اضطراب الأكل Binge eating disorder
أنا من يوم عرفت نفسي وأنا سمينة... برابع ابتدائي أجبرني أبوي على رجيم، وكان حرمان بقوة حيث كان فطور ربع خبزة بجبنة مثلثات وعصير ربيع وقبلها أخذ خل تفاح، الغذاء سلطة وربع دجاجة، والعشاء زبادي وخيار، وقبل النوم شاي بابونج، وكنت أمشي كل عصر وصباح (صباحاً بالبيت، وعصراً نطلع بالبر وأجري)... والمحصلة أني ما خسيت إلا شوي، تدرون ليه؟ لأني كنت آكل بالمدرسة شبسات مع أنه وقف مصروفي، لكن أمي كانت تعطيني، وأحياناً كنت _أستغفر الله_ أسرق لأني كنت طفلة (شو بيعرّفني؟!).
من وقتها بدأت اضطرابات الأكل عندي، وأصبحت ما آكل مع الناس أبداً، وكنت آكل بالدس وأحياناً في دورة المياة ما أعرف ليه! لكن تعودت كذا لحد ما تخرجت من الجامعة، تتخيلوا؟!.
قعدت سنتين بعد الجامعة وأنا أتمرن لكي آكل كيس توست، ولكن كأنك يا أبو زيد ما غزيت.
بعدها فكرت وبدأت برجيم خاطئ عبارة عن حرمان، وكنت أقوم أتمرن صباحاً ثم أفطر بيضتين مسلوقتين، وقبل الغداء أجري على السير، والغذاء كان زبادي وكوسة مسلوقة، والعشاء أحياناً ما أتعشى وأحياناً زبادي، ونزلت بثلاثة شهور من ٧٧ إلى ٦١ كجم، لكن المصيبة جاني فقر دم ونقص شديد في فيتامين "ب" أثر على عيوني، وانقطعت الدورة ١٠ شهور وما رجعت إلا بعد ما عدلت أكلي ووقفت رياضة وزدت خمسة كيلو.
بعدها جاءتني شراهة بالأكل (يا دوب أمسك نفسي) وأكل بالدس وما أحد يشوفوني، ما أحب أجلس معاهم بالوجبة أبداً، وأحياناً أخبص بقوه بلا وعي وكأني مسحورة حيث أروح بعدما ينام الناس وأفتح الثلاجة وأقضي على الدنيا، واليوم الثاني أحرم نفسي أيام من الأكل وأتمرن بقوة، وأطلع وأنقص بالوزن وهكذا.
لي الآن عشر سنين على هذه الحالة، أكره التجمعات والمناسبات.
تعرضت للتحرش في بداية البلوغ من شخصين قريبين لي، وكنت أستسلم جاهلةً بما يحدث، وبنفس الوقت ازدرأت لنفسي وذاتي أني ما أستحق الرفض، ومن وقتها أخشى النوم ونومي خفيف جداً جداً.
وزني ٧9.٥ كجم، المشكلة أني أعرف الخطأ وأرجع له بلا وعي، والمشكلة كبيرة لأني مو صغيرة (عمري ٣١ سنة) وتعبت نفسيتي مرة بسبب السمنة، والأكل هاجسي ٢٤ ساعة.
9/9/2020
رد المستشار
واضحا من رسالتك المقنضبة بأن ما تشكين منه هو اضطراب النهم/شراهة الطعام أو اضطراب نوبات الدقر.
يتصف الشخصُ المصاب باضطراب نوبات الدقر binge eating disorder باستهلاك كميات هائلة من الطعام، مع شعوره بفقدان السيطرة على هذا السلوك. ومن خلال رسالتك، يبدو منذ صغرك، أن والدك حاول أن يفرض عليك نظاما غذائيا قاسيا من خلال الجبات التى ذكرت في رسالتك.. واستمر الأمر معك وتمر السنوات وتتخرجين من الجامعة إلا أن حالتك لم تتغير رغم محاولة إنزال وزنك من 77 إلى 61 كجم.... كما تسبب إنزال الوزن بانقطاع الحيض 10 أشهر.. وهذه إحدى مشاكل تخفيف الوزن عموما.
ما أود أن أوضح هو أن نحو 3.5٪ من النساء و 2٪ من الرجال هم مصابون باضطراب نوبات الدقر ويصبح هذا الاضطرابُ أكثرَ شُيُوعًا مع زيادة وزن الجسم. وقد وجد في بعض برامج تخفيض الوزن أن أكثر من 30٪ من المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم هذا الاضطراب. لا أريد أن أتطرق للأسباب.... ولكن بشكل مبسط هناك من الخصائص الحيوية والعوامل الوراثية تلعب دورا في اضطراب الأكل.... بمعنى بسيط قد يكون لدى بعض الأشخاص جينات (وراثة) أو حدوث تغير للمواد الكيميائية (الخصائص الحيوية) في الدماغ، تزيد من خطر تطور اضطرابات الأكل.
والصحة النفسية والعاطفية أيضا تلعب دورا كبيرا لدى الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل مشكلات نفسية وعاطفية تسهم في حدوث هذا الاضطراب. قد يكون لدى هؤلاء الأشخاص قلة احترام الذات، وتوخي الكمال، والسلوك المتهور، والعلاقات المضطربة. وفي غالبية الحالات، يلعب الاكتئاب والقلق دورا في اضطرابات الأكل.
وواضحا أنك تتميزين بتناول الطعام بدون ضوابط، بحيث تكون نتيجته الارتفاع الكبير في وزن الجسد. تستهلكين أحيانا كميات كبيرة من الطعام.......... والملاحظ أنك بعد نوبة دقر. لا تحاولين التخلص من الأكل أو التقيؤ أو استخدام مواد مسهّلة أو مدرات البول، أو الحقن الشرجية أو الإفراط في ممارسة الرياضة، أو الصيام، كما يغعل المصابون بمرض النهام العصبي. ومن الأعراض التى ذكرت في رسالتك التهام الطعام بسرعة أكبر بكثير من المعتاد لا تتوقَّفين عن التهام الطعام، تناولَك الطعام بمفردك، حتى لا تشعري بالحرج.
وهذا يؤكد بأنك تعانين من اضطراب الدقر. وغالبًا ما يشعرين بالإحبط والاكتئاب والأسى والقلق، لاسيَّما إذا كانوا يحاولون إنقاص وزنك. كما أنَّهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو القلق مقارنة مع أولئك غير المصابين بهذا الاضطراب.
تسبب اضطرابات الأكل مجموعة كبيرة من المضاعفات، بعضها يهدد الحياة. وكلما ازدادت شدة اضطراب الأكل أو زادت مدته، ازدادت احتمالية ظهور أعراضٍ خطيرة، مثل: مشكلات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسكر أو اضطراب الحيض عند النساء.. مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.. الأفكار أو السلوك الانتحاري.. مشاكل أسرية واجتماعية وعملية أو دراسية أو إساءة استخدام العقاقير.
• أنصحك أن لا تستخدمي أي نظام غذائي إلا بإشراف اختصاصي التغذية
• استعِيني بطبيب ليتمكن من مساعدتك ومعرفة الظروف التى تعيشينها والتخفيف منها أو من خلال علاج دوائي أو جلسات نفسية تتمثل بالعلاج السلوكى المعرفي.
حاولي الآن أن تفكري بشكل جاد وأن تذهبي إلى الطبيب.