الحرب القائمة كشفت أن العالم غاب أسود في آجامها، وما حولها موجودات جاهزة للافتراس.
وكأنه مثلما كان منذ بدايات إنشاء الدول والمجتمعات، فهناك قوة مهيمنة وأخريات تدور في فلكها، وبعضها من فرائسها.
وما يحصل في عالمنا المتأجج، أن الحالة يُراد تغييرها، بعد أن برزت قِوى ذات شأن وتأثير في الوجود الأرضي، وعليها أن تستنبط صيغة جديدة للحفاظ على الحياة، لأن التماحق والانتهاء هو المصير المحتوم.
فآليات النظام العالمي القديمة في صراع وجودي قاسي، وترمي بكامل قدراتها في الميادين، التي ربما ستتطور وتشمل دولا أخرى.
وعندما نقترب من دول أمة العرب، نجدها محاطة بثلاثة دول إقليمية ذات قيمة عالمية، وأمام خيارين لا ثالث لهما، فأما أن تتحول إلى فرائس لها، أو تتحالف فيما بينها لتنجوَ من الافتراس.
وربما خطوات افتراس دول الأمة تجري على قدم وساق، أما تحالفها فلا ذكر له، ولا تفكير به، مما يعني أنها ستمضي في مسيرة التشظي والابتلاع من القِوى الإقليمية، بعد أن انشغلت القِوى العالمية الكبرى ببعضها البعض، وهذا الانشغال سيتواصل كما حصل في القرون التي سبقت منتصف القرن العشرين.
فهل ستنتبه دولنا وتتأهب للحفاظ على كيانها المتماسك، المعتصم بأبهر ديمومتها وعزتها وكرامتها؟
وإن التحالف انتصار، والتخالف خوار، وعلى دول الأمة أن تختار!!
واقرأ أيضاً:
هل استيقظ العرب؟!! / جنون الحروب!!