طفلي وأظافره
لم يبلغ طفلي السنتين وهو دائم الاستمرار بقضم أظافره وأنا قلقة بهذا الشأن ولا أعرف ماذا أفعل معه خاصة في هذا السن وأريد أن أعرف السبب
مع العلم أنه طفلي الثاني الذي يصغر ابنتي بسنتين ولا يوجد هناك دوافع نفسية أو عصبية
أرجو منكم الإجابة على استفساري هذا
ولكم جزيل الشكر والامتنان.
30/10/2019
رد المستشار
الأم الفاضلة.. أهلاً وسهلاً بك، وشكرًا على ثقتك، أحييك بداية على انتباهك واهتمامك بطفلك والذي وصلني من خلال إفادتك التي تشير إلى وعيك الدءوب بسلوكه، بارك الله فيك، إلا أنني عاتب عليك بسبب استعجالك واختصارك في إفادتك لنا، وأعتقد أن جزءًا كبيرًا من معلوماتك التي كان يمكن أن تفيدنا، قد حجب لهذا السبب، وأصبحنا مضطرين إلى الكلام بصورة عامة عن قضم الأظافر بالأسنان في مرحلة الطفولة، فمن ذلك السلوك في الأطفال أشكال عديدة ولكل شكل مآل، وتحديد الشكل هنا هو الذي نحتاج إليه.
بعض حالات قضم الأظافر Onychophagia، يكون مجرد تعبير أو انعكاس للقلق أو الاكتئاب في سن الطفولة أو عن الرغبة في جذب الانتباه فقضم الأظافر بالأسنان قد يكون أحد سلوكيات جذب الاهتمام Attention Seeking Behaviors، وأحيانًا يكون قضم الأظافر تعبيرًا عن رغبة في الاستثارة الذاتية Self Stimulation، ويكون ذلك من طفل يعيش في بيئة فقيرة من ناحية المثيرات التي تجذبه وتشغل انتباهه، وعادة ما يكون عابرًا في مثل تلك الحالات، ويستجيب لتغيير الظروف المحيطة أو بمعنى آخر تحسينها، ولكنني لا أظن طفلك في بيئة كهذه، فعلى العكس من الواضح أنك -جزاك الله خيرًا- متفرغة له تمامًا، إذن ما هي المشكلة؟
لا أستطيع في الحقيقة أن أقول أكثر من أن ظهور عرض قضم الأظافر في ابنك أمر يستدعي علمًا أكثر بالظروف والملابسات، والتاريخ الأسري السلوكي للأبوين والأقارب -وأقصد تاريخ الإصابة بالمرض النفسي-، لكي نستطيع تحديد نوعية قضم الأظافر، ثم نبدأ بعدها في الحديث عن طريقة العلاج الأفضل، واقرئي عن الموضوع من الروابط التالية:
اضطراب قضم الأظافر بالأسنان Onychophagia
قضم الأظافر بالأسنان: وسواس؟؟
قضم الأظافر بالأسنان: وسواس؟؟ مشاركة
قضم الأظافر ابني ثم ابنتي ما الحل ؟
ومن الممكن بشكل عام أن نقول إن ثلث هذه الحالات يُشفى تمامًا، والثلث الآخر يتحسن تدريجيًّا بصورة ملحوظة، أما الثلث الباقي فلا يستجيب للعلاج بسهولة، إلا أن الثلث الذي يتحسن تمامًا إنما يندرج تحت النوعية العابرة التي أشرت إليها، بينما ينتمي جزءٌ كبيرٌ من الثلثين الأخيرين إلى حالات تشخص ضمن اضطرابات العادات والنزوات والتي تقع في طيف الوسواس القهري، ولكن كُنْهَ وكيفية التصنيف والتوصيف وتحديد العلاج لا يمكن أن يتم من خلال الإنترنت، وإذا كان الأمر كذلك فإن اللجوء للطبيب النفساني يصبح واجبًا (والمتخصص في طب نفس الأطفال إن توفرَ أفضل اختيار)، وحسب رؤيته للحالة وتوصيفه لها والطريقة التي يفكر بها سيتم تحديد العلاج، إلا أن من المهم في جميع الأحوال أن تنتقلي من موقف القلق حول هذه العادة إلى موقف الراغبة في الفهم أولاً ثم الحل بإذن الله تعالى ثانيًا وبمساعدة المتخصصين، وتابعيني بالتطورات.