قُضي الأمر، بعد أن أقدم رئيس الولايات المتحدة "دونالد ترامب" على رمي الصخرة الثقيلة في البئر العميقة، حيث قفز فجأة، وبجرأة فاحشة، إلى الاعتراف بأن القدس هي عاصمة الدولة الإسرائيلية، وبأن السفارة الأمريكية ستنقل إليها فوراً، متحدياً بذلك المجتمع الدولي برمّته، خاصة وفي ضوء قيامه بتعويج سير الاستراتيجية الأمريكية، التي داومت واشنطن على التمسك بها والمكوث عليها، طيلة العقود الطويلة الفائتة, مثّلت هذه الخطوة، الصدمة الأولى، بعد أن توقع الفلسطينيون، بأن "ترامب" لن يُقدم على مثل هذه الخطوة، لا سيما وهو مشغول في تنجيد (صفقة القرن)، والتجنيد لها، وهي التي عزم على نشرها، بهدف حل القضية الفلسطينية،. وما زاد الأمر سوءاً لديهم، هو، من أين أتته تلك الجرأة؟ وكيف حصل عليها؟ وكيف يمكن أصلاً القيام بهذا الإجراء من خلال شخص كهذا، يمكن القول، بأنه كان محل ملاحظات داخلية وخارجية، اقرأ المزيد
معاً في تظاهرات بيروت نصرةً للقدس كم كنت سعيداً وأنا أخوض في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، متظاهراً مع اللبنانيين بكل فئاتهم الاجتماعية وطوائفهم الدينية ومستوياتهم العلمية، الذين خرجوا معاً رجالاً ونساءً وشباناً وشاباتٍ، ومعهم مواطنون عربٌ تصادف وجودهم في بيروت، وآخرون أجانب أحبوا أن يكونوا مع المتظاهرين من أجل القدس، إلى جانب الفلسطينيين اللاجئين في لبنان والمقيمين في مخيماته المنتشرة في أنحائه، في ثلاثة مظاهراتٍ كبيرةٍ على مدى يومين متتاليين في منطقتين مختلفتين، استنكاراً للقرار الأمريكي الذي اعترف بالقدس عاصمةً أبديةً للكيان الإسرائيلي، وتأييداً للشعب الفلسطيني وحقه في القدس عاصمةً عربيةً أبديةً لدولته، ورفضاً للانتهاكات الإسرائيلية القديمة والجديدة في حق المدينة وسكانها العرب. اقرأ المزيد
القدسُ تجمعُ وتوحدُ وفلسطينُ تتصدرُ وتتقدمُ أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يسلخ مدينة القدس عن أمتها، وأن يقصيها عن عالمها، وأن يحرم شعبها منها، وأن يغربها عن أهلها ومحيطها، وأن ينسبها إلى غير أصحابها عنوةً، وأن يمنحها لمغتصبيها ظلماً، وأن يشرع لمحتليها أرضها، وأن يدنس بأقدامهم مقدساتها، وأن يعترف بحقهم فيها عدواناً. ولكن الله أراد شيئاً آخر، وحقق للأمة مراداً مخالفاً، رد به كيد أمريكا إلى نحرها، وأغاظ به قادتها وأزعج إدارتها، وخلط أوراقهم وشتت أفكارهم، وبدل أولوياتهم، إذ صدمتهم ردود الفعل الشعبية العربية والإسلامية، إلى جانب الموقف الشعبي الفلسطيني العنيد، الذي انبرى للدفاع عن قدسه والذود عن حياض بلاده، وهو الذي خرج للتو من معركة البوابات الإلكترونية، التي أجبر فيها سلطات الاحتلال على التراجع والانكفاء، وتفكيك البوابات وإزالة الكاميرات، وهو اليوم أشد عزماً وأقوى مضاءً في الدفاع عن شرف مدينة القدس وطهرها، ولن اقرأ المزيد
