قبول الوساوس والأفكار الشركية
لدي أفكار شركية والمشكلة أني قد أطلت الاسترسال فيها حتى أصبحت مصدقا بها وتتعلق بالأحكام ورغم أني دائما أبحث عن الأسباب الحقيقية وليس الأفكار التي في رأسي إلا أني موافق على هذه الأفكار أي أنها أصبحت اعتقاد (بيني وبين نفسي) وأيضا أني لست من المتدينين بشدة ولهذا فأعتقد أني لست ضمن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأعتقد أني خرجت من الدين حتى أني سألت في أحد المواقع الإلكترونية الإسلامية وقال أنها شك ناقض للدين
فأنا أعاني من هذه الأفكار والوساوس وحديث النفس وما تحدثني نفسي به في كل أحكام الزواج حتى أني أعاني من غصة في القلب عند قراءة أي حكم أما باقي الأحكام فهي عادية مهما كانت بل أني أرد على من يشكك أو يهاجم أحكام الإسلام لكن في الزواج أصاب بهذه الأفكار العقيمة حتى أني أصبحت رافضا للزواج أحيانا خوفا من عدم إعطاء الحقوق للأطراف الأخرى وغالبا بسبب الخوف من التعرض للظلم وشعوري أنه لا فائدة للزواج بالنسبة لي كرجل ما دمت بعيدا عن الفتنة بسبب هذه الأحكام كالأمثلة والأفكار التي سأذكرها بل أحيانا إني أشعر بظلم هذه الأحكام ولكن لأوضح أكثر فأنا لا أعتقد بظلم الله فالحمد لله أنا متأكد من عدل الله ولكن تأتيني هذه الأفكار من حين لآخر وأوافقها في تلك المدة ثم أعود ولكن يبقى حديث نفس لكن الشعور بأن الزواج لا فائدة منه لي ما دمت بعيدا عن الفتنة بسبب هذه الأحكام دائم الوجود ولا أستطيع نقضه
وللتوضيح أكثر فمثلا قبل حوالي أسبوع كنت متوجها للجامعة بشكل عادي فجاءت هذه الأفكار فقلت في نفسي سأتبع رأي المالكية في موضوع أجر الحضانة رغم أني في الغالب أتبع الرأي الجمهور وشعرت بأني منافق بسبب هذا القول وخصوصا أنه في الجزائر نتبع المالكية أي أن القانون الوضعي يعتمد على المذهب المالكي في بعض الأحيان ومنها أجر الحضانة ومتعة المطلقة لكني قلت أني سأتبع رأي المالكية في موضوع أجرة الحضانة لكني سأتبع رأي ابن تيمية في موضوع المتعة إذا لم يكن سبب الطلاق منها بل مني كأن أكرهها لأنها كبرت أو سمنت أو أو أو أو لكن لو كان منها كأن خرجت عن طاعتي أو خرجت عن العرف كأن رفضت ارضاع الأطفال رغم أني أرى أنه حقها (سأوضح أكثر في مثال الخوف من ظلم الطرف الآخر) أو من كلينا كأننا لم نتفق على أي مذهب نتبع أو لم يحدث انسجام بيننا فإني سأتبع رأي من يقول أن المتعة ليست واجبة ولهذا شعرت أني منافق لأني أتبع هواي وأتبع ما يعجبه من الفتاوي والآراء هنا في هذه الحالة أي أن السبب مني.
وفي نفس الموضوع في رمضان وافقت هذه الأفكار وقلت أن في هذا ظلم للرجل فكيف يخسر طفله وفوق هذا يبقى يصرف على طليقته وهو لا يحصل منها على شيء ويعطيها أجر لحضانة طفلهما وبل يعطيها تعويض على استعمال حقه في الطلاق ويعطيها أجر على زواجها به (المهر) بل وإني أصبحت أن الأولاد هم السلاح الذي تستعمله المرأة لتتحكم في الرجل ... أي أن الرجل لا يوجد شيء له دون أن يقدم مقابل أو أكثر له بينما المرأة تحصل على كل شيء بالمجان رغم أني دائما أبقى أبحث عن الأسباب الحقيقية وليس التي في رأسي في موضوع المهر ... وفي الأمس فقط جاءتني أفكار حول واجب توفير البيت على الرجل ولم أقل بأن الله ظالم لكني قلت في نفسي أني لن أوفر وأضيع عشر سنين من حياتي في العمل لشراء منزل ثم تأتي الزوجة لتسكنه بالمجان من دون أن تقدم شيئا فيه لهذا أنا لن أتزوج وهذا هنا أن الزواج لا فائدة منه ما دمت بعيدا عن الفتنة.
