وسواس الخوف من الزواج القرف من القضيب
كيف أَحُلُّ مشكلتي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا صاحبة استشارة "الخوف من الزواج". أَحْبَبْت أن أُضيفَ بعض التَّفصيلات المُرتَبِطَة بالموضوع، والتي رُبَّمَا تكون مُفيدَة.
كتبت رسالتي السابقة بالعَامِيَّة، وأُحِبُّ أن أكتب هذه المرَّة بالفُصحَى. سبق وذكرت في الاستشارة السابقة بشكل مُجمَل أنَّنِي أُعانِي من الوسواس منذ الطفولة، وزاد كثيرًا في مرحلة المراهقة، فقد بدأ يظهر جَلِيًّا بأعراض كثيرة بدأت بوسواس العقيدة والسَّبِّ، ثُمَّ وساوس في الطهارة والاستنجاء والوضوء والصلاة وصِحَّةِ الصلاة وقُبُولِها، وهذه كانت وساوس ظاهرة، ولكنَّنِي كنت غير قادرة على تجاهلها، فَبَقِيت في هذه الدَّوَّامة ما يُقارِب السَّتّ سنوات، وكنت وقتها أَعِيشُ خارج مصر مع عائلتي في دولة خليجية، ثم رجعت إلى مصر لِأَدرُسَ المرحلة الجامعية.
خفَّت الوساوس المُتَعَلَّقَة بالطهارة والوضوء والصلاة كثيرًا ولله الحمد، وذلك بعد محاولات حَثِيثَة وشَدِيدَة ومُستَمِرَّة مِنِّي بتَقْلِيل الاستجابة لِإلْحَاح الوسواس قدر الإمكان فِيمَا يتعَلَّق بالطُّقُوس الوسواسية، والحمد لله عرفت بعض الفتاوى وقرأت بعض تجارب المُوَسْوِسِين وكيف تكون الوساوس، فأَيْقَنْت أنَّ هذه الطقوس التي أقوم بها وساوس ولا تَستَنِد على أمور واقِعِيَّة كما كان يُخَيَّل لي، ولَكِن الوساوس الأَشَدّ وَطْأَة عليَّ كانت الوساوس الفكرية التي ليس لها طُقُوس سُلُوكِيَّة خارجية. وما كان يَزِيد من مُعانَاتِي هُو أنَّنِي كنت أعتقد أنَّ الأمر حقيقي جدًّا وأنَّها أفكاري أنا، ولم يَخطُر بِبَالِي قَطّ أنَّها أفكار وسواسية.
استمَرَّت هذه الأفكار، وكانت أغلبها مُتَعَلِّقَة بالعقيدة، وقليل منها مُتَعَلِّق بالجنس. كنت مُتضَايِقَة جدًّا منها، وأحيانًا كنت أُعانِي من اضطرابات في النوم بسبب خَوْفي منها وضِيقِي الشديد، كُما كنت شديدة الخوف من الله سبحانه وتعالى. ولكنَّنِي في تلك الفترة كنت أَدرُس ومُنشَغِلَة في الدراسة، وهذا كان يُنسِينِي بعضًا من مُعاناتي. المهم فجأة وبدون توَقُّع من أحد جاءت أزمة الكورونا، واضْطُرِرنا إلى الجلوس في البيت بسبب الحظر، وتوَّقَفَت الدراسة وتوقف كل شيء. هنا أُصِبْت بِخَوف شديد لم أَشعُر به قط، شعرت بأنَّ الموت ماثِلٌ أمام عيني، بل أمام أَعيُنِنَا جميعًا. لم أَكُن أَخشى المرض، ولم أَكُن أخاف الموت نفسه فُكُلُّنا سنموت، ولكنَّنِي كنت أخشى ما بعد الموت، وماذا سيكون مصيري. أستغفر الله العظيم على ما سأقول، ولكنَّنِي كنت تقريبًا عندي شِبه يقين بأنِّي لن أَدْخُل الجنة أبدًا. كنت في غَفْلَة وحالة نسيان، وفجأة أصبح الموت أمام عيني، كنت ناسية الموت. قُلت في نفسي بأنَّ الحَلَّ الوحيد هو أنْ أُغَيِّرَ أفكاري المُعادِيَة للدين وأن أتوب إلى الله وأن أُحِبَّ الدين قبل أن أموت. وكان هذا بسبب أنَّنِي كنت أعتقد عن نفسي أنَّنِي مُعتَرِضَة على أحكام الله وشَرْعِه بسبب بعض المواقف التي حدثت لي في الماضي، وأنَّ هذا الاعتراض معناه أنَّنِي أَتَّهِم الله بعدم العدل _أستغفر الله العظيم_، تَعَالَى الله عن ذلك.