ترامب يدعو العرب المسلمين إلى الهدوء والتعقل بكل وقاحةٍ وبجاحةٍ وصفاقةٍ وقلة أدبٍ، وانعدام ذوقٍ وبلادة فكرٍ وسوء خلقٍ، وباستخفافٍ بادي واستهبالٍ ظاهرٍ، أو باستعباطٍ مقصودٍ وغباءٍ متعمد، يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشعوب العربية والإسلامية بالتعقل والهدوء، والكف عن التظاهرات والمسيرات، والامتناع عن الشجب والرفض والاستنكار، والتراجع عن الثورة والغضب، ووقف الحملات التحريضية وتعبئة الجماهير الشعبية، والعودة بالمواطنين إلى الحياة العادية، بعد هالته مشاهد التظاهرات والمسيرات، وصور الرفض والاستنكار، التي عمت جميع العواصم العربية والغربية، ولم تستثن منها العاصمة الأمريكية واشنطن، التي شهدت بدورها مظاهراتٍ واعتصاماتٍ منددة بالقرار، ومتضامنة مع الشعب الفلسطيني، ومؤيدةً حقه في القدس مدينةً وعاصمةً لهم. اقرأ المزيد
القدس مدينةٌ فلسطينيةٌ عربيةُ الوجه إسلاميةُ الحضارة لا نصاب باليأسِ والإحباطِ وبالقنوط والعدمِ، ولا نُسلمُ ونستسلمُ ونخضعُ ونخنعُ، ولا نقبل ونعترف ونقر ونوافق، فما حدث ليس قدراً محتوماً ولا كتاباً مسطوراً، ولا قلماً يكتب التاريخ ويرسم المستقبل، إنما هي إعلانات مأفونٍ وتصريحاتُ مجنون، وأحلام سفيهٍ وتصرفات أهوجٍ، وأقوالُ رجلٍ يظن أنه ملك الدنيا وحكم العالم، وامتلك الكون وسيطر على الأرض، وأنه بجرة قلم أو بتغريدةٍ على التويتر، أو بصفقةٍ في السوق أو بمغامرةٍ في البورصة، يستطيع أن يبدل صفحات التاريخ وأن يغير معالم الجغرافيا، وأن يستبدل واقعاً ويثبت آخر، وأنه بهوسه الغريب يستطيع أن ينسي الفلسطينيين حقهم، وأن يجرد المسلمين من قدسهم، وأن يشطبها من قاموسهم ويلغيها من كتابهم. اقرأ المزيد
تكاد تجمعُ الدول العربية والإسلامية على قرارٍ واحدٍ، وتلتقي على موقفٍ مشتركٍ، وتتفق على الإدانة والاستنكار، والرفض وإبداء المخاوف من النتائج المتوقعة وردات الفعل الغاضبة، فيما بدت وكأنها سيمفونية جنائزية أو موسيقى الموتى، إذ كانت المواقف حزينة ضعيفة باكية، عاجزة متحسرة مشلولة. فالعاهل المغربي محمد السادس يحذر من أن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، سيؤثر على آفاق إيجاد تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي". ونقلت وزارة الخارجية القطرية أن "دولة قطر تعلن رفضها التام لأي إجراءاتٍ للاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل"، ونُقل عن الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر جاهزية بلاده لأداء الأدوار المطلوبة منها بشأن القدس، وأكد أن بلاده تجري اتصالاتٍ مع الإدارة الأمريكية حول خطورة أي خطوة في القدس. أما الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز فقال أن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس خطوة تستفز مشاعر العرب والمسلمين"، اقرأ المزيد
يبدو أن صفقة القرن الأمريكية للسلام في منطقة الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باتت تتكشف تفاصيلها يوماً بعد آخر، ويماط اللثام عن بعض بنودها الأساسية، رغم حالة الغموض العامة التي كانت تحيط بها، والسرية التي حرص عليها صناعُها، إلا أن الحديث عن بعض تفاصيلها لم يعد سراً، كما لم يعد حكراً على قادة ورؤساء وملوك الدول العربية، فضلاً عن الحكومة الإسرائيلية، التي تتلقى تفاصيل دقيقة من الإدارة الأمريكية، وتتدخل بصورةٍ مباشرةٍ في تعديل بعض بنودها أو تصويب جوانب فيها، حيث بدأت داخلياً تتحضر إلى هذه المرحلة، وتعد العدة السياسية والأمنية والاقتصادية للتعامل معها والاستفادة منها. اقرأ المزيد
