ضعف القدرات التعليمية والتركيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بدايةً أود أن أعبر عن امتناني لكم عن هذه الخدمات التي تقدموها للناس المحتاجة. أنا شاب عمري 22 سنة حياتي متوقفة من عمري 15 سنة، لا أستطيع العيش كغيري من الناس، في جميع سنواتي الدراسية من عمري كنت أتعرض لمضايقات كثيرة ممن حولي في الصفوف الدراسية، ذلك لأنه لم أكن أستطيع أن أردع من يقوم بإهانتي فيتمادى في إهانتي، عندما كنت في صفي السابع كان زملائي يطلقون عليّ لقب أكرهه (لحظات لا أنساها)، أما في الصف الثامن عدت إلى البيت أبكي بشكل هيستيري بسبب قيام شخص بضربي وإهانتي فقام والدي بالتحدث مع المدرسة وتم معاقبة الطالب، أما في صفي العاشر حاولت مرة الدفاع عن نفسي من أشخاص يطلقون عليّ ألقاب سيئة ويقولون عني أني فتاة بسبب صوتي الناعم آنذاك ولكني أصبحت أبكي كالأطفال ولم أستطع تمالك نفسي، هذا أثر عليّ بشكل كبير وأثر على دراستي فكنت أنجح في الصفوف الدراسية بعلامات متوسطة مما يجعل أهلي غاضبين مني بسببها.
عانيت من السلس البولي الليلي لعمر 17 سنة وكنت أتعرض لضرب من والدي مرة أو مرتين بالأسبوع بسبب هذا. بعد الانتهاء من الصف 11 ودخولي صف 12 دخل عقلي وجسمي بحالة غريبة من الخوف الشديد أثرت بجسدي فعانيت من ألم شديد بالمعدة وحرقة بالصدر وكنت لا أهتم بمظهري أبداً، كنت أخفي كل هذه المشاعر عن عائلتي إضافةً لخوفي الشديد من عدم النجاح بالثانوية العامة جعلني آكل بشراهة لإراحة نفسي فارتفع وزني من 90 كجم إلى 120، إضافة لإهمالي لنفسي وممارسة العادة السرية بكثرة وعدم اكتراثي لمن يشتمني أو يهينني فكانوا يلقبوني زملائي بملطشة الصف أو إنسان تافهة بلا شخصية.
بعدها انتهيت من الثانوية بمعدل جيد ولكن انتقلت بعدها للعيش في بلد آخر مع أهلي للعيش بسبب الحرب في بلدي وأحسست بشعور جيد لابتعادي عن بلدي. دخلت فرع الهندسة الكهربائية، كانت الجامعة عبارة عن صفوف متعددة فكنت أتجاهل وأتوارى عن أنظار الطلاب بسبب خوفي من أن يتكرر معي ما حصل بالماضي بالمدرسة، لم يكن لي أصدقاء أبداً لا في سنتي الأولى ولا الثانية ولا الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، كنت مُتحسّر على نفسي بسبب عدم قدرتي على التكلم مع أحد، إضافةً لشكلي المنفر فلقد أصبح وزني 140 كجم، أغلب أوقات فراغي لا أذكر سوى أنني كنت أمارس العادة السرية أو مشاهدة الأفلام الإباحية حتى كنت لا أبذل جهد لدراسة المواد الدراسية إلا قبل الامتحانات وكنت لا أقوم بواجباتي الجامعية، أحسست أني أضعت 5 سنوات وأنا لا أعلم ماذا درست بسبب نسياني الشديد، حاولت في السنة الثانية من الجامعة أن أتركها لكوني لا أحس بأهميتها ورسوبي بكثير من المواد بسبب إحساسي بالخوف والقلق الدائم وعدم قدرتي على التركيز أثناء الدراسة ولكن خوفي من والدي منعني وأجبرني على الإكمال. في كل امتحان أو فصل دراسي أو تقديم برسنتيشن أمام الطلاب كان لدي قلق دائم لا ينفك عني فكان من يتكلم معي يصبح وجهي أحمر وأعصاب معدتي تؤلمني وسخونة كبيرة بالصدر وعدم تركيز فلا أتكلم سوى كلمة أو كلمتين.
في جميع سنوات دراستي ووالدي يصرف علىّ مادياً وينظر أهلي إلي على أني إنسان عالة عليهم بلا شخصية بل إني كطفل أبله. أنا بعد انتهائى من دراستي وتخرجي بمعدل 2 من 4 gpa حزنت كثيراً على نفسي وعلى سنواتي هذه بسبب عدم امتلاك نفسي أو عقلي لأي شي قادر أن أبرزه أمام عائلتي فهم يقولون أني لست كأختي التي تخرجت بمعد ل عالي من الجامعة وبفرع هندسة مدنية واستطاعت أن تحقق نجاح في فرعها، ولا كزملائي الذين وجدوا فرصة عمل أو فرصة لإكمال دراستهم في أوروبا، أحسست بخوف كبير حينها وبلاهة جعلتني أتصرف كالأغبياء والأطفال فأصبحت لا أهتم بنفسي ووزني ارتفع جداً إلى 515 كجم، حاولت كثيراً أن أعالج نفسي فأخذت برزاك في السنة الثالثة من دراستي لمدة شهر ولم أستفد، بعدها أخذت زيروكسات لمدة سنتين بطريقة صحيحة وتدريجية بجرعة 5 إلى40 غ وتركتها تدريجياً، أحسست بفرحة غريبة وخرجت مني أفعال غريبة وصلت لحد أنني أحسست أني إنسان صاحب شخصية قوية بعد أربع شهور من استخدامه واستمرت معي لشهرين فأصبحت لا أخاف من أحد ولكن اختفت مني هذه الحالة وعادت لي حالة القلق مع اختفاء جزئي للخوف من الناس، حاولت أن أخذ سيبرالكس ولكن يئست من الأدوية النفسية. حياتي متوقفة الآن بسبب القلق فأنا لا أستطيع الدراسة أو أن أتعلم أكثر من دقيقة بلا قلق.
