اكتئاب
أنا مش عارفة أقول كل حاجة، حاسَّة إني معنديش طاقة أتكلم... بدايةً أنا عندي اكتئاب، ورُحْت مستشفي بَنْهَا بس الدكتورة مكانتش بتسمع كويس، وادِّتني علاج، ومشيت عليه أسبوعين وبطَّلْتُه، ومش عارفة أروح عيادة خاصة عشان محَدِّش يعرف، ومش هقدر على تكاليفهم.
أنا حياتي مِتْدَمَّرة، بنام في اليوم تقريبًا 14ساعة، مش بعرف أركِّز في أي حاجة... عندي مشاكل مع أهلي، هُمَّا مش قُرَيِّبين منِّي بس بيحبُّوني، البيت مكانش مكان مناسب أبدًا لصِحِّتِي النفسيَّة... عندي تراكمات من وأنا صُغَيَّرة مش عارفة أتخلص منها، بس كنت بقدر أستَغِلَّها إني أنجح.
وقعت في ثانوية عامَّة، ملقيتش الدَّعم الكافي، مكنتش بعرف أذاكر، كان فيه مشاكل في البيت، وبابا وماما كانوا بيتعبوا، وكنت بنسى بطريقة وحشة ومبعرفش أركِّز، ومن وقتها (بقالي أربع سنين) والاكتئاب بيزيد معايا، في الأول كنت بتجاهله، بس خد مِنِّي كتير.
أنا مخطوبة وهتجوز كمان تَلَت شهور، وخطيبي عارف إن عندي اكتئاب بس مش فاهمني وبيضغط عليَّا بشكل كبير... مش عارفة آخد قرار أَكَمِّل ولا لا، العلاقة دي أَرْهَقِتْنِي، وأنا كمان أرهقته بحالتي دي، مش عارفة هقدر كمان إنِّي أبقى مسؤولة عن بيت، مش عارفة آخد قرار في حاجة في حياتي، وبحس بتأنيب ضمير في كل حاجة حتى لو حادثة لحد معرفوش، وعندي إحساس بالوحدة فظيع وإن محدِّش فاهِمْنِي ولا بيدعمني.
أتمنَّى حضرتك ترد عليَّا وتساعدني،
هكون مُمْتَنَّة جدًّا.
7/3/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك بنتي، شفاك الله وعافاك مما ابتلاك به. الحمد لله الذي أنعم عليك بدرجة من العلم مكنتك من التواصل معنا، ولكن تبقى المساعدة الحقيقة لنفسك مصدرها نفسك.
كما تعلمين لا يكفي أن تقولي أنك مكتئبة، طبعا واضح أنك مكتئبة، والاكتئاب مرض كغيره من الأمراض إن لم يعالج ازداد سوءا. عيب الأمراض النفسية أنها تسرق من الفرد كل حياته بينما الأمراض الجسدية رغم قساوتها قد تترك له جانبا ينعم به، ولهذا لا يمكنك تجاهل أو الصبر على المرض النفسي كما يفعل البعض مع المرض الجسدي.
عودي ثانية إلى المستشفى واطلبي مقابلة طبيبة مختلفة عن تلك السابقة، واصبري على تناول الدواء فصبرك على سلوك الأطباء وبعض الأعراض الجانبية للدواء أفضل من استسلامك للمرض، كما بدأت حديثي معك لا يمكن لأحد أن يساعدك سوى نفسك.
بالطبع لست في حالة تسمح لك باتخاذ قرار مصيري مثل الزواج وتحمل مسؤولية سعادة شخص غيرك قبل أن تتحملي مسؤولية صحتك النفسية، اعملي على تأجيل موعد زواجك طالما خطيبك يعلم بأمر مرضك وأخبريه أن صبره عليك بعض الوقت أفضل من أن تبدأ حياتكما معا في ظل الاكتئاب الذي يسرق الفرحة.
سأخبرك أيضا أن كل ما تعانين أو عانيت من صعاب عاشها آخرون قبلك ويعيشها آخرون مثلك ولا تهزمهم أو تؤثر فيهم كما تفعل معك فقط لأنهم يتعاملون معها بطريقة مختلفة عنك، ولتتعلمي كيفية التعامل مع صعاب الحياة عليك البدء بالتخلص من الاكتئاب. ما رأيك باستبدال مصاريف الفرح وجزء من الجهاز على علاجك النفسي ألن تكون أجدى وأنفع. ساعدي نفسك كي تسعدي ولا تستسلمي.
واقرئي أيضًا:
هل للاكتئاب معنى؟
التعامل مع الاكتئاب(1-2)