الخائف أن يكون شاذا: مثلية في ستار المازوخية!
وسواس المثلية
السلام عليكم. لديَّ مشكلة تُعَكِّر لي حياتي لدرجة أنني حاولت الانتحار.
القصة بدأت قبل سنة بالظبط عندما كنت أتَصَفَّح موقعكم المُحترَم لمعرفة أسباب المازوخية (قبل أن أرى قصة شخص مازوخي رَدَّ عليه أحد الدكاترة أنه ليس مازوخي، بل لديه مُيُول مِثْلِيَّة مَكْبُوتَة)، وفي تلك الحظة وكأنَّه تَمَّ صَفْعِي لأنني بسبب الإدمان على الإباحية كنت أُحِبُّ مشاهدة المقاطع التي فيها الأنثى تسيطر على الرجل، بل وتمارس عليه الجنس، وتُحْضِرُ رجلًا آخرًا لِيُمَارس الجنس معها أمام زوجها. مع العلم أن قصة المازوخية بدأت بالصدفة عندما رأيت مقطعًا لفتاة تسيطر على رجل، أي أنَّه قبل أن أرى هذا المقطع بالصدفة كانت لدي تَخَيُّلات عادية كباقي الذكور، ولم تكن لديَّ أي تَخَيُّلات مازوخية أو مِثْلِيَّة.
المهم أنه بعد قراءتي لذلك المقال بدأت تأتيني شكوك أنني مِثْلِي الجنس، وبدأت أذهب لمشاهدة مقاطع إباحية مثلية لأتأكد هل أنا مثلي أم لا (مع العلم أنِّي لم أشاهد في حياتي مقطعًا إباحيًّا مثليًّا نهائيًّا). وقمت بإدخال إصبعي في دبري وبدأت أَسْتَمْنِي، وأجبرت نفسي لِأَتَخَيَّل أنه رجل يمارس معي الجنس لأتأكد هل أنا مثلي أم لا، والنتيجة أنه تقريبًا لم أشعر بأي مُتْعَة عندما قُمْتُ بذلك. وأيضًا أذهب بعدها لمشاهدة صور الإناث لأعرف هل تُثِيرُني مثلما كانت من قبل أم لا.
بعد قراءتي لذلك المقال بدأت تأتيني قَشْعَرِيرَة في دبري لأول مرة في حياتي، وبدأت أُحِسُّ أن مُؤَخِّرَتي كبيرة، وأن الجميع يلاحظ ذلك، ولا يَمُرُّ يوم طِيلَة هذا العام إلَّا وأنا أُفَكِّر طِيلَتَه هل أنا شاذ أم لا. أُقَدِّم حجَجًا لنفسي أنني لست شاذ، وتأتيني حجج أخرى تقول أنني شاذ، وكأن أحدًا داخل رأسي يحاول أن يقنعني أنني شاذ. وما زاد شكوكي أنني شاذ هو أنني انْخَرَطْتُ في بعض المُمَارَسات المثلية في سن طفولتي لثلاث مرات تقريبًا، ربما كانت بدافع أن الجنس كان شيئًا غريبًا بالنسبة لي وقتها، وأردت معرفته، لأن كل الممارسات لم تكن علاقة جنسية كاملة أو جنسي فَمَوِي أو هكذا، بل لم أَخْلَع ملابسي حتى، فقط قام صديق لي بالجلوس فوقي لمدة دقيقتين أو أقل، هذا كل ما في الأمر. وأيضًا مارست هكذا نوع من الجنس مع فتاة لأكثر من مرة في صغري.
أيضًا أستمني كل يوم فوق 4 مرات على المقاطع الإباحية الغَيْرِيَّة لأُثْبِتَ لنفسي أنني لست شاذًّا. ومؤخَّرًا بدأت أشعر وكأنَّنِي أنجذب إلى ذكر الرجل، وهذا أَشْعَرَنِي بالخوف، مع العلم أنه طِيلَة حياتي لم أشعر نهائيًّا بانجذاب إلى العضو الذكري للرجل، بالعكس كنت أحس بالقرف منه ومن علاقة المِثْلِيِّين مع بعض، لكنني لا أكره المثليين، فأنا مع حُرِّيَتِهم في العيش بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم ما داموا لا يَضُرُّونَنِي، لكن فقط كنت أشعر بالقرف من العلاقة الجنسية بينهم. أيضًا أصبحت أُحاول أن أُثْبِت لنفسي وللآخرين أنني رجل. وأيضًا لم تَعُد تُثِيرُني المقاطع المازوخية، وأصبحت أَسْتَمْنِي على المقاطع الطبيعية وأحس بمُتْعَة كما ذي قبل.
