مشكلة في الخطوبة
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، جامعية، وأعمل في إحدى الوزارات ولله الحمد، وقبل 7 أشهر تقدم لخطبتي شقيق زوجة أخي وعملا بحديث "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" -أو هكذا اعتقدنا وقتها- وتناسيت كل الفوارق الأخرى التعليمية والثقافية والاجتماعية فهو أقل في كل شيء مما ذكرت.
بعد الخطبة أصبح خطيبي يزوروني كل أسبوع مرة ولمدة 3 ساعات، ولا يتصل هاتفيا على الإطلاق، ولم نخرج سويا على الإطلاق برغم طلبي منه ذلك أكثر من مرة، وعندما يأتي لزيارتي يبقى صامتا ولا يسألني عن أحوالي، ودائما أنا من أتحدث، وإذا لم أفعل يبقى الصمت مخيما على أرجاء المكان.
حاولت كثيرا التقرب إليه، ومعرفة ما يدور بخلده، ولكن عبثا حاولت، وأشعر دائما أنه لا يرغب بي، وأنه مضطر للارتباط بي، وسألته عن ذلك لكنه أنكر، وقال إنه ليس صغيرا ليفرض عليه أحد ما يريد.
المشكلة ليست هنا، فقد تحملت كل هذا، وكان لدي أمل بأنه سوف يتغير للأحسن، المهم بعد ثلاثة أشهر من الخطبة انقطع عني تماما لم يأت لزيارتي، ولم يرد على اتصالاتي وذلك لمدة ثلاثة أشهر، وخلال هذه الفترة أخبر أهله أنه يريد أن يفك (يفسخ) الخطبة، وأنه لا يرغب في، وفعلا أخبر أهله أهلي بذلك ولم يبد أهلي اعتراضا؛ نظرا لشعورهم بعدم انسجامي خلال هذه المدة.
ولكن المفاجأة التي لم نكن نعلم بها أن خطيبي كان مقترضا المهر من أخي، علما بأنه لم يدفع لأهلي المهر كاملا، أخي فاجأ الكل بذلك، وقال إنه لا يمانع من فك الخطبة؛ ولكن بعد تسديد المبلغ المقترض، وافق أهل خطيبي على ذلك، وبعد أيام عادوا ليخبرونا بأن ما حدث كان نتيجة عين أصابت خطيبي، وأن خطيبي الآن بخير وهو لا يريد فك الخطبة، وعاد خطيبي منذ ما يقرب من الشهر، وعاد لزيارتنا كالمعتاد مرة في الأسبوع لمدة ثلاث ساعات.
الآن أصبحت هناك فجوة بين أهلي وخطيبي فهم يشعرون أنه إنسان مادي عاد فقط لعجزه عن تسديد المبلغ المقترض من أخي، وأنا كذلك أصبحت أشعر بنفس الإحساس، ولم أصدق العين التي تحدث بها أهله غير ذلك، إنه أصبح يدخن وهو لم يكن كذلك، وعندما سألته لماذا؟ قال إنه حر، فهو إنسان عنيد وغامض، وأضف إلى ذلك أنه بارد.
الآن تغير الوضع، أهلي يريدون فك الخطبة ويسددون هم باقي المبلغ لأخي مقابل أنني من يطلب ذلك، خاصة أن خطيبي أخبرهم أن أمامه عام آخر من أجل إتمام الزواج، وهذا ما يرفضه أهلي.
وأنا في حيرة من أمري، أخشى الاستمرار معه، فيكون إنسانا سيئا، ولا يستحق أن أقف في وجه أهلي من أجله، خصوصا أنه لا توجد مشاعر متبادلة، وفي نفس الوقت أخشى من نظرة الناس والمجتمع فأنا في مجتمع شرقي لا يرحم.
ملاحظة:
أهلي أخبروني في حال قررت الاستمرار معه أنني سأتحمل مسئولية أي شيء يحدث بالمستقبل ولا علاقة لهم بالأمر.
أعتذر لسيادتكم ومن القراء على الإطالة، ولكنني رغبت في التخفيف قليلا عما أشعر به؛ لذا أفيدوني جزاكم الله خيرا، ماذا أفعل؟؟ هل أوافق أهلي على تركه؟ أم أن هناك فعلا عين كما يتحدثون، وعلي أن أصبر وأتحمل، وأنه سوف يتغير!!
فأنا لا أريد أن أظلمه أو أظلم نفسي.
وشكرا لكم
2/5/2022
رد المستشار
لا يوجد تكافؤ اجتماعي، وثقافي، وتعليمي بينك وبين خطيبك، ولا توجد مشاعر متبادلة.
وهو شخص عنيد، وغامض، ومادي، وبارد، ومدخن!!.
كما أنه مضطر للارتباط بك لأسباب مادية فقط .. وأهلك معترضون على هذه الزواج لدرجة أنهم مستعدون لسداد ديون خطيبك من أجل فك الخطبة ... السؤال هنا: ما الذي يضطرك لقبول الارتباط به، وتحمل هذه التجربة المحكوم عليها بالفشل المؤكد؟
إذن كان السبب هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه، وخلقه، فزوجوه"، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال أيضا: "ثلاثة لا يؤخرن: الصلاة إذا حضرت، والجنازة إذا أتت، والأيم إذا وجدت كفؤا" .. وهنا اشترط صلى الله عليه وسلم الكفاءة في شريك الحياة، كما أنه قال: "انظر إليها عسى أن يؤدم بينكما"، وهنا اشترط القبول بين الطرفين، أي إن "الدين" ليس هو العامل الوحيد الذي تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما تحدث أيضا عن القبول والكفاءة.
أما إن كان سبب زواجك به هو: خوفك من نظرة الناس ومن المجتمع الشرقي الذي لا يرحم، فإن نظرة هذا المجتمع (مؤلمة) لمن فسخت خطبتها، ولكنها (قاتلة) لمن تزوجت وطلقت، وإن احتمال (الألم) أهون من احتمال (القتل)!.
أما إن كان سبب قبولك هو (الأمل) في أن (يتغير) هذا الشباب بعد الزواج، فأقول لك: إن هذه هي أكبر كذبة، ووهم تقع الفتيات تحت تأثيره!! فلا أحد يتغير بعد الزواج، وإن حدث تغيير فإنه يكون (طفيفا)، ويكون بدافع من الشخص نفسه، وليس بتأثير الآخرين عليه؛ لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
والحقيقة هي أن الزواج يقوم على "القبول"، وليس على انتظار "التغيير"، أي إنك حين ترتبطين بشخص، فإن الأصل هو (قبولك له) على حالته، ثم إذا حدث تتطور للأحسن فهذا خير، وإن لم يحدث فأنت راضية وسعيدة تماما به كما هو.
وأخيرا ... إن كان السبب هو خوفك من أن تظلمي أحدا، فأقول لك إن الزواج في ظل هذه العوامل التي تؤكد فشله هو في الحقيقة ظلمٌ لك، وظلم له، وظلم لأهلك، ثم ظلم لأنبائك وبناتك.