الفصل السابع
نجد في بعض الحالات الخاصّة أن الشخص ليس له سيطرةُ على تعزيزاتهِ. على سبيل المثال، الطفل مَع أمِّ لاعقلانية أبداً ومتسلطة؛ فلا نعرفُ إذا كان سلوكه مدعوم، أو مهمل، أَو هل يُعاقَب منها على بعض السلوكيات الطيبة السوية؟؟!!. هنا ليس هناك علاقة بين ما يقوم هو بعمله والنتائج التي تعقب ذلك.
مثال آخر هو ما قد يحدث بين العامل أو الموظف مَع رئيسهِ العصبيِ المزاج. فأي قطعة رائعة مِن العملِ يقوم بها هذا العامل تُعجبه وتسره فيَقوم بمدحه لبعض الوقت، وقد يكرر العامل نفس القطعة فلا يناله إلا التحقير والسب من ذلك الرئيس متقلب المزاج!!؛ وتكون النتيجة هي ألا يفهم ذلك العامل ما يسر رئيسه وما يغضبه!!.
يتعلم ضحايا المصائب شُعُوراً بالعجز حول الذي يَحْدثُ لهم؛ فهم لَيسوا مسيطرين على دعم وتعزيز ذواتهم عند وقوع تلك الكوارث لهم. وبَعْض علماء النفس يقولون َ"بِأَنَّ هذا التَعلّم من العجز" قد يَعْملُ على جلب الكآبة في مراحل لاحقة من العمر.
والمثير للانتباه، هو أن هذا الطرح يَتوافقُ مع إحدى النظرياتِ التحليلية النفسيةِ للكآبةِ، تَقدّمَ بها الدّكتورِ إدوارد بيبرينج، فالدّكتور بيبرينج يَضعُ الصدمات التي تحدث للأطفال في طفولتهم المبكرة كبؤرة مركزية مِن الكآبةِ، لقد وعي الأنا لدى الطفل بأنه عاجز وضعيف عن مواجهة الصدمة أو الصدمات؛ لذا ينسب الدكتور بيبرينج تلك الكآبة إلى عجز الأنا عن مواجهة أولئك الصدمات في الطفولة المبكرةِ.
وكذلك يميل الشخص غير المؤكد لذاته إلى الشُعُور بالعجز والضعف، ثم تأتي الكآبة لتلي تلك الصدمات الطفولية المبكرة. وكلما أصبح الشخص أكثرَ حزماً وتأكيدا لذاته وأكثر اكتسابا "للمهارات الحياتية" فإن هذا يُخفِفُ عنه الكآبة المتوقعة الحدوث في مراحل لاحقة من حياته.
المحفّزات المُميّزة:
لنقل أن عِندَكَ حمامة في صندوق. فإذا كان في مكان ما بالصندوق ومضات خفيفة حمراء، فإن الحمامة تَضغطُ على ما يشبه الزر فتخرج أمامها حبة من القمح تأكلها. وتَتعلّمُ الحمامة أَن تستمر في الضغطَ على الزر عندما يكون الضوءُ أحمرا. أما إذا كان الضوء أبيضا فالحمامة تكف عن الضغطِ على الزر؛ لأن الغذاء من حبوب القمح يتوقف، فالحمامة تَحصلُ على الغذاءِ فقط عند الضوء الأحمر. لذا فالحمامة تَتعلّمُ التَمييز بين الحالتين أو اللونين الأحمر والأبيض.
تتعلّمُ الحمامة أنه عندما يكون الضوء الأحمر مضاءا تستمر في الضغط على الزر، فعندئذ سيكون الضغط على الزر مدعوما ومُعززاً بالغذاء. كما تتعلّمُ الحمامة بأنّه عند الومضات البيضاء ومع الضغط على الزر لن تحصل الحمامة على أي غذاء. هنا يقال عن الأضواء أنها محفزات أو معززات مُميّزةَ. ويسمى هذا السلوكَ بالسلوك المدعوم.