للمعلومة فقط، منذ سن المراهقة (أي 12 سنة فما فوق) كانت كل تَخَيُّلَاتِي الجنسية تجاه الفتيات، وأحبهم حُبًّا كبيرًا، لدرجة أنَّنِي لم أَكُن أَتَمَالَك نفسي على الاستمناء على صور الفتيات حتى في نهار رمضان، وَوَقَعْتُ في حب أكثر من فتاة، وتأَلَّمْتُ لأن فتاةً لم تكن تُحِبُّني، أي كانت لَدَيَّ انجذاب عاطفي تجاههم، وأيضًا جنسي. ولم تكن لدي تخيلات مِثْلِيَّة على الإطلاق، اللَّهُمَّ إلَّا مرة عندما اكتشفت كيف أمارس العادة السرية حيث قمت بإدخال اصبعي في مؤخرتي لمَرَّتين بدون أي تخيلات جنسية مثلية نهائيًّا. وحاجة أخرى أنِّي لَمَّا كنت أرى ولدًا جميل الوجه كنت أقول في نفسي أنه جميل الشكل، ويا لَيْتَنِي لديَّ وَجْهٌ جميلٌ مثله لأنني قبيح الشكل وفقط، لكن لم تَكُن معها أي تخيلات جنسية.
وأيضًا أنا خائف أن أكون مثليًّا لسبب واحد فقط وهو أنني أحب النساء وأريد أن أُكَوِّنَ أسرة، ليس لأنني خائفٌ من نظرة المجتمع أو خوف بسبب دافع ديني، فقط لأنني أحب النساء.
يا سيدي الفاضل، أرجوك قُمْ بإجابتي جَوابًا قاطِعًا ومُفَصَّلًا:
هل لديَّ ميولًا مثلية مكبوتة؟ أم أنَّنِي طبيعي ولدي وسواس فقط؟
عُذْرًا على الإطالة.
8/4/2021
رد المستشار
مرحبًا بك صديقنا العزيز "ياسين".
في الحقيقة مُجَرَّد التفكير في مشكلة الهوية الجنسية، وتحديد معالمها، واستقرارها أو التَّشَتُّت والاضطراب بشأنها تجعل الشخص في معاناة وحيرة وارتباك، كما أنها تقترب من الذكورة والرجولة، لذلك ما تُعَانِيه من قلق وشكوك أمر مزعج نَتَفَهَّمُه، لكن الأمر يسير وأَهْوَن إن شاء الله.
من المهم أن نَعْرِفَ أنَّ المازوخية كاضطراب جنسي، أو الجنسية المثلية لها علامات ومَعَايِير سلوكية أكثر مما تَظُن أو تَتَصَوَّر وتُسيطر الأفكار والسلوكيات على نَسَقِ الحياة، فلا يَرْتَبِط الأمر بمجرد مشاهادات أو تخيُّلات جنسية أو شَغَف بمواقف جنسية مُثِيرَة أو محاولة التَّجْرِيب والعَبَث لاستثارة لَذَّة ومتعة ربما تكون جديدة وغائبة.
وكل الناس لديهم استعداد للانحراف أو الاضطراب، لكن هذا الاستعداد لا يتَحَوَّل إلى اضطراب أو انحراف بسهولة. وما تعانيه مجموعة وساوس ومخاوف وأفكار تَطَفُّلِيَّة مُنَاقِضَة لذاتك، أي أنت تكرهها وتريد التَّخَلُّص منها، وتظهر في صورة الأسئلة المُلِحَّة، وتحاول الإجابة عليها من خلال زيادة محاولات المشاهدة أو التجريب، لكن ليس هناك أدلة حقيقية لوجود الاضطراب.
أمر مهم، وهو أن تعرف أن كثيرا من مواقف الطفولة العَابِرَة تحدث للكثير، وتَظَلُّ في رصيد الخِبْرَات والذكريات، لكن لا تؤثر على اختياراتنا وسلوكياتنا كثيرًا. كذلك الأفكار التي رَاوَدَتْك في المراهقة أو تُرَاوِدُك الآن قبل الزواج تُعَدُّ طبيعيًا إلى حَدٍّ ما، فلا يمكن التَّحَكُّم في أفكارنا أو تخيلاتنا، لكن يمكن التحكم في سلوكياتنا والامتناع عنها. لذلك أنصحك بأمرين مُهِمَّيْن:
1- أن تُذَكِّر نفسك دائمًا أن الأفكار التَّطَفُّلِيَّة مهما كانت صورتها جنسية أو غريبة أو غير مُرِيحَة أمر طبيعي يحدث لـ 99% من البشر بدرجات متفاوتة. فتعامل مع الأفكار على أنها ضُيُوف تأتي وترحل.
2- الامتناع قَدْرَ المُسْتَطَاع عن الاستجابة لهذه الأفكار بمحاولة التأكد أو التَّحَقُّق بمشاهدات جنسية، وإن كانت عادتك الاهتمام بمشاهدة الإباحية فامْتَنِع عن مشاهدة المقاطع المُرْتَبِطَة بمخاوفك وأسئلتك "هل أنا شاذ أم لا؟ هل مازوخي أم لا؟". والأفضل الامتناع عن مشاهدة الإباحية لآثارها السلبية نفسيًّا. كذلك امتنع عن القراءة في التشخيصات المرتبطة بالاضطرابات الجنسية هذه الفترة للرَّدِّ على مخاوفك وأسئلتك.
وأخيرًا يا "ياسين"، صديق موقعنا العزيز: حُبُّك للنساء أَمْرٌ فِطْرِيٌّ يُنَاقِض مخاوفك. اجعل اهتمامتك الحياتية وأنشطتك أكثر من ذلك، وابدأ التخطيط لتكوين أسرتك وأنت مُطْمَئِن.
ويتبع >>>>>>: الخائف أن يكون شاذا: مثلية في ستار المازوخية! م1