وسواس أو امتحان
السلام عليكم ورحمة الله. أنا لا أعلم ما بي، حيث أحس أن صدري انشرح لأفكار وسواسية، ولا أستطيع ذكر الله. وسواسي أنِّي أرى الصَّلِيب في كل مكان، عندما أُغْمِض عيناي، في الجدار، وفي كل مكان، والله في كل مكان، لا أستطيع ذكر الله إلَّا أنا أراه.
في البداية كَرِهت ذلك، أمَّا الآن أغضب فقط بدون أي إحساس، وفي كل مرة أتجاوز الأمر وأستغفر الله، ثم إذا بي أراه أمامي، والفكرةً تقول "لماذا تَرِين هذه الإشارات؟"، وأنا لا أريد التفكير فيها لأنَّنِي أعلم ما تريد أن تُوصِلَنِي إليه.
والآن أحس أني أرتاح، أذكر الله وأنا أراها، وأُحِسُّ أني نسيت ذكر الله، وأحاول أن أتَجَنَّبَها، ولكن الله يريني إياها لكي لا أخاف من شيء لأنَّنِي مرَّة خرجت إلى صديقتي، وأنا أرى في خلق الله، وكنت خاشعةً لله حتى بكيت، ثم رأيت صليبًا في كنيسة فَخِفْتُ وتَعَوَّذت بالله من الشيطان الرجيم، وبعد قليل أيضًا وأنا أتأمَّل وأرى في السماء رايت كنيسة أخرى، خِفْت لكن لم أُعِرْها أي اهتمام.
حتى الآن وأنا أقول "كنيسة" أحس في بطني لا في صدري بالانشراح، وأكره ذلكً. أريد ألَّا أُبَالِي بهذه الأحاسيس لأني أعلم أن الإسلام هو الحق، ولأنِّي مُطَّلِعَة على أحداث آخر الزمان وعلامات الساعة ومعجزات القران، وأحسست بالإيمان واليقين من قبل.
أنا قد أُصِبْت بالوسواس القهري من قبل بكل أنواعه، ولكن هذه المرة مُختَلِف جدًّا، أو ربما هو من نفسي، والله لا أعلم. لا أَكَادُ أُصَدِّق ما يحدث معي، كأني فيً حلم. ولقد رأيت من قبل ما يحدث هذا معي في رؤية أني أبحث عن صليب ولم أكن أراه أو أَجِدُه، حتى رأيت كنيسةً وفيها رجل لكن لا يوجد فيها صليب، فتجاوزتها وصعدت الجبل، وكنت أقول "يا حَيُّ يا قيُّوم، برحمتك أستغيت، أصلح لي شأني كله ولا تَكِلْنِي إلى نفسي طرفة عين"، وعندما حكيت الحلم لأخواتي قالت أختي الصغيرة مازحةً معي "ستُصْبِحِين مسيحية" وقلت "أعوذ بالله"، وأخت أخرى فسَّرَتْه لي بخير. لكن أنا والله لا أعلم هل هذا غضب الله عليَّ لأنه أَرَاني ذلك المنام ولم أتبع ما قيل لي، أم أنِّي مازِلت في امتحان.
سامحيني فأنا والله بعثت لكِ لأنِّي رأيت قوة إيمانك وصدقك في الكلام، ولأنَّك على اطِّلَاع على الوساوس
أرجو أن تُفِيدِيني إذا استطعتي.
2/5/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وأهلًا وسهلًا بك يا "كلثوم" على موقعك
بكل تأكيد إنك تعانين من وسواس قهري ليكون صبرك عليه وسعيك في علاجه رفع درجاتك وتكفير سيئاتك. أي محنة تصيب الإنسان، تكون له كفارة، فإذا صبر واحتسب نال أجرًا عظيمًا إضافة إلى تكفير سيئاته، وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب
والله عندما أراك المنام، أراد أن يجهزك لهذا الامتحان، وأن يدلك على الدواء، فأكثري من قولك (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث....) أي من الدعاء الذي رأيته في نومك.
ما ذكرتِه من انعدام الإحساس تجاه الوسواس، وشعورك كأن صدرك انشرح للأفكار ورضي بها، عرض موحد لدى الموسوسين بالأفكار الكفرية ونحوها..... وهذا يؤكد أن ما بك مرضٌ له أعراض محددة، كأي الأمراض الجسدية، التي يؤجر المرء عليها إن صبر ورضي.
هذا الوسواس وأشباهه يثير هلعًا بالغًا لدى أصحابه، لظنهم أنه ينسف كل شيء في حياتهم الإيمانية، ولكن لو فكر الموسوس قليلًا لفرح كلما جاءته الفكرة، فهجومها عليه مع ثباته على الإيمان لا يدل سوى على قوة إيمانه، وعلى قوة صبره، وعلى زيادة أجره... ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه الأفكار: إنها صريح الإيمان، أي الإيمان الخالص الصافي، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: ((جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: "وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟". قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ")). والحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه.
افرحي يا عزيزتي، كلما هجم الوسواس أخذت أجرًا، فإذا هجم مرة أخرى أخذت أجرًا آخر، وهكذا..... ولربما كان لك من الأجر أكثر من أجر الصائم القائم.
أسأل الله لك العافية وطمأنينة القلب، وفقك الله