أحاول أن أدرس امتحان تحديد مستوى للغة الإنكليزية (توفل) وgre منذ سبعة شهور لكن لا أستطيع التركيز أبداً وأفكر وأقارن بيني وبين زملائي الذين نجحوا في إيجاد عمل أو الذين ذهبوا لإكمال دراستهم بالخارج فأنا لا أستطيع الانخراط بسوق العمل بسبب عدم تلقي أي دورة تدريبة في مجالي ولا أستطيع الدراسة بسبب قلقي الدائم وعدم تركيزي بالحياة والنسيان الشديد الناتج من عدم التركيز وعدم معرفتي بماذا أفعل في حياتي، أنظر إلى نفسي على أني إنسان فاشل غبي فلولا والدي لكنت الآن أسكن في الشارع ولا أجد طعام، أعيش قلق دائماً، لا أتذوق طعم الحياة العادية، أحاول أن أخفف توتري عن طريق الأكل والعادة السرية.
أمنيتي الوحيدة أن أستطيع أن أتعلم وأتعلم أي شيء بلا قلق أو خوف فهل عندكم حل لمشكلتي؟ ليس لدي مشكلة بألا يكون لي أصدقاء أو مجتمع أو ألا أتزوج.
جزاك الله كل خير.
4/5/2020
رد المستشار
أهلاً بك بني على شبكتنا، وشكراً لك لثقتك في طرح المشكلة.....
بداية يبدو أننا نتحدث عن مشكلتين أحدهما جسدية والثانية نفسية، فزيادة الوزن إلى هذا الحد الكبير تبدو ضارة ومؤثرة بشكل كبير، وقد تكون خطيرة لما قد تتسبب به من مخاطر صحية عليك، مع ترافقها بمشكلة الأكل العاطفي وممارسة العادة السرية المفرطة.
ومع تاريخ منذ الطفولة من وقوعك فريسة للتنمر الذي سبب مع المدة تجنب للناس قد يوصف (قلق اجتماعي)، فأنت تحتاج إلى عمل قائمة أولويات لمشكلاتك والبدء بالعمل عليها بالتدريج، وعادة ما تستغرق هكذا حالة من سنتين إلى أربع سنوات لتصل إلى المستوى الجيد جداً من التحسن جسدياً ونفسياً.
ورغم أنك طرحت مشكلتك حول رغبتك بالتخلص من القلق المرافق لكل ما تفعله، ولكن ماذا عن وضع خطة مؤقته لمدة عام تهدف إلى (التعايش مع القلق) بأن تعيش معه وليس فيه، ورغم هذا المفهوم يبدو بسيطاً لكنه شديد الفائدة لمراجعينا، والذين عادة يجدون تحسناً جزئياً سريعاً عند تقبلهم لوجود القلق في حياتهم، كمن يعاني من زكام شديد ويقرر أن لا يجعل هذا الزكام معيقاً ليومه، فيقلل من توقعاته من نفسه وإنجازه لمعرفته أن الزكام يجهده، ولكن يتقبل وجود هذا الزكام ويحاول أن ينجز الممكن، لأنه يعرف أن الزكام سيزول في النهاية، ولذلك أعاود طرح الموضوع عليك مرة أخرى، لماذا لا نبدأ بخطة التعايش مع القلق، فما هو السيء بالقلق؟ العوارض الجسدية المزعجة؟؟؟ الأفكار؟؟؟ لكن رغم كل ذلك ألم ينتهي بعد المواقف في العادة؟ كم مرة شعرت بالقلق الشديد؟ ما هو أسوأ ما حصل بعد كل نوبة قلق؟ إلى أي درجة يكون سيئاً؟ ماذا سيحصل لو قررنا التعايش مع وجود نوبات قلق؟ عندما تأتي العوارض نذكر أنفسنا أنها ستزعجني لكنها ستزول... هل سيتغير شيء؟
أدعوك لتجرب ذلك لفترة لا تقل عن شهر كامل، جرب فماذا ستخسر، ولعل ذلك سيساعدك في أن تنتبه لشيء لم تنتبه له من قبل، فعندما يكون كل همك التخلص من القلق، فهذا يختلف كثيراً عن تقبله وترويضه بالتدريج. وأنصحك بعد ذلك باللجوء لمعالج نفساني متخصص في العلاج السلوكي المعرفي، إضافة إلى متخصص بالتغذية ليساعدك بحمية تدريجية.
أعتقد أن حياتنا تستحق منا أن نبذل جهداً لتصحيح مسارها، خاصة وأنها قابلة للإصلاح، لكنها تحتاج للصبر قليلاً.
نتمنى لك الصحة والعافية.