حالة توتر وتِنْشَن
السلام عليكم ورحمة الله. تحية طيبة، وبعد. مشكلتي لها بداية ولها نهاية، ولكن أُفَضِّل البدء بالنهاية لأن البداية فيها حاجات كتير اتحَلِّت ولم تَعُد موجودة _الحمد لله_ كالقلق الاجتماعي والوسواس القهري. طبعًا أنا لست مُخْتَصًّا عشان أَحَدِّد إذا كان عندى الأمراض المذكورة، ولكن أنا بقالي 11 سنة منذ ظهور المشكلة في سن 16 سنة وأنا بقرأ فى مجال الطب النفسي وعلم الأعصاب، واللي سَهِّل ده توفُّر الإنترنت ومعرفتي باللغة الإنجليزية.
القلق الاجتماعى انتهى، والوسواس القهري انتهى بنسبة 90% بدون علاج دوائى. طيَّب الحمد لله، فين المشكلة؟
القلق الاجتماعي انتهى شويَّة بشويَّة، لحد ما الحياة أجبرتني إنِّي أبقى في بيئة اجتماعيه مع الوقت. الوسواس القهرى انتهى لما بدأت أعرف إن طريقة التفكير دي مش طبيعيَّة وأقرأ عن المرض، ومع الوقت الطويل نسبيًّا (تقريبًا ثمانية سنوات) انتهى بنسبة 90 بالمائة. طيِّب هل المشكلة في العشرة بالمائة؟
برضو لا. المشكله فيما ينتج عن العشرة في الميَّة دي. المشكلة الحالية بمجرد التفكير ولو للحظة (يمكن نصف دقيقة) بطريقة وسواسية أو طريقة سلبيَّة أو الاستغراق في أحلام اليقظة (توقفت تمامًا، ولم تَعُد مشكلة الآن) بحِسّ بأعراض توتر جسدي "تِنْشَن" في جسمى مبيرُحْشِ حتَّى بعد التوقف عن التفكير تمامًا. نفس التنشن كان بيحصل لما بستغرق في الأفكار الوسواسية وأحلام اليَقَظَة، ولكن الفرق دلوقتى أنَّه لم تَعُد هناك أفكار وسواسيَّة أو أحلام يقظة، بس لمجرد القلق من المستقبل أو فكرة الخوف من شيء أو أي فكرة سلبية، بس مش دايمًا الأفكار دي بتسبب حالة التنشن دي.
وصف الحالة:
- صعوبة فى التركيز وإنجاز أي مهام.
- حالة عدم راحة وشدّ في جسمي.
- لو أنا في الحاله دي مكنتش هعرف أكتب حرف واحد في المقابلة دي أو أعرف أوَصَّل لحضرتك أنا عاوز إيه.
- تجنُّب التعامل مع الناس، أو لو قعدت مع ناس ببقى ساكت طول الوقت مبفتحش مواضيع.
- الحالة دي مبتِنْتِهيش بالنوم، بنام وأصحى بنفس درجة الشَّد والتوتر، يعني مُسْتَمِرَّة على طول إلى ما لا نهاية.
طيب بتنتهي إزَّاي؟ بعدَّة طرق، كل طريقة لها نسبة نجاح:
- التمرين في الجيم ورفع أوزان ثقيلة لمدَّة من نصف ساعة إلى ساعة (نسبة نجاح ٩٥ بالمائة).
- الجري لمدة نصف ساعة جري سريع وليس معتدل (٨٠ بالمائة).
- دش ساقع فى عز الشتاء لمده ٥ دقائق (٧٠ بالمائة).
- الاستمناء، وهو أسهل الطُّرُق (١٠٠ بالمائة).
- أخذ "بنزوديازبين" جرعة ١٠ ملِّجرام أو حبات من "ليبراكس". مش عاوز أدمن عليه فباخده كل فين وفين. جربت SSRI "إسيتالوبرام" 20 ملجم في اليوم لمدة 3 شهور ومفدش بحاجة، وجرَّبت "بوسبار" 30 ملجم لمدة شهر ونص ومفدش بحاجة. أنا مش عاوز أعتمد على علاج، ولو خدت علاج مش عايز أعيش عليه طول عمري.
سبب مرضي النفسي من وجهة نظري:
- سوء معاملة الوالدين من وأنا طفل.
- أب نرجسي إلى أبعد الحدود.
- الحرمان المادي، فأنا أكاد أكون مكنتش باخد مصروف، مش عشان هما فقراء لكن عشان هو شايف أنه بيجبلك اللِّي أنت محتاجه من وجهة نظره (اللِّي هيَّ صح دايمًا).