حاوَلْتُ البحث عن أجوبة للأسئِلَة التي لم أَعرِف إجابتها في الدين، وحاولت البحث عن الحكمة منها، ولكنَّنِي لم أُفلِح في الحصول على ما يُرِيحُنِي. وكانت هذه الأسئلة كلها تقريبًا تدور حول حقوق الزوج في الإسلام، وهل الرجل أفضل من المرأة، ولماذا! وهكذا من الأسئلة. وأُحِبُّ أنْ أُخبِرَكُم أنِّي لم يَكُن لديَّ ثقافة جنسية بمِقْدَار ذَرَّة، ولم أَكُن أَعرِفُ معنى علاقة جنسية أصلًا. عَرِفت لمَّا كُنت في الصف الثالث ثانوي من مُعَلِّمَة في المَدْرَسَة كانت تتَحَدَّث عن فِقْه الزواج، حَسِّيت بصدمة رَهِيبَة!
ووَسْوَسْتُ في غِشَاء بِكارَتِي، ومازال هذا الوسواس قائِمًا ولكنَّه أَخَفّ من الأَوَّل والحمد لله. لم أتَقَبَّل حقيقة العلاقة الجنسية، وقَرِفْت منها، وخِفْتُ كثيرًا لمَّا عَلِمْت أنَّ الرَّجُل رَغْبَتُه أعلى من المرأة بأضعاف وهذا يجْعَلُه كثيرًا ما يَنظُر للمرأة نظرة شَهْوَانِيَّة، وأنَّ كُلِّ هَمِّه في الاستمتاع هو العلاقة الكاملة (والتي أَقْرَفُ منها طبعًا وأخبرتكم في استشارة سابقة عن الأسباب المُتَوَقَّعَة لِقَرَفِي).
اسْتَمَرَّ الوَضْع على حالة من اشْتِدَاد الوسواس في فَتْرَة الحَظْرِ، وأُصِبْتُ بقَلَق شَدِيد جدًّا وضَيق. قَرَّر أَبِي أنْ يَأخُذَنِي لِمُعالِج نفسي حتى أَتَعَالَج. كانت بارِقَة أَمَل بالنسبة لي خاصةً أنِّي كنت أُتابِع مع مُعالِج في الدولة الخليجِيَّة التي كنت فيها، وتَوَقَّفت بسبب نُزُولِي لمصر. رجعت تاني للعلاج النفسي، وبَدَأَت تتَّضِح أمامي الأفكار الرئيسية التي أَخَافَتْنِي، ودَمَّرَت ثِقَتِي بنفسي، لَخَّصْتُها في عِدَّة أفكار من ضِمْنِها فكرة أنِّي فتاة مُنحَرِفَة في مِيْلِي الجنسي. المشكلة الكُبرَى أنِّي كنت أُناقِش أفكار أخرى مع المُعالِجَة، ولمَّا جاء الدَّور على هذه الفكرة كان الفَأْس قَدْ وَقَع في الرَّأس، لأنَّنِي كُنت بعد حوالي شهرين ثلاثة من ذهابي لهذه المعالجة بدأت أشعر تجاهها بمشاعر غريبة (أخشى أنَّنِي كنت بدأت أَنظُرُ لها نظرة جنسية)، أعرف كَمْ هذا تافِه وغَبِي وغير معقول أو مقبول، ولكن هذا ما حصل، وأحيانًا كان يَزْدَاد شُعُورِي بالرَّغبة تجاهها إلى درجة وصلت أنَّني كنت أحيانًا أتعَمَّد لَمْسَ يَدِها في المواقف التي يُتاح لي فيها فعل ذلك، وكان هذا أكبر دليل اتَّخَذْتُه على انحرافي. المُصابْ بالوسواس يتَلَخَّص الأمر عنده في مُجَرَّد شعور هو قلق بشأنه، أمَّا أن يَصِل الأَمِر إلى ارتكاب فِعْلٍ كَتَعُّمد لَمْس اليَد مثلًا والاقتراب الجسدي، فهذا لا أعتقد أبدًا أنَّه وسواس. كَمَا كانت هناك أَدِلَّة أخرى مِن وجود إفرازات بعد هذا الشعور تجاهها أكرمكم الله، فلم يَعُد في الأمر عندي مَجال للشَّك بأنَّنِي بدأت أَنْحَرِف معها.
