ابني على شفا الإلحاد
ابني يطلع من خلال الإنترنت على آراء كثيرة، ولم ألاحظ أنه بدأ في فقدان إيمانه إلا مؤخرا وحديثا، وكان وراء الموضوع ملحد إنجليزي يدعى ريتشارد دوكينز.
أرجو النصيحة والإرشاد في كيفية التعامل معه!
علما بأنه يدرس في مدرسه إنجليزية؟
27/2/2022
رد المستشار
قد يمر المراهقون وبعض الشباب بتذبذبات في معتقدهم الديني، وقد يصل بعضهم إلى إعلان الإلحاد، أو على الأقل نقص اليقين فيما تربى عليه من ثوابت دينية، وفى أغلب الأحوال يكون هذا نوعا من الشعور بالتفرد، وأن له رأيا مستقلا عن أسرته ومجتمعه، وأن لديه الشجاعة للاختيار الحر حتى في مسألة العقيدة.
وتستمر هذه الحالة فترة قد تقصر أو تطول حتى يتحقق للمراهق الهدف منها، ثم يعود تدريجيا إلى اليقين الذى توصل إليه بجهده وعقله وبحثه، وهو هنا يشعر بالفخر أنه لم يكن تابعا لمعتقدات أسرته ومجتمعه، بل بحث وتعمق ووصل إلى الحقيقة بنفسه.
وفى مثل هذه الحالات علينا ألا ننزعج مما يعلنه الابن، وألا نحاول فرض رأينا عليه، أو إجباره على تعديل رأيه؛ لأن مسائل الاعتقاد لا تتأتى بالإجبار أو بالتهديد، كما يجب ألا نأخذ الأمر كقضية كفر وإيمان، ففترة المراهقة معروقة بتقلباتها وتغيراتها، وتليها فترة الشباب؛ حيث تستقر المفاهيم وتقل التقلبات الفكرية والعقائدية.
وصمام الأمان في هذه الحالة وجود علاقة طيبة بينك وبين ابنك، وأن تفتح عقلك وقلبك لتساؤلاته واستفساراته، وأن تتعاطف معه في فترة حيرته، وربما تعرض عليه أن تذهب معه إلى أحد علماء الدين من ذوى الأفق المتسع؛ لطرح بعض الشكوك والتساؤلات التي تراود ابنك عن هذا العالم، وأن يستمر الحوار مفتوحا على أمل أن يصل الابن إلى حالة من القناعة الدينية، خاصة أنك قلت إن قناعاته الدينية اهتزت تحت تأثير ملحد إنجليزي، ربما يكون الابن قد أعجب بأفكاره، وكما يقولون لا يفل الفكرة إلا فكرة أقوى منها، ويضاف إليها مشاعرنا الطيبة تجاه الابن؛ بحيث لا ينفلت منا عقليا ووجدانيا، بل يشعر بالأمان والاحتواء منا حتى تمر هذه الأزمة بسلام.
ولا تنسى الدعاء له بالهداية من الله، فدعاؤك له كأب مقبول عند الله.
واقرأ هذا المقال:
الشباب.. لماذا يلحدون وكيف يعودون؟