غدر صديقة وغربة..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أرجو منكم مساعدتي فأنا متعبة جداً (بل منهارة) وسأحاول كتابة معظم التفاصيل
أيام المدرسة كنت فتاة اجتماعية وخفيفة الظل (مع الفتيات فقط) ولكني خجولة جدا بالتكلم مع الشباب لدرجة احمرار الوجه والتلعثم قليلا بالكلام عند وجود الشباب وعندما ارتدت الجامعة تعرفت على فتاة عكسي بالصفات: منفتحة لديها الكثير من الأصدقاء الشباب (ولم تكن محبوبة من الفتيات) ومع الأيام أصبحنا ليس فقط أعز الصديقات بل أصبحنا كالأخوات نتعلم نتكلم مع بعض بكل الأشياء دون أية حواجز وأيضا أصبحت أنا أكثر مرونة وأصبح لدي العديد من الأصدقاء من الجنسين.
ارتبطت صديقتي بشاب وكانت النية على أن يتزوجان بعد التخرج وبقيت علاقتهما وطيدة لفترة طويلة أي لسنوات
أما أنا فكنت فتاة ملتزمة نوعا ما ولا أقبل بأية علاقات دون وجود شرع الله ورفضت العديد من الشبان اللذين حاولوا التقرب مني لنيل رضا الله
ومع ذلك استطاع شاب زميل لي كسر حاجز قلبي وذلك لأنه كان ذو أخلاق وقد طلبني للزواج أي أن نتزوج بعد التخرج
كانت علاقتي به محدودة جدا ولم أبادله مشاعري بالشكل المطلوب خوفا من الله
كنا نتكلم فقط ومعظم الأحيان على الإنترنت والكلام بغاية الأدب
ومع الأيام تشاجرنا ولم نتفق سويا واغتربت من بلدي وأمسيت ببلد أخرى
وبكل هذه الأيام كانت صديقتي تقف بجانبي وتساندني
إلى أن خفت اتصالاتها بي فجأة وتدعي بأنها مشغولة علما أنه كنا نتحدث يوميا وبأبسط بالتفاصيل وتركت حبيبها بعد حب لسنوات وتقول لي بأنها تحب الشاب الذي أحبه أنا وأنه سيطلبها للزواج
اكتشفت مؤخرا أنها كانت تكلمه دون علمي وتدّعي الكذب أمامي
(علما أنه كان يحذرني منها ومن صداقتها لأنها تتلاعب بالشبان وبالمقابل كنت أدافع عنها من أجل سمعتها لكي لا تسوء)
والآن هما مخطوبان وسعيدان وعلاقتهما على أكمل وجه
وعندما اكتشفت الحقيقة المرة انهارت أعصابي وأصبحت أبكي كل صباح وكل مساء
أصبحت فتاة أخرى سيئة الطباع صعبة الأخلاق غير مبالية ومستهترة أكره الأصدقاء وأكره الشباب
أرسل لكم مشكلتي يا دكتوري العزيز لأني تعبت من هذه الحال
لقد مضى عدة أشهر ولم أزل على نفس الحال
دراستي الجامعية صارت بالانهيار وعلاقاتي بالأصدقاء والعائلة تغيرت فقد أصبحت متوحدة نوعا ما ومنغلقة على نفسي ولم أعد أتكلم مع الأصدقاء ولم أعد أثق بأحد
ومعظم الأوقات أجلس لوحدي بالمنزل لا أتكلم مع أحد وأبكي
حتى فكرت مرة بالانتحار فلم أعد أريد العيش في هذه الدنيا
وأيضا الآن أنا مغتربة وتغيرت حياتي جدا عما كانت عليه في بلدي فقد أصبحت معيشتنا أضيق والأحوال المادية أيضا
أرجوكم ساعدوني فحالتي لا تطاق
آسفة على الإطالة ولكن حاولت التوضيح
02/04/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
مرحبا بك عزيزتي.. أقدر مشاعرك تماما فشعور الغدر جدا مؤلم؛ وأحمد الله لك أن أبعدهما عنك فأنت فتاة طيبة ومحتشمة..
(الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) سورة النور
مشكلتك الحالية أنك تركزين على الهم الذي لا تملكين تغييره ونسيت جميع مميزاتك ودوائر تأثيرك!!
التركيز على مشاكلنا وضغوطنا يكبرها ويزيدها لدرجة تشلنا عن التفكير بل وتعيقنا عن كل مجالات الحياة وها أنت ضخمت مشكلتك لدرجة التفكير بالانتحار!!
لا يوجد أي معاناة ولا ألم مهما بلغ مداه ما يجعل الإنسان يخسر حياته وآخرته تماما وبلا رجعة؛ وهذا ما لا ينبغي أن يصدر عن عاقلة وجامعية مثلك، بنيتي هذه الحياة لم تخلق لتمنحنا كل شيء وإنما هي مسرح للاختبار (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا). فمرورنا بظروف محبطة هو من طبيعة الحياة الدنيا وأنت بالإسلام مأجورة عليها إن صبرت ثقي يقينا أن الله سيعوضك خيرا
ولتكن هذه الحادثة دليل لك كي تري الدنيا على حقيقتها فمن لا يخاف الله ولا يتقيه يخاف منه!. والعثرات التي نمر بها تقوينا وتساعدنا لنرى ونخطط المستقبل.
أرجو أن لا تيأسي وتستسلمي مهما كانت الظروف فقد أخذ الله منا شيء لكن عوضنا بأشياء أريد منك كتابة ما لديك من نعم وعدها ثم التركيز على ما يمكنك منها فأنت بحمد الله جامعية وكاملة الأعضاء ومسلمة محتشمة وبالتأكيد تمتلكين الكثير من المهارات والمواهب التي لو ركزت عليها وطورتيها واستثمرت نفسك من خلالها لزال عنك ضيق العيش والهم؛
انفضي عنك غبار الحسرة والضيق وتقدمي للأمام والقادم سيكون أروع وأفضل بإذن الله، مارسي هواياتك، تصدقي ولو بأقل القليل ولو بكلمة طيبة، إزرعي إصيص ورد ترعينه، تعلمي شيئا جديدا، تعرفي على صديقات جدد انتقيهم بعناية وبمبادئ مميزة، مارسي الرياضة وتمارين الاسترخاء والتأمل، حافظي على الوضوء بماء بارد والصلاة بتأن وروية مع استحضار معاني الآيات، تقربي من والديك وارعيهم بطريقة مختلفة أقوى وأعمق من السابق وتمتعي ببركة الدعاء،
ليكن شعارك لا استسلام فمن كان له رب لا يخشى الضيعة أبدا وإلى العمل ((إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةً فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها)) أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
اتركي النواح للعجائز، وأسرى القيود المادية والمعنوية، وتحركي فالعالم ينتظرك، وينتظر إضافتك، واستثمار طاقتك ومهاراتك.
وفقك الله لكل خير ويسر لك الزوج الصالح الذي يسعدك
واقرئي أيضًا على مجانين....
كسيرة القلب: كيف نتجاهلك؟
بين التعلق والعلاقة : قلق الانفصال