ابني يسألني كثيراً "هل أحبه؟"
بسم الله الرحمن الرحيم. أنا متزوج من ١٢ سنة ورزقت بطفلين الكبرى أنثى والصغير ذكر وهو محور السؤال، ابنى عمره ٧ سنوات،العلاقة في البيت بيني وبين زوجتى _بفضل الله_ جيدة، وعلاقتي بأولادي _بفضل الله_ جيدة وأتعامل معهم في أغلب الأحيان على أني صديق لهم في مثل عمرهم، يعني ألعب مثل لعبهم ونعدوا في الحديقة، كثير من الوقت أتعامل بهذا الشكل، وطبعاً أحاول أن أربي بداخلهم قيم من خلال القرآن والسنة عن طريق مدراسة شبه يومية في المنزل.
نرجع اإلى ابنى وهو مرهف المشاعر يحب أن يظهر حبه دائماً لي ولأمه ولكل من حوله من خلال التقبيل والعناق، وهذا يحدث خلال اليوم كثيراً، ولكن مؤخراً أصبح لديه سؤال متكرر كثيراً حيث يقول "بابا أنا بحبك، هو حضرتك بتحبني؟" فأرد عليه مباشرة "نعم" وأُقَبِّله، ولكن عندي شعور بأن السؤال يتكرر أكثر من الطبيعي، وعندي أيضاً إحساس بأن ابني يشعر بعدم الطمأنينة لذلك يكرر السؤال كثيراً، وأتعجب لماذا هذا الشعور فعلاقتنا في البيت جيدة!.
لا أعرف هل أوضحت جيداً المشكلة أم يوجد جوانب عليّ إيضاحها،
ولكن أرجو الإفادة لأني لا أريد لأولادي أن ينمو بداخلهم أي أخطاء تربوية من خلالي.
21/8/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الاحتياج للإحساس بالحب والثقة والأمان هو احتياج طبيعي لدى الأطفال، ولا داعي للقلق من سؤال الطفل عما إذا كان الأهل يحبونه أم لا، وعلينا تعزيز الشعور بالأمان والثقة لدى الطفل عن طريق كثرة المدح والثناء على سلوكيات الطفل الحميدة حتى إذا كانت صغيرة ومعتادة، وينبغي البعد عن التعنيف والغضب ووصف الطفل بصفات سلبية، فإذا فعل الطفل ما لا يليق فنقوم بإفهام الطفل بأن هذا السلوك غير مقبول مع الحرص على أن تكون الأوصاف السلبية موجهة للفعل وليس للطفل نفسه مع توضيح أن هذا السلوك يجب ألا يتكرر من الطفل لأنه لا يتناسب مع طبيعته الجميلة.
وحتى إذا تكرر السلوك فلنحذر الطفل من تطبيق بعض الوسائل العقابية لمساعدته في عدم تكرار الفعل، ولكن دون عصبية أو غضب أو تعنيف نفسي أو جسدي، ويجب أيضاً أن نؤكد على الطفل أنه يمكن أن يخبرنا بأي شئ حدث منه أو له حتى إذا كان يظن أن هذا لن يكون ساراً بالنسبة لنا حتى لا يخجل الطفل من الحديث عن الأخطاء والسلبيات ويشعر بعدم الأمان.
والله المستعان