قرفت من نفسي كثيرًا، واسمحوا لي أن أُعَبِّر عن مشاعري هُنا بالعَامِّيَّة. قَرِفْت من نفسي جدًّا، وكرهتها. وإنِّي كنت جايَّة أَتعَالِج من مشكلة، وفجأة قبل ما أَمْتَلِك الجَرأة الكافية لِطَرْحِهَا على المُعالِج بدَأَت تظهر لي مع المُعالِج نفسه، وَقَعْت من عَيْن نَفْسِي وانْخَفَضَت ثِقَتِي بنفسي، وبدأت أُحِسُّ إنِّي بَرْتَكِب مُحَرَّم وكبيرة من الكبائر لمَّا أروح الجَلسَة، مع العلم إنِّي كنت بستفيد منها كتير في الحاجات اللي كنت بَطْرَحْها عليها. عايزة أَقُول إنْ الشُّعُور ده مَكَنش بيظهر معايا في كل الجلسات، يعني أحيانًا آه وأحيانا لا مش بيظهر. وعايزة أقول كمان إنه تقريبًا _والله أعلم_ (وأرجو إنِّي أكون وُفِّقْتُ في تحديد الوقت بِدِقَّة) إنّه بدأ يظهر عندي لما بدأت تِكَلِّمْني عن المشاعر، وكان التدريب على التعبير عن المشاعر جزء من الكورس العلاجي. عرفت إنْ الدنيا هَتبُوظ والأمور هَتُخْرُج عن سيطرتي لمَّا بدأت تِكَلِّمْني عن المشاعر، وأنا بِطَبْعِي كَتُومَة ومِش بَعَبّر عن مشاعري أبدًا، وأهلي كمان كده. كنت بأُنْكِر على نفسي مشاعري، وهي كانت بتدَرَّبْني على إنُّه من حَقِّي يكون عندي مشاعر.
أنا كنت بدأت أتعَلَّق بيها قبل ما نتكلم عن المشاعر حتى، لأنِّي رَسْمِيَّة وسطحية في كل علاقاتي تقريبًا، فلَمَّا أتكَلَّم مع حَدّ بِحُرِّية وأَلَاقِيه مُتَقَبِّلْني بِبَدْأ أتْعَلَّق بيه لاشُعورِيًّا، خاصة إذا كان أكبر مِنِّي، وهو ده اللِّي حصل للأسف الشديد. حابَّة أُقولُّكُم إنِّي مَرِّيت بتجارب تعَلُّق فاشلة قبل كده أكتر من مرَّة لمَّا كُنتِ في الدولة الخليجية، وأول تجربة اتبَهْدَلت فيها حرفِيًّا، وكنت هدخل في اكتئاب بسبب اللِّي حَصَلِّي من الإنسانة اللي اتعلقت بيها وقتها. المهم المُعالِجَة بدأت تسأَلْنِي عن مشاعري تجاهها، وهنا بدأت الأمور تَنْقَلِب على دماغي، وفقدت السيطرة، وبدأت تظهر المشاعر الغريبة دي، كنت خايفة ومُتَحَمِّلَة في سبيل إنِّي أَتْعَلِّم مِنْها الصَحّ (وهو احترام المشاعر وتقديرها)، بس أنا فعلًا مش راضية عن الشعور