في البداية، أحب أن أشكركم على هذه الصفحة الرائعة، فأنا أتابعها من البداية، وقد ساعدتني كثيرا في معرفة حقائق الأمور، وجاء الوقت الذي شعرت فيه بأني محتاج إليكم، فأرجو منكم أن تساعدوني في هذه المشكلة؛ لأنها تؤرقني كثيرا، خاصة أننا في أوقات مذاكرة وامتحانات.
أنا عمري 20 سنة، طالب في السنة الثالثة بكلية التجارة، تعرفت على بنت من "كورس" اللغة الإنجليزية، وكانت في غاية الاحترام والجمال، وبعد انتهاء فترة "الكورس" اتفقنا على أن نكمل جميعا -المجموعة كلها- الحديث على النت، وتبادلنا الإيميلات. المهم أني شعرت بانجذاب شديد نحو هذه البنت، وكان هذا الشعور قد بدأ عندي من الكورس، ثم تأكد بعد الحديث على الإنترنت، وهي كذلك.
انجذب كل منا للآخر، وشعرنا وكأن الله قد هيأ لنا الأسباب لأن نكون معا. وظللنا نتحدث على الإنترنت، نتعارف ونعرف كل شيء عن بعض من خلال تبادل الأحاديث في المواضيع المختلفة، وشعرنا بأن بيننا توافقا في أشياء كثيرة من طريقة التفكير إلى آخره. المهم أني طلبت منها أن نتقابل في الكلية حتى نعرف بعضنا أكثر على الحقيقة، ووافقتْ بعد مناقشات طويلة، ولكن كان الهدف من هذا أن نتعرف على بعضنا على أرض الواقع؛ حتى لا يكون هذا الحب من خلال الإنترنت وتحدث المشاكل التي حذرتمونا منها قبل ذلك.
وكنا نتقابل حوالي مرة أو مرتين في الأسبوع، وكانت تشعر هي بتأنيب ضمير شديد بعد كل مرة نتقابل فيها، وكنت أحاول أن أقنعها بأن هذا هو الطريق الوحيد لنتعرف على بعض أكثر، مع العلم أننا كنا نتقابل أمام جميع الطلبة؛ أي ليس في مكان منعزل أو شيء من هذا القبيل، المهم أنني بعد فترة وبعد أن تأكد إحساسي بأني أحبها وتأكدت من شعورها نحوي صارحتها بحبي.
واتفقنا على أن نخبر أهلنا بهذا الأمر وأتقدم لها رسميا إما في الصيف القادم أو في نصف السنة النهائية من الكلية إن شاء الله، وكان ذلك في رمضان، واتفقنا على ألا نتقابل في العشر الأواخر أو نتحدث على الإنترنت حتى نتفرغ للعبادة، واتفقنا في هذه الفترة أن نفكر في شكل العلاقة، وأن ندعو الله ونلح عليه في الدعاء أن يوفقنا لشكل العلاقة الذي يرضيه، وأن يجمعنا سويا.
واتفقنا بعد رمضان ألا نتقابل نهائيا في الكلية؛ لأنها كانت تشعر بأنها تفعل شيئا من وراء أهلها، وأننا إذا تركنا ذلك لله فسوف يبدلنا خيرا منه إن شاء الله، وهو الزواج. ورغم عدم اقتناعي بذلك -وعندي أسبابي- فإني وافقتها واتفقنا على أن نتحدث من خلال الإنترنت، ويمكن أن نتقابل مرة كل فترة، مجرد سلام يعني ولا نقف معا.
وفي أثناء فترة العشر الأواخر قابلت أحد أصدقائي، واتضح أنه يعرفها هي وأهلها، وأخبرني أنها أكثر بنت محترمة قابلها في النادي، وأنها لا تتحدث مع أي ولد، وأن أسرتها أسرة محترمة جدا. والحمد لله اطمئن قلبي لأني اخترت بنتا محترمة ومن أسرة محترمة، وزاد حبي لها بشكل فظيع، والحمد لله حبنا كل يوم يزداد. المهم أنا عندي بعض الأسئلة عن هذه العلاقة، وأرجو من سيادتكم أن تجيبوني عليها:
1- هل ما اتخذناه من إجراء بألا نرى بعضنا صحيح أم خاطئ، وهل سيؤثر ذلك على شعورنا بعد فترة؟ مع العلم أننا قررنا أن نكمل معا الكورسات في نصف السنة وآخر السنة.
2- هل الحديث على الإنترنت بديل جيد عن المقابلة، أم له أضراره؟ مع العلم أننا عندما أحببنا بعضنا كنا نتقابل ونتحدث مواجهة، فهل سيؤثر الكلام على الإنترنت بشكل سلبي، على أساس أننا نشعر بفرق بين الحديث مواجهة والحديث على الإنترنت؟ ونحن بالفعل حينما تقابلنا بعد مدة شعرنا بفرق كبير، برغم أننا تحدثنا دقيقتين فقط.
