السلام عليكم
بداية ترددت كثيرًا قبل أن أطرح مشكلتي، ولكن بعدما قرأت الحلول التي رددتم بها على مشاكل سابقة.. اقتنعت بها ووجدت أنه من الممكن أن أجد حلا مشكلتي عندكم.. أنا فتاة عمري 17 سنة وأدرس بالمرحلة الثانوية.. مشكلتي هي أنه منذ 8 أشهر تقريبًا دخلت عالم النت.. هذا العالم الذي يحفل به العالم في هذه الآونة، ويقر بأن له جانبين أحدهما حسن والآخر ضار.
بالنسبة لي فقد دخلته من الجانب الحسن المفيد، وكنت أتصفح المواقع المفيدة الهادفة، ولكن بعد ذلك سمعت عن "الشات" وأنك تستطيع أن تتكلم مع من تشاء ومن أي بلد، وهكذا أعجبتني الفكرة، فقررت الدخول للاستكشاف فقط ولحب الفضول... أولاً كنت أدخل لأتفرج على ما يكتبون بدون أن أتدخل، وعندما قررت الدخول في الحديث معهم قررت الذهاب إلى شات إسلامي ملتزم؛ لأني والله لا أحب النقاش في المواضيع التافهة التي كانوا يتناقشون فيها في الشات العادي...
المهم هو أنني عندما دخلت الشات الإسلامي حكيت بشكل عام وتناقشت معهم في العديد من الأمور الدينية والعقائدية طبعًا بشكل عام.. ولكن مرة طلب مني شاب محادثة خاصة، وقال لي إنه أعجب بأسلوبي ورأيي عندما كنت أتكلم على العام.. ولكني لم أرد عليه أول مرة، ولكنه بعد ذلك طلب مني أن نتناقش في موضوع ديني على الخاص، وأنا وافقت لعلمي بأن الحديث لن يتعدى النقاش في المسألة التي طرحها للنقاش.. ومع مرور الأيام وجدت نفسي أنسجم مع هذا الشاب في الحديث، علما بأن عمره 21 سنة، ورغم أنه أكبر مني فإنني استطعت أن أتناقش معه في كثير من المواضيع بكل تفاهم.
ذات يوم طلب مني إيميلي لأنه قال إنه لن يدخل الشات مرة أخرى وأنا كذلك أيضًا.. فقررنا أن نتكلم عبر الماسنجر، وأعطيته الإيميل وأصبحنا نتكلم على الإيميل.. ولكن في حدود الأدب والأخلاق والشرع.. يعني حديثنا كان كما كان في الشات لا أكثر ولا أقل.. وبعد 4 أشهر من معرفتي به صرح لي بإعجابه بي وبأسلوبي، مع العلم أنه شاب محترم ومتدين جدا وملتزم بالصلاة بالمسجد كما قال لي، وأكد لي ذلك وهو بالسنة 3 بالجامعة، ومن نفس بلدي وأنا أيضا الحمد لله متدينة جدا وأهلي كذلك.. وأيضا بعد ذلك صرح لي بحبه وباستعداده لبذل أي شيء في سبيل الارتباط بي، أنا أيضا أبادله نفس الشعور...
ولكن المشكلة هي: أن أهلي لا يعلمون بالقصة ولا أهله أيضا، ولكنه قال لي إن أهله متفهمون وسيرحبون بأي قرار يتخذه يشعرون أنه في مصلحته، وسيرحبون بي، ولكن أنا خائفة من رأي أهلي بالموضوع خصوصا وأنه تعارف على النت وما إلى ذلك.. ولكن أريد منكم أن تقترحوا علينا كيف نخبر أهلي بالموضوع؟ وما هي الطريقة المثلى لذلك؟ وأيضًا أريد منكم أن تعطوني رأيكم الصريح في هذا الشاب استنادًا إلى المعلومات التي قلتها عنه.. وماذا أفعل؟
أنا في آخر سنة من المرحلة الثانوية ولا أريد لعلاقتي به أن تستمر هكذا بدون علم أهلي، وأيضا أريد أن أكمل دراستي بالمثل.. وفي ذات الوقت أريد الارتباط بهذا الشخص فماذا أفعل؟؟ يبقى لي 5 سنوات وأكمل دراستي كلها.. هل أبقى على اتصال به طوال هذه المدة؟ أم ماذا أفعل؟
بالله عليكم أرشدوني؟
أختكم/ H_R.
15/1/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر لك تقديرك وثقتك فيما نعرضه من حلول، شاكرين المولى الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
لكن اقبلي اعتذاري لعدم قدرتي الحكم على الشاب كما تطلبين من خلال ما ذكرته عنه؛ لأن لا يوجد ما يثبت صحة أقواله على الشات؛ فقد يكون كما قال وقد لا يكون، والطريقة الوحيدة للتحقق من ذلك هو نقل التعامل كما نكرر دائما إلى أرض الواقع وكونكم من نفس البلد فهذا فيه تيسير للأمر إن شاء الله، حيث يسهل على أهله إيجاد معارف مشتركين عندما يفاتحهم في رغبته بالارتباط بك.
وجود معارف مشتركين سيسهل تقديم الموضوع لأهلك بعيدا عن شبح الشات الذي يجب على الأهالي أن يبدءوا في تقبله كما تقبلوا استخدام أولادهم للإنترنت عموما؛ فهو كغيره وسيلة عامة للتعارف لا يخجل منها من يتقي الله، ولكن حتى يحدث ذلك يبقى كونكم من نفس البلد وسيطا جيدا بأن بعض الناس ذكروكم أمامهم بخير.
في حال إذا تم نقل الأمر لأرض الواقع وتقدم الشاب وأهله لخطبتك فعندها يمكنك الزواج وإكمال دراستك الجامعية، وإن كان زواجك قد يفرض عليك بعد القيود في اختيارات دراستك وكثيرات هن من يكملن تعليمهن بعد زواجهن، ولكن الاستقرار النفسي الذي يحققه الزواج الناجح يستحق شيئا من التضحية.
في النهاية لا أنصحك أبدا بإطالة فترة تعاملك مع هذا الشاب من خلال الشات، ليس فقط حفاظا على ثقة أهلك بك وما قد يتركه اكتشافهم للأمر صدفة على علاقتك بهم، ولكن أيضا كي لا ينعكس انشغالك به على تحصيلك في هذا الوقت الحاسم من دراستك ولتقللي من تعلقك به دون معرفة حقيقية؛ فكما تقولين إنه ليس جميع من يستخدم الشات يستخدمه لأغراض طيبة أو بأمانة وصدق مثلك.
واقرئي أيضًا:
رائع في كل شيء: أطياف الواقع الافتراضي
شاركها الغرام الإليكتروني وتركها تتعذب لأجله!
حتى 2018 العرب يقعون في الحب على النت
ليس حبا إلكترونيا بل تواصل واقعي
الحب من أول كليك