ماذا أفعل؟
جزاكم الله كل خير ورزقكم أياما سعيدة. سأذكر لكم قصتي ولن أطيل عليكم:
أنا شابة أبلغ من العمر 23 سنة مهندسة والحمد لله ذات شخصية قوية واثقة يحبني الجميع الصغير والكبير وأعشق العلم. تقدم لي شاب فيه كل المواصفات العقلانية التي أريدها فهو جميل متعلم ذو خلق ودين يدرس الآن الدكتوراة.
أنا متاكدة من أخلاقه ومبادئه الحميدة، تكلمنا أنا وهو في مواضيع مختلفة في الحياة اتفقنا عليها لكن شعرت فيه ببعض التردد أو الخجل أثناء الحديث، ذلك لم يعجبني فيه، رفض الأهل مناقشتي في هذه الصفة وقالوا إنه خجول أو غامض لأنه لم يكلم أخريات من قبلك.. وافقنا عليه وأصر الأهل.. بعد العقد بأسبوعين تأكدت أنه "أضعفني شخصا" وغير قادر على حل المشاكل الأسرية فهو دائما يقول اشرحي لي، قولي لي، أنا أشعر أن هذا يؤثر "على قوامته علي وكرامته".
مثلا كثير من الأشياء يقول لي: "أنت قولي الحل أنا أفعل كما تشائين".. صارحته أن من دوره فهمي وحل مشكلتنا دون أن يسألني أو أن يضغط علي ولمحت له أن زمام الأمور يجب أن تكون في يده. قال لي إنه يناقشني وذلك لحل المشكلة وأنا أرى "أنه تفصيلا وضغطا علي ليس له داعي" وأيضا قوامته تقل بذلك.
بصراحة أحبني كثيرا وأخبرته أنه يجب أن يغير من نفسه حتى أستمر معه. ولا أدري ما سيعقب ذلك أشعر أنني أضيع الوقت... ما العمل لا أدري إذا كان سببا جوهريا أم أنا التي أعقد الأمور!!
أرجوكم ردوا علي قريبا
وجزاكم الله خيرا
14/12/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك معنا، وبارك الله لك في خطبتك وشخصيتك وباقي جوانب رزقك. يبدو أنك أصدرت على شخصية خطيبك حكما مسبقا وتبحثين عما يثبت وجهة نظرك. جعلت الخطبة بالطبع لدراسة الانسجام بين الشخصين والتخطيط لحياتهم المستقبلية، فإن وجدت فيه خلقا منفرا يجب أن تعيدي النظر في قرارك.
ترين في استشارته لك ضعفا وأراها حكمة، فما خاب من استشار ولا ذل من استخار، وها أنت من تصفين نفسك بالشخصية القوية تتطلبين من المجانين التفكير معك في شخصية خطيبك. الاستشارة دليل قوة لا ضعف. قد يكون سؤاله لك رغبة منه في تدليلك وارضائك، وقد يكون سؤاله بسبب قلة خبرته في أي من المواضيع فلا يوجد أحد ألم بالحكمة والعلم كله. أيا كان السبب وراء سلوكه لا أراه عيبا، بل أراه مرونة وحسن خلق.
من ناحية ثانية أنت إذا كنت فعلا شخصية قوية وارتبطت بشخصية أقوى منك وغير مرنة ستكون الحياة ساحة معركة مستمرة في سبيل اتخاذ أبسط القرارات، فهل ترين أن هذا أفضل أم من يتيح لك فرصة التعبير عن نفسك ورغباتك.
تحصيل العلم ليس سهلا والوصول إلى الدكتوراه مع العمل والاستعداد لتأسيس أسرة لا يشير بأي حال لضعف الشخصية.
ليتك ذكرت أي المواضيع التي يزعجك طلبه رأيك فيها، ليتك ذكرت عمره ومجاله. بأي حال لا توحي سطورك عنه بضعف شخصيته، بل في اختلاف تصورك للحياة المثالية عن الواقع. راجعي تقيمك لخطيبك إن وجدته غير قادر على تنفيذ قرار اتخذتموه أو الدفاع عنه أمام والديه أو استمراره في تغيير آراءه حول أمور مهمة عندها يكون لديك مؤشرات على ضعف شخصيته.
تذكري أن تحكمي عليه من خلال الأمور التي تهم الرجال عادة مثل موعد الزفاف، مكان السكن، طبيعة العلاقة مع أهلك وأهله، وانفاق المال وإياك أن تحكمي عليه من خلال قرارات فرش المنزل أو الزفاف فهي بالنسبة للرجال شكليات لا قيمة لها.
دعوات لك بأن يشرح الله صدرك لما فيه خير دينك ودنياك.