ده، ومش فاهمة إيه العلاقة بينه وبين كلمتين التَّعبِير عن المشاعر والتَّعَلُّق بشخص، وإيه العلاقة بينه وبين المدح والثناء، وإنّه حَدّ أكبر مِنِّي يعاملني حلو، خايفة أوي وكان نفسي أتكَلِّم في الموضوع ده مع المُعالِج عشان أَفْهَمُه وأَلَاقِي حَلّ لِيه خاصَّة إنُّه حصل معايا كتير قبل كِدَه أثناء دراستي في السعودية، ولكن تكرار حُصُولُه مع المُعالِج مِخَوِّفْنِي إنِّي أتكلم معاه، خايفة تعرف إنُّه الأمر حَصَل معاها وتِقْرَف مِنِّي وتقلق وتُقُولِّي كلام يِوْجَعْني، خايفة تُرفُض تِكَمِّل العلاج النفسي معايا، وهي ذكية وفي الغالب ممكن تعرف لو اتكَلِّمت عن تفاصيل المشكلة قُدَّامْها.
خايفة من ربِّنا ومش عارفة أَتْصَرَّف إزَّاي، معنديش رَفَاهِيَّة إنِّي أَغَيَّر المُعالِج بابا مِش هيوافق، ومش عايزة أَخَلَّص الكورس العلاجي معاها، وأنا لِسَّه الموضوع ده مِضَايْقَانِي ومخَوِّفْنِي من رَبِّنا ومأَثَّر على علاقتي بيه وأَكَمِّل بيه بَقِيت عُمرِي. أهل الدِّين مش هيفيدوني في الموضوع، والمَوَاقِع مش هَتِدِّيني حَلّ كافي. محتاجة حَدّ يِسمَع مِنِّي المشكلة ويِفْهَمْها ويحاول يساعدني بأنِّي أَفْهَم وأعرف إزَّاي أَتْعَامَل مع المشكلة، لكن إزَّاي وهي مِتكَرَّرة مع المُعالِج نفسه. إيه الحل؟
عايزة أقول إنْ الموضوع ده حصل مع المعالجة اللي فاتت اللي كنت بَرُوح لَهَا في السعودية بردو. وعايزة أقول كمان إنِّي كنت خايفة يحصل مع المُعالِجَة اللِّي جيت لها في مصر، وفعلًا حصل.
وعندي إضافة مُمكِن تكون مُفيدَة، وهي إنِّي لمَّا حصَلِت المشاعر الغريبة دي وحَصَل فِعْل تعَمُّد لَمْسِي لِيَدِها أنِّي أَبْتَعِد عنها وأخاف جدًّا من تَكَرُّر الأمر.
أرجو إنَّكُم تَوَجِّهُوني للحَلّ السليم، وأسأل الله أن يَهدِينِي ويشرح صدري ويَفُكَّ كَرْبِي ويَوْفَقِّني لِمَا يُرِيحُنِي ويُخَفِّف من أَلَمِي ومُعانَاتِي، إنَّهُ وَلِيُّ ذلك والقَادِرُ عليه.
وجزاكم الله خيرًا على ما تُقَدِّمُونه في هذا الموقع. وأعتذر على الإطالة، لكنني أَحبَبْت أنْ أُوَضِّح لكم جوانب المشكلة.
