الندم على ممارسة الشذوذ الجنسي
السلام عليكم، أنا شاب في منتصف الثلاثينات مِن العمر كنتُ في بلد أجنبي وأنا في أوائل العشرينيات وكان لا يوجد لي أصدقاء وكنت لا أخرج كثيرا معظم الأوقات في البيت وحيدا المشكلةُ أني كنت أمارس العادة السرية كثيرا ومارست "الشذوذ" مرتين لا أكثر مع شاب عرفته عن طريق الإنترنت وكنت أيضا أفتح الكاميرا لبعض الرجال عبر الإنترنت وكنت تأتيني تخيلات بممارسة الجنس مع رجال وكنت بعدها أشعر بندم كبير كان عمري في هذا الوقت 21 عاما تقريبا.
كنت أشاهد الأفلام الإباحيَّة أفلام رجال مع نساء وفي بعض الأحيان أفلام رجال مع رجال، مع أنني أميل إلى النساء لا إلى الرجال لكن كنت لا أستطيع أن أتعرف على امرأة لأنني كنت خجول جدا وكان يربكني الخوف عندما أتحدث إلى امرأة وأيضا أنا في سن الصغر أدخلت بعض الأشياء في فتحة الدبر مرتين أو ثلاثة مرات فقط لا أعرف لماذا وكيف فعلت هذه الأفعال (الشذوذ وفتح الكاميرا لبعض الرجال عبر الإنترنت) ما سبب لي حالة نفسية كبيرة وتعرَّضتُ لحالةٍ نفسيَّةٍ سيئة جدا صاحبتني لحد هذا الوقت ولا أستطيع أن أنساها وعدم الثقة بالنفس مع إني نادم ندم كبير وتقربت وتبت إلى الله.
أريد أنا أعرف ما الأسباب التي دفعتني لفعل هذه الأفعال مع أنني طول حياتي لا يثيرني الرجال وأميل إلى النساء؟؟!!!!
وأنني الآن على فترات أتذكر كل ذلك وأخجل من نفسي وأشعر بالإنهيار والندم أو عدم الرجولة وعدم الثقة في النفس ويزداد هذا الإحساس كلما جاءت لحظة فرح لا أستطيع أن أفرح بشيء رغم مرور على هذه الأفعال سنوات كثيرة، فكيف أتغلب على هذه الحالة النفسية السيئة جدا وأنسى هذه الأفعال التي فعلتها في الماضي دون التفكير فيها دائما؟؟
أرجوكم ساعدوني فأنا أحتاج إلى مساعدتكم
وجزاك الله كل خير
10/12/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أخي "راجي" ومرحبا بك في موقع مجانين، وسنساعدك أكيد بما قدّرنا الله عليه.
بداية أقول لك مبارك التوبة والإقلاع، وعسى الله أن يبدّل سيئاتك حسنات، وعفى الله عمّا سلف.
لكن لاحظ معي أن النفس لا تعفو بسهولة عمّا سلف!! وهذا ما حصل معك، وتتساءل لماذا يحصل معك هذا وقد تُبت، يا عزيزي راجي التوبة تجُبّ (تهدم) ما قبلها في الصحيفة هذا مؤكّد؛ لكنّها لا تجبّ ما في حياة الشخص ونفسه حتى يُحسن التعامل مع ذكريات الذنب والخزي المصاحب له، خصوصا في القضايا الجنسية.
لذلك من حكمة الشريعة الإسلامية ورحمة الله أن يكون الستر أولى من الفضيحة حتى يلتئم الجرح بسرعة متى تاب الإنسان وغيّر قناعاته واسترجع قوّته وترك ما يُشينه في ذلك المجتمع، وما هذا إلا لأن النفس تخضع لقانون غير قانون صحيفة الذنوب والحسنات!.لذا بقي لك جزء مهم وهو الجانب النفسي، وينبغي أن تعمل عليه مع متخصص للنقاش حول موضوع ما حصل وفات، وبقيت آثاره.
أما السبب وراء ما فعلت، ليس من الضروري معرفة السبب خصوصا أن لك ميولا طبيعية اتجاه النساء، مما يجعلها مجرد نزوات وفلتات خرجت بتلك الطريقة، لأنك كنت خجولا جدا وعاجزا عن إقامة علاقات مع نساء، فلجأت لإطفاء غريزتك إلى العلاقات مع الذكور.حالتُك هي حالة اقتحام ذكريات سيئة لم تتصالح معها وصارت تؤرّقك وتشكل لك عائقا نفسيا وحالة اكتئابية. بمعنى ينبغي أن تتسّق عندك الطهارة الدينية من الذنب مع الطهارة النفسية باعتبار تلك الأفعال مجرد زلة وخطأ ولا تشكّل هويتك الجنسية، ولا قيمتك كبشر، وتمتّع بالستر وانقلاب الحال إلى الأفضل والتوبة ونقاء الصحيفة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له كما في الحديث. لكنّه يجب أن يتقبّل بشريّته وخطأه وضعفه أمام نزواته ولا معقوليتها أحيانا، حتى يستشعر حقا أنّ ذنبه مُحي كأنّ لم يكن.
وستحتاج في هذا متابعة بعلاج كلامي تصحح مفاهيم الرجولة عندك ومفاهيم الخطأ والثقة في النفس، وتعلمك مهارات التصالح مع الذات واحترامها وحبّها وأنك بها تقوى وبها تتقوى فإن عذبتها أو تركتها تعذبك كلاكما سيضعف ولا فائدة من ذلك.
ربما شخصيتك الخجولة توضح جانبا من الكمالية في سمات شخصيتك، بما يحملك على عدم تقبل ذاتك وحبها إلا بمعايير صارمة وعالية ومثالية، فالإنسان الخجول يكون حسّاسا زيادة، وهذا نقطة يجب أن تتنبّه لها، وأنّ حساسيتك اتجاه نفسك وشعورك قد يزيد من سوء حالتك ويضخّم مشاعر الذنب عندك. فلا بد أن للسيرورة والتشخيص أن يكونا شموليان حتى يحتويان سمات شخصيتك في العلاج الكلامي.
أعلم أن مجرد قول هذا يبدو سهلا، لكن مع التمرين والجلسات ستتحسّن لا شك. فلا تنس أنّك منذ فعلت تلك الأفعال وأنت تستهلك ذكرياتها بشكل سلبي مؤثر في صورتك عن الذات وتقييمك لنفسك، فلا بد من مهلة وزمن لتكسير التقييم القديم وبناء تقييم جديد، وبما أن حالتك الاقتصادية تسمع لك بزيارة مختص نفساني، فلا تتوانى ولا تتردد، لكل داء هناك دواء حتى إن كان بين جنبيك.
وإليك بعض الاستشارات:
قالوها فصدقها: بؤس الفهم الشائع للرجولة
الآسف الخائف أن يكون شاذا : وسواس قهري واكتئاب
العضو ـ الهوية هل أنا رجل ؟
وسواس الشذوذ وقشعريرة الدبر