الخائفة أن تكون شاذة: ما علاقة الأنا؟
وسواس اضطراب الهوية الجنسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سأبدأ في الموضوع بسرعة.. أرسلت لكم رسائل سابقة بأني أعاني من وسواس الشذوذ، وشكراً لردكم، وبالفعل اتضح من ردكم أنه لديَّ وسواس الشذوذ من خلال الأعراض، وأني أعاني من الوسواس القهري من خلال إصابتي بعدة وساوس كثيرة غير وسواس الشذوذ... ارتحت عندما قرأت ردكم، وحالتي اليوم جيدة من بعد ردكم، والحمد لله بعد أن ارتحت أنه ليس شذوذ بل وسواس أصبحت أتجاهل الفكرة.
اليوم لأني مرتاحة فبدأت بالشك بأنه بدأ لدي وسواس جديد ومعاناة جديدة!!.. أصبحت حتى أوسوس أنه لدي وسواس أحياناً، فالموضوع هو أن في البارحة تحدثت عائلتي عن اضطرابات الهوية الجنسية وكيف يكون الاضطراب، وكان نقاشاً عائلياً لم يستمر ل واني ثم تغير، فنحن نناقش مواضيع كثيرة عادية.. من هنا بدأت معاناتي فمنذ البارحة وحتى ليوم وأنا بدأت أوسوس أنه لدي اضطراب الهوية الجنسية!! بدأت أتذكر أني سابقاً قلت "أتمنى أن أكون فتى" لأنه كما تعرفون فالفتى بالإسلام لا يلبس الحجاب، ولكن نسيت هذا الشيء.
وأنا كل حياتي طبيعية، أي إن سألتموني عن طفولتي سأجيب بكل ثقة أني كنت ألعب ألعاب بنات، وألعب طبيعي مع صديقاتي، وألبس فساتين... إلخ من أمور الفتيات، وكل حياتي طبيعية، وأنجذب لكل شيء تنجذب إليه أي فتاة طبيعية، ولكن عندما تذكرت أني مرة تمنيت أن أكون ولد بدأت أوسوس أن هذا يعني أن لديَّ اضطراب الهوية الجنسية.
بدأت ألاً بالنظر لملابس رجال وملابس فتيات لكي أرى هل ستعجبني ملابس الفتيات أم الفتيان، فاطمئن قلبي بأني أحب أكثر ملابس الفتيات، وبدأت أبحث عن ألعاب أولاد وعن ألعاب بنات لكي أتأكد هل أستمتع بألعاب الأولاد أم البنات، فاطمئننت أني أستمتع بألعاب البنات، أفكر "هل أحب الكرة مثل الأولاد أم لا؟؟" فتكون الإجابة "لا"، أفكر "هل يعجبني اللون الأزرق أكثر من الوردي؟" فيكون الجواب "الوردي أكثر".. أنا حتماً طبيعية من هذه الناحية، ولا مشكلة لدي بكوني فتاة، وأحب مستحضرات التجميل (بالتأكيد لا أضعها الآن لاني صغيرة) وأحب الفساتين وألعاب البنات، ولكن عندما أتذكر أني تمنيت أن أكون فتى لأني أحب أن أكون الأقوى ولأن الولد له حرية أكبر، فبدأت بالتفكير أنه لديَّ اضطراب هوية جنسية؟؟، وأصبحت لا أنظر للَّون الأزرق وأخاف منه!!
وعندما بحثت إن كانت هنالك حالات توسوس أنه لديها اضطراب هوية جنسية لم يخرج لي شيء فزادت معاناتي وخوفي واكتئابي وقلقي... أنا أبصم لكم أن حياتي طبيعية من ناحية كوني فتاة، فأنا أحب كل شيء تحبه الفتيات، أتمنى فارس أحلام وزوج مستقبلي، وأحب مستحضرات التجميل والفساتين (وإلى الآن أحب هذه الأشياء)، وطفولتي طبيعية حيث كنت ألعب فقط بألعاب باربي وألعاب الفتيات العادية، ولكن عندما أتذكر أني كنت أتمنى أن أكون ولداً لأنهم أقوياء ومسيطرين يجن جنوني وأبكي لساعات!! فأنا بالعكس أحب جداً كوني فتاة، ولكن بدأت أوسوس أني حقاً مصابة باضطراب الهوية الجنسية.
