السلام عليكم.
أنا فتاة أَبْلُغ من العمر 21 عامًا، أَمْتَلِكُ شخصية حَسَّاسَة وكَتُومَة. أُعانِي من إِعَاقَة بَصَرِيَّة، بسببها أصبحتُ عُرضَةً للشَّفَقَة والرَّحْمَة من أهلي وأقارِبِي والناس.
حين يَجْرَحُني ويُضايِقُني أهلي، لا أستطيع كَبْتَ غَضَبِي ومشاعري. وقد وَصَلَت مُضَايَقَتُهُم لي إلى حرماني من القِيَام ببعض الأعمال، وذلك بقولهم: "حرام، لا تُتْعِبي نفسَك، اجلسي". علمًا أنِّي أُحِبُّ العمل، وأشعُر بالسعادة حينما أقوم بأيِّ عملٍ.
أنا الأخت الوسطى، لديَّ أختٌ كبرى متزوجة، وأختٌ صغرى عمرها لا يتجاوز 14 عامًا. أهلي يقولون لأختي الصغرى أمامي: "ستُخْطَبِين وستتزَوَّجين"، أمَّا أنا فَكُلُّ ما يقال لي: "أنت ستجلسين في بيت أهلك، ولن تتزَوَّجِي". المُؤلِم هنا هو تفضيل الأخت الصغرى عليَّ؛ كونها صحيحة سليمة!
أعلم أنَّ النَّصِيب لو أَتَى وأراد الله، لتَمَّ الأمر، لكني لا أستطيع تجاهل شعور الألم أو نسيانه، ولا أستطيع علاج بصري، ولا مَنْعَهُم من التَّحَدُّث.
ماذا أفعل؟
12/7/2021
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا أَحَد يمكن أنْ يُنكِرَ أنَّ سلوك العائلة مَعَكِ، وحِرْمَانُك من القيام بمهام تَرْفَع من ثِقَتِك بنفسك له تأثير سلبي نُطلِق عليه أحيانًا في العلوم النفسانية "نُضُوب الأنا Ego Depletion” والذي بِدَوْرِه يُؤدِّي إلى تَجْرِيد حياة الإنسان من المَعْنَى، وعدم قُدرَتِه على المُضِيِّ قُدُماً في تحسين ظروفه وشعوره بالسعادة.
ما يُقابِل نُضوب الأنا هو "زيادة" أو "تدعيم الأنا Ego Augmentation”، ويحصل ذلك بالحديث مع أهلك وتوضيح وجهة نظرك بصراحة، والطلب منهم مساعدتك على القيام بالمهام، والكَفّ عن الشفقة والرحمة. كذلك زيادة الأنا يحتاج إلى سَعْيِك لِتَغْيِير صفاتك الشخصية، والعمل على تَجَاوُزِها.
وفقك الله.