3- في أوقات أشعر أني أحبها بشدة وأرسل لها رسالة Sms لأخبرها فيها بمدى حبي، وأني لا أستطيع الإستغناء عنها، وطبعا في حدود الأدب. وقد تحدثنا مرة في هذا الأمر، هل من حقنا أن نقول لبعض (أحبك) أو شيء من هذا القبيل؟ خاصة أننا لم نرتبط رسميا بعد؟ وإذا لم نقلها هل سيؤثر ذلك على مشاعرنا، خاصة أننا لا نتقابل ولا يوجد شيء نعبر من خلاله عن حبنا لبعض؟
آسف لأني أطلت عليكم، ولكني أردت أن أشرككم في هذا الأمر؛ لأننا نريد أن نتحرى الصواب في كل شيء يخص هذا الأمر، وأن يكون هذا الحب في الله ولا نعصيه.
فأرجو منكم مساعدتنا في هذا، وأن تخبرونا بشكل العلاقة الذي لا يغضب الله
ويزيد من حبنا لبعضنا، وجزاكم الله خيرا.
09/11/2021
رد المستشار
نشكركم على متابعتكم لموقع مجانين واهتمامك بالتثقف نفسيا وفكريا
الحب وما أدراك ما الحب، الحب مشاعر رائعة وجميلة لمن يقرأ عنها كحالي الآن فما بالك بمن يعايشها مثلك، ولكن الحب كلمة في حروفها القليلة لها عظمتها فهي تأخذ وقتا كي تطلق وتستقر وكي يتحول الإعجاب وشعور التوافق والانسجام إلى حب حقيقي وراسخ يتطلب تفاعلات ومواقف ومعايشات وتداخل في العلاقة ويمكن أن يحدث شيء من هذا في فترة الخطوبة ولكن أعتقد أن الحب يكتمل بعد الزواج.
وبخصوص أسئلتك فعلى الرحب والسعة يا صديقنا:
1- العلاقات وتفاصيلها الحياتية ليس فيها صواب مطلق أو خطأ لكن الأمر يتوقف على أمور مثيرة مثل المقصد والنية والسياق الاجتماعي وفرص تحقيق هذا الإجراء بأقل الخسائر المعنوية والنفسية عليكما.
2- حدوث التواصل بينكما في رأيي ليس عيبا ولا يضر نفسيا طالما هذا ينسجم مع ثقافتكما وقيمكما وطالما خلصت النوايا نحو مشاعر مصحوبة بالالتزام السلوكي والتواصل بينكما مرحب به في سياق العمل والدراسة، أما خارج هذا السياق فواضح أن الفتاة لديها قيم ثقافية ودينية تجعلها في حرج أخلاقي وفق معاييرها الخاصة (تشعر هي بتأنيب ضمير شديد بعد كل مرة نتقابل فيها- تشعر بأنها تفعل شيئا من وراء أهلها) واحترام هذه القيم أمر جيد طالما باب التواصل مفتوح رغم هذه القيود.
3- لقد جربتما الحديث عبر الانترنت والحديث مواجهة، لاشك التواصل المباشر أكثر مكاشفة ووضوحا والتواصل الإلكتروني هو بديل وليس الأساس في العلاقات التي تبنى على التواد والتقارب لمشاركة الحياة.
4- كلمة الحب يمكن أن تقال صراحة ويمكن تلميحا وإشارة وفق قيمكم وثقافتكم، وهناك أمر مهم وهو أن انفعالك البريء وعاطفتك المتدفقة جعلك تتخطى مرحلة أنتما فيها "مرحلة ما قبل الخطبة" إلى مرحلة كأنكما تعايشانها "مرحلة الخطبة" فكن على وعي بهذا السياق وتقبل القيود الثقافية.
أخيرا المشاعر الخاصة بكل إنسان تتعرض للتغير من وقت لآخر وتتأرجح، أما اختيارك فهو بداية لوضع خطة عملية بمشاركة الأهل كي تشعرا معا بالارتياح. فالمشاعر نحترمها والقيم الذاتية الخاصة لكل منكما تستحق التقدير وهي في اتجاه تقييد العلاقة إلى وقت قريب وأود التنبيه بألا تستخدم ردنا الحالي كسند لترجيح رأي في حوارك مع الفتاة وكدليل على وجهة نظر ما فهذا الرد موجه لك فقط
تحياتي وتقديري لشباب يتحرى الصواب ويتأنى قبل الخطو نحو الأمور الجادة.
واقرأ أيضًا:
عندما يصلح الحب يصلح السلوك !