في بداية الثلاثيناتِ من القرن الماضي صاغ سكنر عِلْم السلوكِ مستندا على العلاقةِ بين الترددِ في فعل السلوك والنتائج التي تحدث بعد فعل السلوك. في النهاية وجدَ أن القيام بالسلوك وإنجازه يعتمد على التعزيز، وبذلك تمكن من أَن يُعلِّمَ الحمامات في القفص بعض الأفعال المعقدة، وكان المُعزز أو المحفز هو سقوط بعض حبيبات القمح في مكان إطعامهن؛ وذلك بشرط إحساس أولئك الحمامات بالجوع والحاجة إلى الطعام أولا.
لقد اهتم سكنر بهذا السلوك الذي يعمل ويؤثر في البيئة المحيطة لإحداث وتحقيق التأثيراتِ المرغوبة، وقد أطلق سكنر على هذا السلوكِ اسم "السلوك الفعّال". وعندما أنجزَ سكنر سلوك الحمامات الفعّال، قام سكنر بتعزيز سلوكهم (إيجابياً)، حيث عزّزَهم بالغذاءِ (أو حبيبات القمح). كما سيطرَ على سلوكِهم أيضا ببدء "حالات طوارئ التعزيز" – فيختار سلوكاً معيناً مطلوب تعزيزهُ، ويقوم بتقديم مكافآت متكررة للحيوان لتَأْكيد هذا السلوك لديه، وبالتالي سيتكرر السلوك لمرات عديدة لدى الحيوان، وسيصبح سلوكا مرغوبا فيه لدى ذلك الحيوان، وبالتالي سيكون سلوكاً مكرراً.
إنه لأمر مُمتع مُلاحَظَة مثل تلك التجارب لَيس فقط على الحيوان بل أيضا في عالم البشر، وهذه الطريقة إنسانية لتَدريب الحيوانات، والأطفال، أَو أناس نحتاج إلى تعديل سلوكهم إلى الأفضل، وذلك من خلال القيام بالسلوكِ المطلوبِ عن طريق المكافأة بدلاً مِنْ توقيع العقوبات على السلوكيات غير المرغوبة، وقد وُجد أن هذه الطريقة فعالة أيضاً وبصورة كبيرة.
هكذا أثبتَ سكنر بأنّ السلوك يُمْكِنُ أَنْ يُعدّلَ عَلى نَحوٍ متوقّع تماماً بالسَيْطَرة على النتائجِ الخارجيةِ لذلك السلوك، وبدون أيّ إشارة إلى الذي يَستمر داخل الحيوانِ. فقد أوضح هو وآخرون بأنّ السلوك البشري يُمْكِنُ أَنْ يُشكَلَ باتباع نفس الطرق التي استخدمها سكنر مع حيوانات معمله!!. كما يَزْعُمُ المقترحون بأنّ كلّ سلوك خاضع لتلك النتائجِ.
أما معارضوا سكنر فيقُولونَ "إن الناس لَيسوا حمامات" حيث يَعتقدون أنَ النظريةَ قاصرة على الحيوانات فقط، ولكن سواء كان سكنر مُصيباً أَو مخطئاً بحق كل سلوك، فيُمكِننا أَن نطبّقَ تقنياتَه بالتأكيد عن طريق التعزيز والانطفاء والعقاب؛ وذلك لتَحسين عاداتِ ضبطِ النفس لدينا.
إفهم ذاتك وراقب نفسك
الخطوات الهامة التي يجب على الفرد اتباعها لعلاج مشكلاته النفسية وبلوغ درجة عالية من الوعي والنضج النفسي.. ومحاولة فهم نفسه.. وأن يتعرف على الحيل (الدفاعية) النفسية التي يهرب عن طريقها.. من مواجهة مشاكله وعيوبه بشكل مباشر متحملا آلام المواجهة ومسئولياتها..... عليك أن تتعلم أن تحاسب نفسك –ولو لدقائق– في نهاية كل يوم.. أو حتى في نهاية كل أسبوع.. وأن تجعل لذلك كراسة خاصة.. ترجع إليها من وقت لآخر.
عليك أن تتعلم عادة مواجهة النفس وحسابها بمنتهى الصدق والشجاعة.. عليك و من الآن أن تقرر الخلاص من الفتور والسأم.. وأن لا تترك نفسك كقشة تتقاذفها أمواج الحياة بعشوائية وضياع.
