علاقة حب وَهْمِيَّة مع مشهور في وسائل التواصل الاجتماعي
أختي اسمها "فردوس" عمرها 30 سنة حالتها الصحية جيدة، طولها 159سم، وزنها 39 كجم، شَهِيَّتُها للأكل سيئة خوفًا من السمنة.
من 3 سنوات تقريبًا بدأت تعيش قصة حب في خيالها مع شخصية مشهورة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتتوَهَّم أن المشهور يبادلها نفس المشاعر، ولديها أمل كبير بأنه سيتقَدَّم لها، لذلك ترفض كل من يتقَدَّم لها، وتَتَوَّهم بأنه يراقبها في المنزل بتركيب كاميرات ويراقب هاتفها بالتَّهْكِير، ومهما قُلْنا لها أن هذا غير صحيح لا تقتنع أبدًا، جُلُّ وقتها تفكر به وتتوَهَّم أنَّه يقصدها في كل مرة يتكلم مع متابعينه في وسائل التواصل الاجتماعي... علمًا بأن المشهور غني جدًا، وهي عاشت في بيئة فقيرة، وأُمْنِيَتُها تتزوَّج شخصًا غنِيًّا.
وقبل ذلك في عمر الـ19 سنة توقَّفَت عن إكمال دراستها، وأصبحت أكثر عصبية وانطواءً، وتُسِئُ الظن بالآخرين مثل أني أبتسم لها فتفهم أن هذه ابتسامة حقد أو شر، وإلخ... والحمد لله الآن تخلَّصَت من العصبية فقط... ولديها أيضًا شعور بالعظمة (شخصيتها نرجسية)، وترى أخواتها أقل منها وهي أكثر منهم.
تعرَّضت في عمر السنتين إلى حريق، وأصبحت من بعده أكثر بكاءً وتَعَلُّقًا بأمِّها، وأكثر خوفًا من الغرباء.
علاقتها بأمها وأبوها وأخَوَاتها سيئة جدًا، قليلة التواصل معهم، كل الوقت تجلس لوحدها برغبة منها.
علاقاتها الاجتماعية سيئة، بسبب سوء الظن والأفكار السيئة تجاه الآخرين... ليس لديها أصدقاء ولا وظيفة.
أطلب منكم مساعدتي في تشخيص مبدئي لحالتها...
وهل تذهب لطبيب نفساني أو مُخْتَص في العلاج السلوكي المعرفي؟
15/2/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله.
ما تَصِفُه السائلة عن حالة شقيقتها يطابق أعراض أحد الاضطرابات الذهانية وهو "الاضطراب الوُهَامي Delusional Disorder" من نوع "هوس الحب" Erotomania والاضطرابات الذُّهانية هي مجموعة من الاضطرابات التي يختل فيها إدراك الشخص للواقع وحكمه على الأمور، فتسيطر عليه أفكار واعتقادات خاطئة لا سند لها من الواقع أو المنطق، ويرفض كل محاولة لتصحيح هذه الاعتقادات عن طريق المناقشة المنطقية التي لا تُجْدِي معه نفعًا، وقد تأخذ هذه الاعتقادات أشكالًا عِدَّة، فإن أخذت هذا الشكل الذي تصفه السائلة وهو الاعتقاد بأن شخصًا مشهورًا يحب المريض أو المريضة سُمِّيَ هذا الاضطراب بـ "الاضطراب التَّوَهُّمِي من نوع هوس الحب".
وما تصفه السائلة عن انطواء المريضة وسوء ظَنِّها بالناس قد يضيف إلى ذلك بعض ضلالات الاضطهاد والتَّشَكُّك، ورُبَّما يَرْقَى بالحالة إلى تشخيص الفصام العقلي، وهو شكل آخر من الاضطرابات الذهانية الأكثر خطورة، وفي كلا الحالتين لا يكون للعلاج المعرفي السلوكي أو غيره من العلاجات النفسية غير الدوائية دور كبير في علاج مثل هذه الاضطرابات نظرًا لعدم تعاون المريض وعدم استعداده لمناقشة أفكاره أو تغييرها، ويكون الدور الأكبر للعلاج الدوائي المناسب الذي يصفه الطبيب المختص، وتكون المشكلة عادة في كيفية إعطاء العلاج للمريض لكونه غير مقتنع بأنه مريض، وهناك بعض العلاجات الدوائية التي صُمِّمَت ليتم إخفاؤها في الطعام أو الشراب أو لإعطاؤها في صورة حقن طويلة المفعول، وتُؤْتِي ثمارًا علاجية جيدة جدًّا في مثل هذه الحالات، ولكن مدة العلاج الدوائي غالبًا ما تكون طويلة، وربما تستغرق الحياة كلها حتى لا تعود أعراض المرض للظهور.
والله المستعان.