الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يعني موضوعي ديني تمامًا. أنا عندي وسواس في الاستنجاء والوضوء والصلاة والنجاسات. الحمد لله بدأت أتعافَى شوية، بس تَزَامُنًا مع بداية الوساوس ذي حصل عندي نوع من تأنيب الضمير قوي جدًّا، من حيث لَمَّا الواحد يَقَع في ذنب أو يُقَصِّر في حاجة، يعني أنا في ذنوب مُعَيَّنة بخاف منها جدًّا لأنَّها بتبقى حقوق للعباد، والله أعلم هعرف أرَجَّعْها ولَّا لا، زي الغيبة مثلًا،
أنا ولله الحمد مش بغتاب حد، بس بعاني طول النهار والليل مع الأسرة في الموضوع ده، لأنّ أنا مش هفرض فِكْرِي عليهم علشان المُسْتَمِع للغيبة شريك لو مَأَنْكَرش، بس أحيانًا في ناس مُعَيَّنة مَبَقْدَرش معاهم زي ما أكون بخرج برَّا البيت مع ناس مش مِتْعَوِّدَة أتعامل معاها، زي كبار مثلًا، وأبي كمان أحيانًا بقدر أُنكِر عليه وأحيانًا لا لأنه إمَّا لأنه بيُبقى زهقان وإمَّا بَحِسّ إنُّه هيُقُولِّي إن أنا مُتَزَمِّتَة أو ما شابه.
بعد ما أسمع مِنُّه غِيبَة ومقدرش أَرُدّ أفضل أَأَنِّب في ضميري لِحَدّ ما أنام، وبعد ما أصحى أفتكر أَكَمِّل تأنيب، وحاجة زي كده بتخَلِّينِي أخاف أَهَرَّج وأتعامل مع الناس لأنِّي بخاف معرفش أَرُدُّ عليهم وأَأَنِّب نفسي.
في حاجة كمان بتدايقني جدًّا، إن أنا أكون حاطَّة لنفسي معاد مُعيَّن أصحى فيه، وأتأخَّر عنه (حتى لو في الإجازة)، وأصحى متضايقة جدًّا، وممكن أفضل متضايقة من نفسي بقيت اليوم.
أنا عارفة إن كلامي غريب، بس ما أَظُنِّش إن في حد بيحس بالحاجات دي كده.
وحاجات وتفاصيل تانية كده، فيعني فيه تفسير أو أي علاج؟! وجزاكم الله خيرًا.
18/5/2021
رد المستشار
لطالما أنك تعافيت من وسواس الصلاة والوضوء وغيره.. وهذا هو الموضوع الأهم..
أما بقية ما ذكر في رسالتك عن الغيبة واغتياب الآخرين، فذلك أمر مفروغ منه.. فلا تصرفي وقتا في التفكير لطالما أنك لا تغتابين أحدا.. وصحيح أن الإنسان يشعر بالذنب لما اقترفه في حق الآخرين.. فإن كان هناك ذنب اقترفته في حق الله أو في حق آخرين، فما عليك إلا أن تستغفري الله. كما أنصحك بأن تبتعدي عن الاستماع أو المشاركة في اغتياب الآخرين.. وأن تبدي النصح لمن حولك....
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الصغيرة "الزهراء طارق العزب يونس".... لم أستطع أن أمر مرور المتعجل على نص إفادتك التي تسلط الضوء على جانب مهم من الخلفية المعرفية لقطاع كبير من الموسوسين ليس فقط أن وساوسهم فقط دينية وإنما لأن ما يبرز في خلفيتهم المعرفية هو ما يشبه الفهم المختلف للذنب وللمسؤولية عن الذنب (حصل عندي نوع من تأنيب الضمير قوي جدًّا، من حيث لَمَّا الواحد يَقَع في ذنب أو يُقَصِّر في حاجة،) مع تعظيم قيمة الذنب وتقليل قيمة أو فعالية التوبة (يعني أنا في ذنوب مُعَيَّنة بخاف منها جدًّا لأنَّها بتبقى حقوق للعباد، والله أعلم هعرف أرَجَّعْها ولَّا لا، زي الغيبة مثلًا).....
واضح جدا كل هذا في إفادتك أن ضمير المريض بالوسواس القهري (من النوع الذي أسميه وسواس الذنب التعمق القهري) أو نفسه اللوامة..... تكون حساسة جدا لتوافه الذنوب فهو من فرط خوفه من الوقوع في الذنوب يتوهم وقوعه في صغائر لا تخطر ببال أغلب الناس هم ينسونها أو يتناسونها بأي من الآليات العقلية الواعية وغير الواعية ولعل اغتياب آخر أو آخرين مثال صارخ ليس لأن الغيبة سلوك جيد ولكن لأنه بلوى قد عمت كل أحاديث بني آدم إلا من عصم ربي..... وليس يقلق بشأنها إلا الموسوس المتعمق فهو أكثر حساسية للذنوب وتحاشيا لها من الآخرين لكن تعمقه يأخذه إلى تخيلها ثم تخيل أنها (والعياذ بالله) لن تغفر له....
إذن كلامك ليس غريبا وهناك نماذج عدة على مجانين لحالات الوسواس التعمقي ومنها وسواس الذنب التعمق القهري و.ذ.ت.ق.... وأحسب أنك عرفت لماذا أنت تهتمين وتعذبين بما لا يعني الآخرين...... وأما العلاج فعلاج الوسواس القهري السلوكي المعرفي هو ما أنصح به فتحتاجين إلى مناقشة كيف استطعت التعافي من وساوس العبادات؟ وهل كان للخوف من الوقوع في الذنب أو تهويل أثر الذنب وتهوين أثر التوب دورا في وساوس التطهر والوضوء والصلاة... إلخ...... ثم العمل على مناقشة مفهوم الذنب والمسؤولية عن الذنب وكيف تتغير الأحكام عند عموم البلوى في موضوع ما ؟؟ ولماذا تتغير؟؟....
نفذي ما نصحك به مجيبك أ.د نبيل نعمان... وقد أرشدك إلى سلوكات تظهر أنه أحس بمشاعر الذنب المفرطة داخلك، وذكرك بأن الاستغفار كاف.... وأما ما بقي فأظنك تفعلين وتتهمين ممن حولك بأنك تتشددين.... أضيف أنا أن مشاعر الذنب سواء المتعلقة بسب المولى عز وجل أو المقدسات.... أو بحقوق العباد تعذب كثيرا من الموسوسين ومن منطلق ديني بحت لأنهم متعمقون وهم نماذج على ما نسميه و.ذ.ت.ق. وتابعينا بالأخبار.