وعليك أن تعلم أن الشخص إذا كذب على الآخرين وراوغهم لكي يحافظ على صورته –الزائفة طبعا– أمامهم؛ فإنه لا يجب أن يكذب على نفسه.. كما أن عليك أن تدرك أن الإسراف في استخدام الحيل النفسية (كالتبرير والكبت والتعميم والإسقاط ورد الفعل والإنكار والتقمص وعزل المشاعر والتحول والانفصام.. وغيرهم)، وذلك لأن تجنب مواجهة الحقيقة يؤدى حتما إلى عمى البصيرة.. أو ما يسمى أيضا بعمى القلب.. (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46).
وعندما يكذب الفرد.. ويصدق نفسه.. يعيش في أوهام وسراب خادع.. وينغمس بالتدريج في ظلام لا أول له ولا آخر. عليك أن تأخذ قراراً جاداً بتنظيم حياتك.. وأن تُعوِّد نفسك على أن تستقطع دقائق في نهاية كل يوم.. أو نهاية كل أسبوع لمحاسبة النفس.. وعليك أن تجيب على عدة أسئلة هامة.. مثل:
- ماذا فعلت اليوم من إيجابيات وسلبيات؟
- كم كنت منظماً اليوم؟
- هل أعطيت لكل من العمل والترفيه الوقت المخصص لكل منهما؟
- ما هي الأخطاء التي بدرت منى اليوم؟
- ما هي المواقف التي انفعلت فيها واستسلمت فيها للقلق والتوتر؟
- ما هو أسلوب العلاج الذي سأتبعه لتغيير السلوكيات غير السوية و غير الملائمة؟
- ما هي ملاحظاتي على اتباع أسلوب –أو اكثر– من أساليب العلاج النفسي الذاتي؟
- ما هي أوجه القصور أو الإخفاق أو الفشل في الالتزام بخطوات هذا الأسلوب؟ وما هو التعديل اللازم لتجنب ذلك؟
فحساب النفس –دون إسراف أو جلد للنفس– وكذلك فهم وملاحظة الذات.. أمور بالغة الأهمية. ولكن أحذر الانشغال بملاحظة الذات أكثر مما ينبغي.. حتى لا تتوتر وحتى لا تنشغل عن أن تعيش حياة تلقائية بسيطة.
وتعلم أن تقبل مشاعرك وانفعالاتك بلا أدنى خجل.. وأن رغبتك في تغيير بعض سلوكياتك لا يجب أن تقترن بلوم النفس وتعذيب الذات. فالأمر لا يتطلب أكثر من تعلم عادة جديدة.. هي تخصيص عدة دقائق في نهاية كل يوم لتدوين ملاحظاتك وإجاباتك على الأسئلة السابقة.. أو أي أسئلة أخري تجول بذهنك.. وذلك في كراسة خاصة أو أجندة أو حتى شريط تسجيل.
كما يستحسن أن يكافئ الفرد نفسه، مكافأة ذاتية، مادية أو معنوية، لتبث الثقة في نفسه، وفى قدراته، وهذا ما نطلق عليه "أسلوب التدعيم الذاتي"، على أن يكون هذا عقب النجاح في تحقيق برنامج أو تنفيذ أسلوب من أساليب تعديل السلوك.. وذلك مع مراعاة أن تكون الخطط أو البرامج والأهداف التي يضعها الفرد نفسه.. متدرجة في القوة أو الشدة.. وأن تكون متناسبة مع إمكانيات الفرد وقدراته الحقيقية وظروفه البيئية والاجتماعية..
فالطالب الذي لم يتعود الانتظام في عادة الاستذكار اليومي المنظم لا يجب أن يضع نظاما قاسيا للاستذكار والقراءة بل يجب أن يتبع برنامجاً هرمياً متدرجاً في القوة.. وأن لا ينتقل من درجة إلى أخري.. إلا بعد أن يكون قد استطاع الالتزام تماما بالبرنامج الأسهل.. وأن يستخدم أسلوب التدعيم ومكافأة الذات.. لأنه يعلم نفسه عادة جديدة.. وفى الحقيقة ليس هناك اكتساب لعادة جديدة ما بدون تدعيم... كما يجب أن تعلم أن الخطط والبرامج القائمة على الحماس فقط والتي تسقط من اعتباراتها الإمكانيات الفعلية للفرد والبيئة.. والتي لا تعتمد في تنفيذها على نظام ثابت مُلزِم.. غالبا ما تفشل مسببة للفرد القلق النفسي الذي يزيد من ارتباكه ويقلل من قدرته على التركيز والإنجاز.