وأيضا صباحا فقط جاءتني أفكار أني لماذا أتزوج وأخسر سنين من حياتي حتى أتزوج حتى أحضر شخصا (الزوجة) يأكل أموالي دون أن يقدم لي شيئا مادمت بعيدا عن الفتنة فلن أضيع أموالي على أكثر صفقة خاسرة للرجل (الزواج وإنشاء عائلة) أنا الوحيد الذي يخسر وفوق هذا أنا أقل شخص استفادة وأكرر كلام نفس وما تحدثني نفسي به ووساوس ولكن هنا في الغالب أوافقها أن إنشاء عائلة أكبر صفقة خاسرة للرجل إلا في حالات نادرة عندما أفكر أن كل هذا صدقة في ميزان حسناتي وأن الله قال في القرآن في آية «وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ» ما معناه أن الميت يريد العودة للحياة ليصدق ويكون من الصالحين، أي أن الصدقة هي أول شيء يفكر فيه الميت عندما يتعلق الأمر بعظيم أجرها ثم بعدها يأتي أن يكون من الصالحين وأخاف أن أقرأ التفسير الحقيقي ويكون مختلف حتى لا أخسر هذا التفكير إذا لم يكن فهمي للآية صحيح
وأيضا أنا لا أرفض هذه الأحكام وأقول أنها ليست من الشرع فمن أسباب عدم رغبتي في الزواج هو حتى لا أقوم بها لأنها ليست في مصلحتي وهذا أيضا يحدث كثيرا كأن أقول دائما في حديث النفس وما تحدثني نفسي به أني لن أكون عائلة ولن أتزوج لأني أنا الوحيد الذي يخسر النفقة والمهر وتوفير المسكن وكل ما أقدمه أثناء الزواج وعند الطلاق إذا حدث ولكني لا أحصل على شيء في المقابل بل حتى الحقوق التي لدي تافهة مقارنة بما أقدمه وأنا لن أدخل في صفقة مع شخص آخر أنا أخسر في كل الأحوال من مهر وتوفير البيت قبل الزواج ونفقة أثناء الزواج ونفقة عدة ومتعة ونفقة الأولاد وأجر الحضانة والحمل والرضاعة والبيت بعد الطلاق وهو يربح في كل الأحوال لأنه لا يوجد شيء يمنعه من الخروج من هذه الصفقة وسيفعل ذلك دون تفكير والواقع يؤكد كلامي وما يحدث في المحاكم أكبر دليل
وفي الغالب عندما أسأل الشيوخ أو المواقع الإلكترونية الإسلامية عن هذه الأفكار أجد أن ردهم قد قلته لنفسي مند مدة بل وتأتيني أفكار أخرى كما في مثال أجر الحضانة فقد رد الشيخ أن أجر الحضانة للمرأة غاية في الرحمة والعدل، وليس للمطلقة نفقة إلا في العدة إن كانت مطلقة رجعية، ثم تأخذ أجر حضانتها وتربيتها وقيامها على الأولاد، وكيف يستقيم في العدل أن يقال إنها تقوم بذلك مجانا فما كان من نفسي إلا أن ذكرت أنه ولدهما كلاهما فلماذا تحصل على أجر لقاء حضانته بينما لا يحصل الأب على شيء لقاء نفقته عليه؟! وفوق هذا لها ثلاثة أضعاف البر وفوق هذا فلها نفقة العدة وأنا لا أحصل منها على شيء ... وسأوضح أكثر في مثال الخوف من ظلم الطرف الآخر فقال الشيخ ثم الحاضنة قد لا تكون الأم، فقد تكون أم الأم أو أم الأب على ترتيب من يستحق الحضانة، فأي غرابة في كون هذه الحاضنة تأخذ أجرها على عملها؟؟ فكان الرد أنه لا مشكلة في إعطاء الحاضنة غير الأم أجرا لأنه ليس ولدها لكن لماذا تحصل الأم على أجر لحضانة طفلها؟ وعند وجود حاضنة أخرى فإن الأم ليس عليها شيء فيما يتعلق بالطفل فلماذا لها ثلاثة أضعاف البر ثم بدأ تشابك الأفكار في هذا الموضوع بأن وضع كل شيء على الأب فيما يتعلق بالطفل حتى خدمته فيجب عليه توفير خادمة له وحتى حضانته فيجب على الأب أن يدفع أجرة حضانة الأولاد حتى لأمهم بل وحتى الرضاعة واجبة على الأب ويدفع أجرة رضاعة حتى للأم ثم تأخد الأم من البر ثلاثة أضعاف بر الأب فقط لأنها حملت 9 أشهر (بمثال الخوف من ظلم الطرف الآخر ستتضح الصورة) وكل هذه المحادثة وقعت بيني وبين نفسي قبل أن تحدث بيني وبين الشيخ
وأما في موضوع الخوف من ظلم الطرف الآخر وعدم إعطائها حقها فإني سأتبع أي رأي يأتي في مصلحتها فمثلا طاعة الزوجة لزوجها الجمهور والأغلبية الساحقة من العلماء تقول أنها في كل شيء في قدرتها ولا يشق عليها وليس في معصية الله وذلك لعموم الأدلة والقلة القليلة من العلماء من قالوا أنها في حقوقه فقط من فراش وعدم خروجها دون إذنه ولكني كما قلت فإني آخد برأي الأقلية خوفا من يكون رأيهم هو الصحيح وفي موضوع العلاج فإني آخد بوجوبه تبعا للعرف أو المعاشرة بالمعروف أو أي شيء يأتي في تفكيري بينما خدمة الزوجة لزوجها رغم أنه من قال أن العلاج ليس واجب قال أنها ليست واجبة إلا أني آخد بعدم وجوبه ومثله في خدمة الأولاد ويجب على الرجل توفير خادمة وآخد برأي من يقول أن الرضاعة ليست واجبة على الأم وآخد أيضا برأي من يقول بأنه في العدة فلا يجب على المرأة سوى المبيت في بيت الزوجية أي أن الرجل لا يستفيد منها شيء ومع هذا هو ينفق عليها أيضا ... آخد برأي الأقلية التي تقول أن وسائل الترفيه والرفاهيات واجبة بسبب العرف أو المعاشرة بالمعروف لكن أي شيء تقدمه الزوجة عرفا أو معاشرة بالمعروف ... فإني لا آخد بوجوبها وحتى إني إذا أخدت بحكم يناسب هواي أشعر أني منافق مثلما قلت في المثال الأول حتى وصلت لأن واجبات الزوجة التي يستفيد منها الرجل هي فقط الفراش وإنجاب الأولاد وهذا ما يزيد الطين بلة في موضوع شعوري أنه لا فائدة للزواج بالنسبة لي كرجل ولا أحصل منه على شيء فالفراش فائدة مشتركة ولكلاهما الحق في طلب من الطرف الآخر إعفاف النفس والاستمتاع رغم أن الرجل هو من يخسر مقابل الاستمتاع من نفقة ومهر وتوفير المسكن بينما تحصل عليها النساء بالمجان وأيضا الأطفال فهي فائدة وحق مشترك ولكن ما على المرأة سوى الحمل والولادة والباقي على الرجل وباقي الواجبات فأنا لا أحصل منها على شيء كعدم خروجها إلا بإذني فإني لا أستفيد منها شيء أوعدم إدخالها لأحد أكرهه لبيتي فهو بيتي فبالتأكيد لا يدخله أحد دون إذني
فهل أنا خارج على الدين الإسلامي ومرتد بسبب شعوري بالظلم وظلم هذه الأحكام؟ وأيضا شعوري أنه لا فائدة للزواج بالنسبة لي بسبب هذه الأحكام يعد شركا؟ لأن الأفكار الشركية من ظلم وظلم الأحكام تأتي لفترة وجيزة ثم تذهب بل وإني عند حضورها أبحث عن بعض الأسباب الحقيقية وليس التي في رأسي حتى لو وافقتها
بينما شعوري أنه لا فائدة للزواج بالنسبة لي بسبب هذه الأحكام أوغيرها من قوانين وضعية فهو دائم
ودائم قبوله والموافقة عليه.
