السماء لعله....يوافق طرفي طرفها حين تنظر"!!
ولليلى الأخيلية:
وقصتها مع توبة معروفة, وأشعارها فيه مشهورة.
"كأنّ فتى الفتيان توبة لم يسر.....بنجدٍ ولم يطلعْ مع المتغوّر"
ولمسكين الدرامي:
"قل للمليحة في الخمار الأسود....ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ"
ولكُثيْر عزة:
" وما كنت أدري قبل عزة ما البكا....ولا موجعاتِ القلب حتى تولتِ"
وهذا قطرة غيض من بحر فيضٍ هدّار وخزائن أدبٍ وجمالٍ لا تنضب, لكننا تناسينا ينابيع حبنا, وروافد مجدنا, واستوردنا ما لا نعرفه ولا يعرفنا, وهذا حال كل أمّةٍ تتنكر لذاتها وتتبع غيرها!! فأين الحب يا أمّة الرحمة والرأفة والسلام والحب؟!!
وتحية لمن يذكّرنا بأن الحياة في الحب, ولمن أوجد يوما للحب ليُشعرنا بقيمة أن نُحب!!
واقرأ أيضاً:
الحب في الجامعة بينَ الحلم والواقع / العطالة والبطالة!! / فكّروا بطريقة اقتصادية!! / السكتة الحضارية!! / عقلية الأسوار والجسور!!