16/6/2021
وفي رسالة منفصلة أرسلت تقول:
كيف أَحُلُّ مشكلتي؟
السلام عليكم. نسيت أن أَذْكُر نُقطَتْين مُهِمَّتَيْن، وهما:
أولًا: أنَّنِي لا أشعر بهذه المشاعر من الرَّغْبَة والانجذاب تجاه كل النساء، يعني يحدث مع بعض النساء دون بعض، والنساء اللَّاتِي يَحدُث مَعَهُنَّ لا يكون. دائمًا أشعر بهذا الشعور تجاههن، أحيانًا نعم وأحيانًا لا. كَمَا أنَّ مَواصفات النساء اللاتي يَحدُث مَعْهَنُّ هَذَا الشعور أحيانًا، هي أنَّهُن غالبًا يَكُنَّ أكبر مِنَّي سِنًّا بِعَشْر سنوات فما فوق، وأنَّهُن غالبًا يُظهِرْنَ اهتمامًا خاصًّا بي، ومعاملة طيبة جدًّا، ويُكْثِرنَ من مَدْحِي والثناء عليَّ لِصِفات جيدة يَرَوْنَها فيَّ سواء أخلاق أو اجتهاد في الدراسة، أيًّا كان. يُعجِبُني ذلك، لكنني لا يعجبني أن أشعر بهذا الشعور الغريب تجاهَهُن لأنَّه شُعور في غير مَوْضِعِه، وأخشى أنْ أُحاسَب عليه، كما أنَّنِي أشعر بالخِزْيِ كثيرًا من كَوْنِي هكذا، وأَكْرَه أن أَقْطَع علاقتي بالآخرين لِأَجْل مَشاعِر لا أدري ما سبب وجودها. أخاف أن أكون المُؤَدَّبَة أمام الناس، وفي حقيقة الأمر أكون قليلة الأدب ومُنحَرِفَة وأفعل ما لا يُرضِي الله.
الأمر الثاني: طبيعة مَيْلِي إلى الرجل، فأنا لا أَمِيلُ إلى كبار السِّنّ أو الرجال العادِيِّين، وإنَّما أميل إلى الرجال والشباب أصحاب الشَّخْصِيَّات المُمَيَّزَة، وأحيانًا الوَسِيمِين منهم. لا أدري هل هذا طبيعي أم لا. إضافةً إلى أنَّنِي أحيانًا أشعر بالرَّاحة في الكلام مع الرجال أكثر من الكلام مع النساء، لا أشعر بانجذاب أو رغبة عندما أُحَدِّثُ رَجُلًا عادِيًّا أو رَجُلا كبيرًا في السِّنّ (لِضُرورة طبعًا، فأنا لا أتَكَلَّم عادَةً لِغَير الضرورة)، إنَّما أَشْعُر بأنِّي واثِقَة بِنَفْسِي وَلَسْت قَلِقَة، وأشعر بالارتياح وأنَّ الطَّرَف الآخر يَفْهَمُ مَقْصُودِي من الكلام بسهولة.
أمَّا بالنسبة للحديث مع النساء الأكبر مِنِّي سِنًّا، فإنَّني غالبًا ما أشعر بالقلق وعدم الراحة عند الحديث معهن، وأشعر بأنِّي أَجدُ صعوبة في تَوْصِيل مَقصُودي من الكلام، أو حتى أن أفهم مَقْصُودَهُنَّ. وأحيانًا أشعر بالقلق من أنْ يَحصُل هذا الشعور الغَرِيب مَعْهُن. لديّ احتياجات عاطفية أُحِبُّ أنْ أَجِدَ من يُشْبِعُهَا، لكِنَّنِي لا أرضى بالشعور الذي يُصاحِب ذلك أحيانًا، ولا أرغب في الابتعاد عن الناس بسببه، ولا أدري ما سبب وجوده وما سبب اختلاط الاحتياج العاطفي عندي بمشاعر أخرى لا أرغب في وجودها!
كُلُّنا نُحِبُّ أنْ نُعامَل مُعامَلة طَيِّبة، وأن نَجِدَ من يحترمنا ويُقَدِّرُنا ويستمع إلينا باهتمام وإنصات، وكُلُّنا نُحِبُّ أنْ نَجِد من يُقَدِّر مشاعرنا. وأنا كذلك كالبشر أُحِبُّ هذه الأشياء، ولَكِنِّني أَكْرَه اختلاطها بتلك المشاعر التي تكون في غير مَحَلِّها. ولا أرى اعتزال الناس في سبيل التعامل مع هذه المشكلة حَلًّا.
