السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بنت عمري 23 سنة. أعاني من الوسواس حول فقدان والدتي، وهذا الشعور بدَأ قبل فقدان والدي _رحمة الله_ بشهرين، حيث كانت تأتيني أفكار سلبية ومَخَاوِف حَوْل مَوْتِه. وبالفعل بعد شهرين أو أقَلّ تُوِفَّي _رحمه الله_. وبعدها بدأت أخاف من فقدان أمي. كذلك تُراوِدُني أفكار حول الانتحار وما شابه عند موتها.
أنا _والحمد لله_ أُصَلِّي وأقرأ القرآن وأستغفر الله في كُلِّ حِين. وأبكي وأدعو الله دائمًا أن يُطِيلَ في عُمُرِها. نعم تُراوِدُني فكرة الانتحار لكن لا أستطيع فعلها، لا أستطيع عِصيان الله في أمر كهذا، ولا أعرف ماذا أفعل.
هل عَلَيَّ مُراجَعَة طبيب نفسي أم ماذا؟ لأنني حقًّا لم أَعُد أَحْتَمِل هذا الوضع، وهذا الوسواس سيقتلني.
وجزاكم الله خيرًا على مساعدتكم لي وللناس.
21/6/2021
رد المستشار
أهلا وسهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية
اقتران أو تصادف وسواس فقدك للوالد بموته لا يعني شيئا وقد تعرفين هذا من حيث منطقك العقلي، لكن على مستوى منطقك النفسي ارتبطت الوساوس بتحققها في حالة وفاة الوالد فزادت مصداقية تلك الوساوس وزادت المخاوف معها بخصوص أمّك. وقد يكون الوالد رحمه الله مريضا قبل الموت فكانت الوساوس مرتبطة بحالة مرضية تطورت للوفاة. وبما أن الوسواس أصلا اضطراب قلق، فحالة مرض الوالد والترقب والتخوف زادت حدة الوضع وكانت بداية ظهور اضطراب الوسواس. وقد يظهر لديك نوع من التفكير السحريّ يرافق حالات الوسواس، مفاده أنّ موت الوالد أو الوالدة مرتبط بأفكارك أنت وأنت المسببة لتغيرات في واقعك ومحيطك وأحبابك بسبب الوساوس.
هناك احتمالية أن تكون فوبيا الفقد وتظهر على شكل أفكار وسواسية اجترارية يرافقها قلق وضيق وتخوّف وشعور بالحزن العميق. وساوس الانتحار يجب أن تكون أكثر من مجرد يأس وتعب من الحياة، ينبغي أن تكون تفكيرا في الانتحار وإرادة لفعل ذلك وتخيله حتى إن لم تقومي بخطوة فعلية.
الاحتمال الثالث هو اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة فقدان الوالد وتطور الحالة إلى قلق واكتئاب تترافق معه أفكار وسواسية مرتبطة بموضوع الصدمة نفسها.
لحصر هذه الاحتمالات كلّها، نعم ينبغي أن تزوري الطبيب النفسي أو مختصا نفسيا، الطبيب قد يعطيك دواء يخفف الوسواس (فليس مهدئا ولا منوما كما في الأساطير الشعبية!) خذيه بانتظام وستخف الوساوس، وقد يقوم معك ببرنامج علاجي (كلامي) عن المخاوف والقلق من الفقد، وتنظران في سمات شخصيتك التي قد تكون سببا في الخوف المرضي.
وإن كانت فوبيا سيكون العلاج في حالتها أسهل. ستكون الأمور على ما يرام فالوساوس مرعبة ومضنية لكنّك إن عرفت حقيقتها لن تؤثر عليك بهذا الشكل.
والسرّ في التعامل معها هو التجاهل، فلا تناقشيها ولا تجادليها ولا تحاولي إقناع نفسك بعكسها أو الرد عليها منطقيا، ذلك فخّ فتجنّبيه
وإليك بعض الروابط:
القلق التوجسي : قلق متعمم
وسواس الانتحار
نوبات هلع ووساوس انتحار
الوسواس الاجتراري حتى الاكتئاب !
الوسواس القهري والانتحار