ما انفك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته ومستشاروه يهددون يومياً منذ ما قبل دخوله إلى البيت الأبيض رئيساً، وخلال حملته الانتخابية التي جاب بها مختلف أنحاء الولايات الأمريكية، مخاطباً مواطنيها ومطمئناً اليهود واللوبي الصهيوني في بلاده، وحكومة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، بأنه سيقوم في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، التي يؤمن بها عاصمةً أبديةً موحدةً للكيان الصهيوني، ولهذا يجب أن تكون سفارة بلاده في مدينة القدس، وفيها يجب أن يسكن السفير الأمريكي، ومنها ينبغي أن يزاول أعماله ويستقبل ضيوفه، دون أدنى إحساسٍ بالخوف أو القلق، ودون الحاجة إلى مرعاة مشاعر العرب والمسلمين والفلسطينيين، بل ينبغي مراعاة مشاعر اليهود والوقوف إلى جانبهم، وتأييد حقهم التاريخي في "أورشاليم" عاصمةً لهم ومقراً لحكمهم، وقد كانت عاصمة ممالكهم القديمة، وقلب دولهم البائدة، ومهوى قلوبهم الحائرة، وبهذا يؤمن المسيحيون الجدد ويعتقدون، ولهذا اليوم يتطلعون ويترقبون، ومن أجله سيعملون، وفي سبيله سيضحون. اقرأ المزيد
{المخرّبون الفلسطينيون}، مصطلح سياسي، أُطلقه الإسرائيليون بعمومهم، ساسة وعسكريين وإعلاميين، على الفدائيين الفلسطينيين الذين يقومون بتنفيذ عمليات نضالية مسلحة، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومصالحه، وسواء كانت في الداخل أو الخارج، باعتبارها أعمالاً تخريبية بحتة، ولا تمت للسلام بصلة، وتستوجب توقيع أقصى العقوبات بحقّهم، في الوقت الذي يشعر أولئك الفدائيين وقادتهم، بأنهم يشعرون بالفخر بقيامهم بتأديتها، باعتبارها نضالات مشروعة، وهي مستمرة حتى هزيمة الاحتلال وجلائه عن الأرض. المصطلح السابق انتهى تماماً، ولم يعُد موجوداً داخل الأفواه الإسرائيلية الآن، بسبب استبداله وتغطيته بمصطلح أكبر حجماً وأوسع صدىً، وهو {الإرهابيون الفلسطينيون}، كونه مصطلحاً بات محط ألسنة العالم ككل، بسبب استمراره في تلقّي المُقاساة تلو المقاساة، من وجوده كفكر، فضلاً عن الأفعال الدموية والتدميرية الناتجة عنه. على أي حال، ونحن لسنا بصدد الدفاع عن أي حديث أو فعل، تنتج عنه أعمال خارجة عن الدين والأخلاق وأدب المعاملة، اقرأ المزيد
بات من الواضح أن مرحلة الانقسام الرسمية والفعلية قد انتهت، ولم يعد لمفرداتها وجودٌ ولا لأدواتها مكانٌ، ولا لأطرافها سلطةٌ أو نفوذٌ، فقد نعاها أقطابها، وأعلن وفاتها رعاتها، وتخلى عن رعايتها المتعهدون، وانشغل عنها المتمولون، وخاب المستفيدون والمنتفعون، ولم يعد من السهل انبعاثها من جديد، أو تكرارها مرةً أخرى، فالظروف الدولية والإقليمية قد تغيرت، والأوضاع المحلية والعربية لم تعد تحتمل، ونتائج الانقسام أصبحت للعيان وخيمة، ومظاهره قاسية، وتداعياته خطيرة، وقبول المواطنين له أو به صعبٌ، واعتراف قوى إقليمية أو دولية به من جديدٍ مستحيلٌ، وبذا يكون الإعلان عن انتهاء مرحلة الانقسام رسمياً ونهائياً، وقد صاحب الإعلان العتيد حالة فرحٍ وحبورٍ، وسعادةٍ ورضا، وتفاؤل واستبشار، بأن الغد أجمل والقادم أفضل، والمستقبل أكثر أملاً وإشراقاً، وأن العقوبات سترفع والحصار سينتهي، والاقتصاد سيزدهر والرخاء سينتشر والرفاهية ستعم. اقرأ المزيد