- الحرمان من حنان وعطف الوالدين، مش عشان بعيد عني، لا وأنا عايش معاهم.
- الضرب فى سن صغير وفي سن كبير (فترة المراهقة).
- مش شاغلني ولا بحاول أغيَّرْهم لأنهم مش هيتغَيَّروا.
أرجو المساعدة.
وشكرًا.
22/4/2021
رد المستشار
شيء جميل أنك استطعت أن تسيطر على 90% من الوساوس كما ورد في رسالتك. أمَّا الـ10% من الوساوس المُتَبَقِّيَة ليست المشكلة، بل ما ينتج عنها كما تذكر تمامًا في رسالتك. بمعنى بسيط أنك الآن لا تشكو من الوساوس.
لكن مُجرَّد أن تخطر فكرة أيًّا كان نوعها ولو للحظة (وليست شرط أن تكون فكرة وسواسية) تُحِسُّ بتوتر نفسي يَصْحَبُه توتُّر أو شدّ عَضَلِي مع خوف مِمَّا يحمله المستقبل وصعوبة التركيز وعدم راحة في النوم، وتظَلُّ هذه الأعراض مستمرة لوقت طويل. تُعرَف هذه الحالة باضطراب القلق العام.
ذكرت في رسالتك أن هناك طُرُقًا تَسْلُكُها للتخفيف أو لتُنْهِي هذه الأعراض وبنسب معينة. منها الجري والاستحمام ورفع الأوزان. وهذا شيء طيب. ما لا أوافقك عليه هو أن من طرق الحل هو تعاطي المُهَدِّئات أو مضادات الاكتئاب أو الاستمناء.
لا أريد أن أصف حالتك أيضًا بأنك تعاني من القلق الاجتماعي، لربما أنت من النوع الخجول وتفتقر إلى الأسلوب في التعامل مع الآخرين مِمَّا يجعلك تتجَنَّب التعامل مع الآخرين. قد يكون القلق العامل الرئيسي، أو ذلك لأسباب أثَّرت عليك في طفولتك كما ذكرت في رسالتك.
لُطْفًا، خُذ الأمر ببساطة جدًّا، واتَّبِع الإرشادات التالية:
1_ فيما يتعلَّق بحالتك مع الاخرين، اتَّبِع التالي: خذ بعض الوقت للتفكير فيما ستقوله مع نفسك، وجهّز إجابات، أي حاول دائمًا أن تُكَرِّرَه لوحدك قبل أن تعرضه على الآخرين، ثم حضِّر نفسك تحضيرًا جيدًا، وما سوف تُقدِّمه أمام الأسرة أو الأصدقاء (مثلاً). بعد الانتهاء من التَّحَدُّث أو العرض التقديمي، شجع نفسك. قد لا يكون الأداء مثاليًا ويتَخَلَّلُه الارتباك، لكن حاول أن تتماسك بقدر الإمكان.
عندما تخاف من شيء (وقد تبالغ في تقدير احتمال وقوع أحداث سيئة) اعمل قائمة المخاوف التى تشكو منها، ثم ناقشها بينك وبين نفسك بهدوء. ستجد أنها تافهة ولا يوجد مُبَرِّر لها. وإذا خرجت عن مضمون ما تتحدث عنه أو بدأت تشعر بالتوتر وعدم القدرة على التذَكُّر، فقط خُذ نفسًا عميقًا ببطء عدة مرات.
2_ فيما يتعلَّق بحالة القلق العام:
• تمرين بسيط: اجلس على كرسي داخل غرفة هادئة، وأنت في حالة استرخاء، أغمض عينيك، ثم خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف (هذا هو الشهيق)، املأ صدرك بالهواء، أمسك الهواء واحبسه في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك يأتي الزفير، وهو أن تخرج الهواء عن طريق الفم ببط.
• كرِّر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرتين في اليوم، سوف تجده مفيدًا جدًّا، ودائمًا قبل البرزنتيشن أيضًا حاول أن تُكَرِّر هذا التمرين، تمرين التنفس التدريجي. وإن لم تستطع ذلك، فلا تتأخَّر في استشارة الطبيب أو الاختصاصي النفسي.
حاول أيضًا التخفيف من حالتك:
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة، أو الانضمام إلى مجموعة توفر فُرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ممارسة أنشطة ممتعة أو مهدئة، مثل الهوايات.
• تذكر نجاحاتك، ولا تُركِّز فقط على إخفاقاتك وفشلك.
• كلما شعرت بالارتباك تذكر الهدوء، وخذ نفساً للاسترخاء.
• كافئ نفسك، عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيدًا.