إن الحاجة لتبادل العاطفة والحب والمودة هي من الحاجات الأساسية للذكر والأنثى، ولا تستقيم الحالة النفسية للإنسان إلا لما تلبى كل حاجاته الأساسية وعلى رأسها الحاجة العاطفية، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة الروم). إن السكن والمودة والرحمة فيما بين الزوجين هي الأعمدة اقرأ المزيد
انحازت للسلطة فتبنت صورة مشوهة لهم.. الإسلاميون في الدراما العربية بات من النادر أن تجد فلماً أو مسلسلاً عربياً دون أن يأتي مطعماً بعدد من المشاهد التي تتناول "الجماعات الإسلامية"، حتى صار هؤلاء أشبه بالضيف الدائم على معظم الأعمال الدرامية المنتجة عربياً.. اقرأ المزيد
صدرت حديثاً رواية "التلصص" للكاتب الروائي صنع الله إبراهيم، وهي نوع من التلصص على الذات للخروج بسيرة ذاتية غير تقليدية، كما تشمل التلصص (الأدبي المشروع والمقنن) على ذوات الآخرين المشاركين في الأحداث وهم يقاومون أو يضعفون أو يسقطون، خاصة وأن الرواية تصف فترة تعرض الكاتب ورفاقه للاعتقال في سجن الواحات أيام عبد الناصر. والتلصص على الذات من أصعب أنواع التلصص حيث توجد دفاعات نفسية لا شعورية تجعلنا لا نستطيع أن نرى نقائصنا وعيوبنا، لهذا –حين نفتقد الشجاعة لرؤية أنفسنا- نلجأ إلى التلصص على الآخرين اقرأ المزيد
الأمركة، (بالانجليزية أميريكانيزيشن Americanization) مصطلح خلافي داخل المعجم السياسي العربي والغربي، دون أن يتم تعريفه رغم شيوعه. وسأحاول أن أبذل محاولة مبدئية في تعريفه وتوضيح بعض تضميناته الفلسفية. والأمركة في تصوري هي محاولة صبغ أي مجتمع أو فرد بالصبغة الأمريكية وإشاعة نمط الحياة الأمريكية. ويوجد مصطلح طريف قريب منه للغاية هو مصطلح "الكوكلة" أو "الكوكاكوليزيشن" Cocacolization. والكوكاكولا هي رمز نمط الحياة الأمريكية وانتشارها وتدويلها. وقال أحدهم أن الأمر ليس كوكلة وحسب وإنما هي كوكاكولونيالية، بدلاً من "كولونيالية" أي أن الكوكلة هي الاستعمار في عصر الاستهلاكية العالمية، وهي استعمار لا يلجأ للقسر وإنما للإغواء. اقرأ المزيد
يدّعي بعض دارسي المجتمع الأمريكي أنه يتسم بالتعددية والتنوع والانفتاح، إلا أن واقع الولايات المتحدة يبيّن أنه مجتمع تسود فيه النمطية بشكل مذهل، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى طمس المعالم الخاصة لكل الهويات المختلفة ودمجها في هوية علمانية واحدة. فهذا المجتمع تسوده أسطورة علمانية واحدة، ومعيار قبول اجتماعي علماني عقلاني مادي واحد، وهو معيار يسمح للجميع بالانتماء شريطة أن يتخلوا عن خصوصيتهم الدينية والإثنية، أي عن القسط الأكبر من هويتهم لتحل محلها هوية واحدة، وكلما ازداد تخليهم عن هويتهم، ازدادت أمامهم فرص الحراك الاجتماعي، فما يسود المجتمع ليس تنوعاً حقيقاًَ وإنما وحدة عقلانية علمانية عميقة وتنوعاّ إثنياً سطحياً -وهذا هو جوهر "الأمركة". اقرأ المزيد
كي نفهم قضية الهوية حق الفهم لا بد أن ندرك أننا لا نتلقى الواقع في موضوعية مطلقة سلبية تكتفي بالرصد والتسجيل، فالعقل الإنساني، كما أشرت، عقل توليدي يبقي ويضخم ويهمش ويضيف ويحذف، وتتم عملية الإبقاء والاستبعاد والتضخيم والتهميش والإضافة والحذف حسب نموذج إدراكي يشكل هوية الإنسان، في صميمه رؤية للكون. اقرأ المزيد
رؤية الإنسان للتاريخ تعبر عن رؤيته للكون (وللإله والإنسان والطبيعة)، ولذا فدراسة رؤية التاريخ هي في واقع الأمر دراسة لرؤى الكون (ومن ثم النماذج الإدراكية والتحليلية). وحتى نفهم رؤى التاريخ (والكون) سنطرح إشكالية تواجهها كل الديانات التوحيدية وهي: كيف يخاطب الخالق المخلوقات، فالخالق مطلق والمخلوقات نسبية، اقرأ المزيد
(سياحة في وجوه الناس وعيون المدن) أتنقل بين شوارع القاهرة ثم جدة وأطير إلى باريس لأعود إلى القاهرة مرة أخرى في فترة لا تزيد على عشرة أيام، فتحتد المقارنة بين هنا وهناك، ونحن وهم، وتثور بداخلي آلاف الأسئلة والاحتجاجات: لماذا وكيف ومتى و... و....... و.......، وحين تهدأ ثائرتي أعود لممارسة هوايتي (والتي هي جزء من مهنتي) في قراءة الوجوه وتفحص المشاعر والسعي وراء الأفكار التي صنعت الحياة في المدن، فأزداد ثورة على نفسي وعلى أهلي وناسي على ما فرطنا في حق الوطن، حتى ضاق بنا فضقنا به، وفقد جماله وسكينته فزهدناه، وضغط على أعصابنا بزحامه ومشاكله وأزماته فتمنى أكثرنا هجرانه وهجره غير قليلين من أبنائه غضبا وهربا، فضاع من ضاع وغرق من غرق، وغضب من غضب وباع من باع. اقرأ المزيد
عمل الفيلسوف مشابه لعمل الشاعر، فعمل الفيلسوف هو (التفلسف)، أما المتخصصون في الفلسفة أو المهتمون بها فعملهم هو (الفلسفة) كمنتج فكري بشري، يتعاطون معه دراسةً وتصنيفاً وتحليلاً ونقداً، ولئن كانت الحياة تستقيم بلا (نقّاد)، فهي لا تستقيم بلا (شعراء)، وهي الحالة ذاتها إزاء الفيلسوف والمتخصص في الفلسفة اقرأ المزيد
جاءني صوته عبر الهاتف متحدثاً في يقين لا يقبل الشك: "اتصلت بيك علشان أطمنك، خلاص عرفنا سبب مرض ابني... طلع معمول له سحر... وللأسف الشديد اللي عامل له السحر ناس من العيلة ربنا يجازيهم، واحنا كنا شاكين فيهم لكن الشيخ أكد لنا، والحمد الله السحر اتفك، أما اللي عملوا السحر ده فلينا معاهم كلام تاني". ولم أجد شيئاً أرد به عليه غير بعض دعوات بدوام الشفاء لابنه، لكن انتابني قلق شديد على ما سيحدث تجاه أفراد العائلة المتهمين بهذا الفعل وما هو ال "كلام التاني" الذي سيوجه إليهم بناءً على هذا الاتهام الخطير؟؟. اقرأ المزيد