ساعدوني ف أنا لا أريد أن أكون هكذا، هذا مخيف أكثر من وسواس الشذوذ لأني كنت أتمنى أن أكون فتى (ولكن لا أحب أشياء الأولاد _والعياذ بالله_)، فقط تمنيت لو أن الله خلقني فتى لكي أكون قوية، ولكن بعد ذلك لم أفكر أبداً بهذه الطريقة ونسيت هذا الشيء نهائياً ولم أعيره أي أهمية، أي طول عمري أحب الأشياء التي تحبها كل فتاة، وأغضب عندما أخي يقول لي بالمزاح اسم "ولد" وأبدأ بالصراخ عليه لأني حرفياً لا أحب أي شيء يحبه الأولاد (وإلى الآن لا أحب أي شيء يحبه الأولاد) ومستقلة من ناحية كوني أنثى، وأحب كل شيء تحبه الفتيات إلى الآن.
أنا أصبحت أفعل حتى أفعال قهرية لكي أتخلص من هذه الفكرة!!. أرجوكم أنا مختنقة ومشمئزة من نفسي، هل أنا مصابة باضطراب الهوية الجنسية؟ أم أن هذا فقط وسواس؟ وهل هنالك حالات مصابة بوسوسة أنهم مصابين باضطراب الهوية الجنسية؟
أصبحت كل المواضيع العادية تسبب لي ثقل، وأبدأ بالوسوسة على أقل شيء حتى أنني في مرة قرأت عن حالة ناس تكون ميولهم للحيوانات فبدأت بوسوسة أني أحب قطي، ولكني تخلصت من هذه الوسوسة والحمد لله.
أرجو الرد بسرعة، وشكراً جزيلاً مرة أخرى لردكم على حالتي السابقة.
تحياتي لكم.
5/11/2020
رد المستشار
صديقتي.
ليس لديك اضطراب هوية جنسية... ما لديك هو رغبة طبيعية في الحرية والسيادة، ولا يتعارض هذا مع كونك فتاة مع أنه قد يبدو أحياناً شيئاً مستحيلاً في أسرة عربية مسلمة.... هناك الكثيرات من المسلمات في التاريخ الإسلامي اللاتي كانت لديهن صولات وجولات وبطولات تفوق الرجال (ابحثي في الإنترنت عن "نساء بطلات في الإسلام")... تعلمي من قصصهن كيف تكونين امرأة حرة وقوية بالرغم من العادات والتقاليد.
يجب عليك ألا تفكري بطريقة "أبيض أو أسود" ولكن فكرى بطريقة كل الألوان المرئية والغير مرئية.. اعلمي أنه يمكنك قبول فكرة أو رفضها، يمكنك العمل بها وعليها أو تركها، مجرد وجود فكرة في ذهنك لا يجعل من هذه الفكرة حقيقة مطلقة، إحساسك ليس مقدساً ويتغير نحو كل شيء (ولو بطريقة طفيفة نحو أي شيء).
قد تحتاجين لمراجعة طبيب نفساني لكي يصف لك بعض أدوية الوسواس لفترة وجيزة إذا ما كان صعبا عليك ترك الأفكار الوسواسية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرئي أيضًا:
هل أصبت بخلل الهوية الجنسية ؟ لا اطمئن !
كل شيء أو لا شيء: التفكير القطبي
ويتبع >>>>>>>>>: الخائفة أن تكون شاذة ما علاقة الأنا ؟ م1