وهناك شيء آخر جَعَلَنِي أَسْتَبْعِدُ كَوْنَ ما يَحصُل مَعِي من الوسواس، وهو أنَّنِي عندما يحدث هذا الشعور فإنَّهُ في البداية يُقلِقُنِي، لكنَّه بعد أن يتَكَرَّر ويستَمِرّ أشعر أنَّهُ يُعجِبُني وأنِّي سعيدة بوُجُودِه ومُسْتَمْتِعَة به. ولكن رُبَّما الشيء الذي يُضايِقُنِي فقط هو الخوف من الله والشعور بالذنب بعد انتهاء هذا الشعور بسبب ابتعادي عن الشخص أو ما شابه.
أعتذر بِشِدَّة عن قولي هذا الكلام الذي لا يَلِيقُ، والذي ربما نستطيع أن نَصِفَه بالكلام المُقرِف،
ولكِنِّي لا أَجِدُ طريقة أخرى أو حَلًّا آخر للتِّعبير عن مشكلتي.
16/6/2021
رد المستشار
صديقتي
على حد علمي وفهمي فإن الله لا يعاقبنا على المشاعر السيئة أو المرفوضة ولكن على الأفعال... هو أيضا يثيبنا على نية فعل الخير وعلى فعله.
من الواضح أنك تتوقين إلى علاقة دافئة مع أمك أو من قد تقوم بدورها أو في مقامها... انجذابك لهن في الحقيقة وفي الأصل هو انجذاب عاطفي يتوق إلي الاندماج معهن وهذا ما يترتب عليه تلك المشاعر التي تخافين منها وتنزعجين.
حل المشكلة هو أن تكون لك امرأة تعتبرينها قدوة وتتعلمين منها كيف تكونين إنسانة ناجحة سوية قويمة... هذا يتطلب أن تركزي في تعاملاتك على التفاعل البناء الذي يؤكد وينضج شخصيتك المستقلة بدلا من محاولة الالتصاق التي تترجم عندك في انجذاب جسدي يقلقك ويزعجك بسبب عدم كونه طبيعيا أو سويا.
ارتباط العواطف بمشاعر أخرى أو مشاعر انجذاب جسدي أو جنسي هو في العموم أمر طبيعي ولكنه زائد قليلا لديك، ربما لأنك لم تتعلمي كيف تفهمين مشاعرك وكيف تعبرين عنها بطريقة متوازنة وصحية... ربما أيضا هو بسبب تقديرك الذاتي السيء والذي يجعلك لا تنتبهين لنفسك ولقيمتك كإنسانة والتي هي أكبر بكثير من أي احتياجات عاطفية أو جسدية قد تحسينها.
من ناحية الرجال ورغبتهم، فما هو رائج ليس بصحيح... ليس صحيحا أن رغبة الرجل أعلى من المرأة بأضعاف أو أن كل ما يفكر فيه هو استخدام المرأة من أجل إتمام علاقة جنسية... احصلي على معلوماتك عن الجنس من مواقع طبية وليس من معلمتك في المدرسة الثانوية أو ممن يتحدثون في فقه الزواج... إليك معلومة طبية: يمكن للمرأة الوصول إلى ذروتها في اللذة الجنسية أربعة عشر مرة في المتوسط في العملية الجنسية الواحدة، بينما الرجل لن يتعدى المرتين أو ثلاثة مرات... قد يفكر الرجل في الجنس أكثر من المرأة ولكن هذا ليس بسبب الرغبة وإنما بسبب تأثير وبرمجة المجتمع الذكوري العالمي وخصوصا في الشرق الأوسط الذي هو مهووس بالجنس ويريده ويخاف منه في نفس الوقت.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور وتعديل مفاهيمك عن نفسك وعن الحياة
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع>>>>>: وسواس الخوف من الزواج القرف من القضيب م1
التعليق: السلام عليكم أختي ،اسمحي لي أن أوجهك فيما يخص المرأة في الإسلام وما يثار حولها من شبهات أن ترجعي لدورة على اليوتيوب للأستاذ الدكتور إياد القنيبي، ستجدين ضالتك إن شاء الله.