وتعتبر الخطوات السابقة في فهم وملاحظة الذات خطوات هامة.. لأنها تمثل مرحلة جمع المعلومات.. ونحن نعلم أن أي عمل علمي دقيق لابد وأن يعتمد على معلومات صحيحة ودقيقة. والمعلومات التي يستمدها الفرد عن نفسه.. لا تعتمد فقط على ملاحظاته عن ذاته.. وإنما تعتمد أيضا على ردود الفعل التي يتلقاها من الآخرين، وذلك من خلال التعامل اليومي معهم.. والاحتكاك المستمر بهم.
والشخص الناضج هو الذي يستمع لجميع الآراء باهتمام.. وان يستمع بهدوء وتعقل وبلا انفعال للآراء المضادة.. والانتقادات المعارضة.. وأن يأخذ بالجوانب الإيجابية فيها ويلقى بالمبالغات المغرضة غير الموضوعية وراء ظهره وأن يعتبر أن كل موقف صعب هو بمثابة اختبار وتدريب وفرصة عظيمة للتعود على الثبات الانفعالي... يقول أرسطو: "الرأي الصائب هو ثروة التفكير"... كما أن استشارة الأقارب والأصدقاء المخلصين وسماع رأيهم في جو من الود والأمان يسمح لهم بالنقد البناء والبعد عن المجاملة أمر هام.. بل وكسب لا يقدر بثمن, لأنه يمد الفرد بما يسمى بالتغذية الرجعية.. ويسلط الضوء على بعض الجوانب التي لا يراها أو الجوانب التي يهرب من رؤيتها!؛ وذلك على مستوى اللاوعي مُستخدماً "الإنكار" كحيلة دفاعية.... ومن المؤكد أن عينان تريان خير من عين واحدة... ولذلك يُقال أيضاً: "ليس مهماً أن يكون رأيك هو الصواب، المهم أن تحصل على مشورة من حولك".
وعلى أساس تلك التغذية الرجعية.. أو رد الفعل.. أو الرأي الآخر.. يمكن للفرد أن يعدل من سلوكه ليصبح اكثر نضجاً وتوافقاً. وتؤدى عملية الملاحظة والمتابعة في حد ذاتها دوراً علاجياً.. فالذي يلاحظ ويدون عدد المرات التي يكذب فيها.. أو عدد السجائر التي يدخنها.. أو عدد المرات التي ينفعل فيها بلا داع.. وبصورة يومية.. سيلاحظ بعد فترة انخفاض عدد مرات تلك العادة السيئة انخفاضا ملحوظا... وذلك من فضائل الكتابة والتدوين اليومي....
وذلك أن ملاحظة عادة أو سلوك ما ملاحظة عملية.. يومية.. منظمة.. والتركيز عليها.. يؤدى إلى تغييرها نتيجة وضعها في دائرة الوعي بصورة مستمرة ومنظمة. ومما لاشك فيه أن التغيرات التي تحدث في سلوك الفرد ومظهره.. والتي تؤكد للفرد ذاتيته.. يكون لها أثراً لا يستهان به في إدراك الفرد لنفسه وإدراك الآخرين له أيضا. كما أن لهذا الأسلوب فوائده في تحسين قدرة الفرد على التوافق الاجتماعي.. وعدم كبت المشاعر..
ويقوم بعض المعالجين الذين يتبعون مثل هذا الأسلوب بتدريب مرضاهم على كيفية أداء المواقف الاجتماعية المختلفة مثل كيف يتحدث الفرد مع رئيسه.. وكيف يعبر عن رأيه أمام الآخرين خاصة ذوى السلطة أو النفوذ.. أو كيف يعبر الفرد عن نفسه وعن مشاعره أمام الجنس الآخر. وتتعدد أساليب تأكيد الذات.. فبعضها يعتمد على تأكيد الذات من خلال المظهر والسلوك العام. ففي المران على تأكيد الذات من خلال المهارات اللفظية.. يجب أن يهتم الفرد بالحضور الذهني في المواقف المختلفة.. وبعدم الانشغال بأمور الحياة ومشكلاتها أثناء تواجده في المواقف الاجتماعية المختلفة.
