السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أريد أن أطيل عليكم، عمري 16 سنة، دائما أشعر بأن لا أحد يحبني، وأنا لا أحب أحدا، وفجأة تعرفت على فتاة هي مدرستي عمرها 25 سنة، وأحببتها كثيرا، وتعلقت بها كثيرا، وهي لا أدري إن كانت تحبني أم لا، وأشعر من تصرفاتها أنها دائما تتجاهلني وأنا متعلقة بها كثيرا.
لا أدري ماذا أفعل معها، حاولت أن أنساها ولكن هذا سبب لي مشاكل نفسية كبيرة، علما بأن هذه المرة هي الأولى التي أحب فيها إنسانا، والحمد لله أنني أحببت مدرستي.. فماذا أفعل برأيكم؟ وكيف أتصرف معها؟ وهل الحب حرام وعيب وأنا لا أفعل شيئا خاطئا، فأنا أحب مدرستي، وكل الذي أتمناه منها فقط أن تعاملني بلطف، وأن نكون أصدقاء، وحتى هذه الأمور البسيطة لا أجدها عندها؛ فأنا الآن أعيش صراعا نفسيا، وأنا دائما بسببها متوترة، وغير مستقرة نفسيا، دائما أشعر بحالة من الاكتئاب بسبب عدم اهتمامها بي، وأعتذر لأنني أزعجتكم.
أعاني من هذه الأمور أحيانا أشعر أنها نعمة والأخرى أشعر أنها نقمة، سأكتب ما أشعر به:
1-عندما أكون وحيدة وفي فترات الراحة أشعر بالقلق والضيق والخيبة والخوف قليلا وينتابني شعور عدم القيمة
2-أتجنب التواصل والاحتكاك بالآخرين وأتجنب التواصل العاطفي أو إنشاء علاقات عاطفية وأحيانا أخاف من التواصل مع الناس
3-سريعة الغضب وأقوم بسلوكيات غير مألوفة عند الناس
4-أحيانا أفقد القدرة على التواصل مع الناس وفهم متطلباتهم
5-الشك وعدم الثقة بالنفس
أنتظر النصيحة والدعاء
وشكرا جزيلا لمجانين.
5/12/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك دائما مع عقلاء المجانين. بداية يمكنك الاستفادة من الموقع بقراءة ما كتب عن توكيد الذات فهو سيساعدك في تجاوز النقاط التي ذكرتها، أقصد القراءة بغرض التعلم والتنفيذ وليس التسلية.
بالنسبة لمشاعرك نحو مدرستك فهي طبيعية نوعا ما، نحتاج في حياتنا إلى نماذج أو قدوة وكما ذكر لنا رب العالمين لنا في رسول الله أسوة حسنة (عليه أفضل الصلاة والسلام)، ربما تكون مدرستك هي النموذج الذي ترغبين أن تكونيه في المستقبل. هذا هو الحد الطبيعي والمسموح به في علاقتك بمدرستك، أما ما تلمحين إليه من حالة حب وتعلق فهي مرفوضة ولعل مشاعرك واضحة ولا تدري مدرستك كيفية توجهيك أو التعامل مع مشاعرك نحوها سوى بالتجاهل وانتظار زوالها تلقائيا.
علاقتك بمدرستك هي علاقة مهنية لا يجوز أخلاقيا ولا اجتماعيا أن تتجاوز هذه الحدود سواء بعلاقة حب أو صداقة، والحمد لله أنك اخترت نموذجا طيبا عاقلا للإعجاب به. بحكم عمرك يجب أن تكوني قادرة على التمييز بين العلاقات الشخصية والمهنية وحدود كل منها، كما يجب أن تكوني قادرة على الاستقلال العاطفي فلم تعودي طفلة تحتاج إلى الحب والاهتمام طوال الوقت، بل أنت قريبة من العمر الذي ينتظر منك تقديم هذا الدعم والاهتمام لأسرتك الخاصة.
اضبطي مشاعرك نحو مدرستك في الحدود الطبيعية للإعجاب بقدوة ونموذج، وتعلمي الاستقلال العاطفي وضبط سلوكك بما يتناسب مع قيم المجتمع التي ذكرت أنك تتصرفين أحيانا بطريقة تخالفها وعبرت عنه بأنه غير مألوف للناس. اتباع المعايير الاجتماعية ضرورة كي نستطيع أن نجد مع الناس ما نحتاج إليه من صحبة وألفة وأنس، ومخالفة هذه المعايير يسبب لنا النبذ منهم والمعاناة. قد لا تعجبك جميع المعايير الاجتماعية، ولكن هذا هو الحال، يجب أن نتوافق معها أي أن نوازن بينها كقوانين اجتماعية وبين ما رغباتنا.
اشغلي وقتك بأمور ذات فائدة، طوري لنفسك هواية أو مارسي رياضة، اهتمي بدراستك بدرجة أكبر. هذه الأمور ستساعدك في التخلص من مشاعر الوحدة والغضب وستساعدك في إيجاد أسس للتواصل مع الناس.
رزقك الله وجميع شباب المسلمين الهدى والتقى والعفاف والغنى.