كذلك فيجب أن يدرب الفرد نفسه على استخدام عبارات تؤكد وجوده مثل "أنا أحب".. أو "أنا أكره".. أو "أنا أؤيد".. أو "أنا أرى" مع عدم الخوف من النقد الاجتماعي.. وأيضا عدم المبالغة في تأكيد الذات.. مع توخي الصدق في التعبير عن النفس.. فلا تكون المعارضة بغرض جذب الانتباه.
ويعتقد البعض أن الظهور بمظهر الخنوع المبالغ فيه أو الأدب والاستكانة والخجل قد يجلب إليهم القبول أو الحب أو التقدير، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، وتستطيع إذا كنت من هؤلاء الذين يسلكون مسلك الخانعين المساكين أمام رؤسائهم أو أمام أي مسئول.. فما عليك الآن إلا أن تتخيل أنك ذلك المسئول.. وأن أمامك اثنين من مرءوسيك:
الأول.. مهذب.. هادئ.. واثق من نفسه.. يتحدث بهدوء واطمئنان.. ويتحدث أيضا بثقة -وبدون مبالغة- عن قدراته وعن آرائه ومشاعره.
والثاني.. مهذب.. هادئ.. ولكن خجول.. متلعثم.. منطو.. يميل إلى الاستكانة أو المسكنة والانكسار.. والى التقليل من قيمة نفسه.
فإلى أيهما تميل؟
وفى أيهما تثق؟
وأيهما تحترم؟
فحاول أن تكون ذلك الشخص الأول لأنك إذا لعبت دور الشخص الثاني ونجحت في اكتساب بعض العطف و القبول فإنك ستفشل في اجتذاب الثقة و الاحترام والتقدير. وتأكيد الذات من خلال الاهتمام بالمظهر العام.. أمر هام أيضا.. فيجب أن يهتم الفرد بارتداء ملابس نظيفة.. وأنيقة.. ومناسبة.. وغير مبالغ فيها.. أو في أسعارها. كما يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية، والتخلي عن بعض العادات المنفرة مثل عادة البصق على الأرض أو حك الجسم أو نتف شعر الوجه أمام الآخرين، أو التجشؤ بصوت مسموع.... إلخ .
كذلك فإن الظهور دائما بوجه عبوس.. مقطب الجبين.. أو بوجه جامد الملامح أو مهموم ينفر الناس، بينما يجذبهم ذلك الوجه الهادئ المبتسم، وكما قيل: "أضحك تضحك لك الدنيا، واكتئب تكتئب وحدك". ولاحظ التغييرات التي تحدث حتى في نبرة صوتك عندما تكون مكتئبا مهموما أو خائفا.. ثم وأنت هادئ أو سعيد.. لاحظ أن يكون صوتك واثقا.. غير منكسر وغير متوتر النبرات.. وأن تكون كلماتك واضحة واثقة.
إن هذه اللمحات الصغيرة.. هي لغة تعبر عن الفرد وعن حالته النفسية أبلغ تعبير.. تماما كلغة العيون. فيجب أن تؤكد.. للآخرين.. مشاعرك.. وثقتك بنفسك من خلال.. السلام باليد.. ومن خلال حركات الجسم... وإيماءات الوجه..... وإشارات اليد.. وطريقة المشي.. الخ.
كما يجب أن تعود نفسك على عدم الخجل عند تلقى الثناء أو الشكر.. أو كلمات الإعجاب والمدح.. بل يجب أن تظهر رضاك وامتنانك لهذا.. ويستحسن أن تعلن عن شكرك وسعادتك بكل تقدير تناله.. وأن تدرك أن كل إنسان يحب الثناء على إيجابياته وأن كلمات الثناء والتقدير والمجاملة بدون مبالغة أو نفاق تفتح القلوب وأبواب النجاح.
ويتبع >>>>>>>>>>> مشاركة في تأكيد الذات