19/5/2022
رد المستشار
يمكن تقسيم الأفكار التي جاءت في رسالتك إلى أربعة أفكار:
1- شعور بالظلم تجاه الرجل من أحكام الزواج في الإسلام.
2- هذا الشعور أنتج لديك ظنونا بأن لديك شكوك وعلى حد وصف أحد من استشرتهم وقال لك "هذا شك ناقض للدين".
3- تخشى الزواج مخافة الظلم.
4- تتبع آراءا فقهية تخالف منهجيتك في اتباع الجمهور، أو المذهب الذي أنت عليه.
أولا:- نقطة "ظلم الرجل" هذا الشعور غالبا يعود لأمرين:-
1- "الواقع" الذي نعيشه وما صرنا فيه من كثرة الطلاق والذي أنتج لديك أن الأمر فيه ظلم للرجل نتيجة لتحمله تكاليف الطلاق من نفقات.
2- ربما لديك أيضا شخصية عملية أكثر، فتتعاطى تلقائيا مع أحكام الزواج بنظرة المكسب العائد لي.. فتقول:- ما هو مكسبي من أمر الزواج؟!، لذلك تراه ليس له فائدة ووضعت شرطا لعدم الفائدة فقلت:- ما دام صاحبه آمنا للفتنة.
فبالنسبة لم آل إليه الواقع لا يعني أن "الظلم" الذي تراه في هذه القصص الحاصلة كل يوم هو نتاج أحكام الزواج في الإسلام، حتى إن الطلاق في الإسلام أبغض الحلال، بل يمكن أن نضع الأمر تحت مسمى "الضرر"، نعم هناك ضرر يقع نتيجة الطلاق، لكن الضرر الحاصل.. حاصل للطرفين، وحاصل للأطفال كذلك إن كان هناك أطفال ... ضرر معنوي أو مادي ضع ما شئت من المسميات، فهناك ضرر، لكن هذا أيضا أمر طبيعي، وهذه أيضا طبيعة الشراكات.
لننظر إلى الزواج من جهة الشراكة ... أي كشركة يتقاسمها طرفان، ألا يحدث ضرر عند الانفصال بشكل ما للطرفين أو لأحدهما؟!، وحين يقع الضرر على طرف أكثر من طرف، أو قد يرى أحدهما أنه المتضرر أكثر، هل يمكن أن يقال حينئذ أن منظومة الشركات منظومة فيها ظلم، والقوانين ظلمت هذا الطرف و...إلخ، أم أن هذا طبيعة الشراكات؟! كذلك الأمر في الزواج، فلا يكون صحيحا صحة تامة أن أنظر من جهتي فقط وأقول أن هناك ظلما، بل يجب النظر في جميع الجهات، حتى يكون التصور أوسع وأكثر إحاطة بالقضية، ولأن قول "أن الزواج ليس له فائدة لأنه ليس فيه هذا المكسب المرجو، ما دام الشخص آمنا للفتنة" ... فربما هذه رؤيتك، وهذه الرؤية قد تنفعك لكن هل يمكن تعميمها على الجميع؟، هل يرى كل الرجال هذا، أم أن هذه فكرة تتفاوت بين الأشخاص، بل هناك من لديه بدل المرأة اثنين وثلاثة، لذلك الأفكار الفردية لا يجب أن تُعمّم هكذا حتى يصل الأمر من هذا التعميم إلى صُنْع قاعدة.
- كذلك الزواج لا يقوم في الدين الإسلامي على نظرة براجماتية كما على حد وصْفك حين قلت (ماذا أكسب من المرأة إلا عدم خروجها من دون إذني، وأما لنقطة الإعفاف فتتحقق لها من الزواج كما تتحقق لي) فتلخص الزواج في أمر الإعفاف ... نعم، الزواج في الإسلام وإن كان من أغراضه الإعفاف وسد حاجة الإنسان الجسدية، إلا أنه ليس الغرض الأول والأخير، فالزواج في الإسلام لا يقوم على البراجماتية النفعية، ولا يقوم الإسلام في جل مقاصده على معنى براجماتي بحت، فالدين يرتكز على القيم والأخلاق والفضائل، لذلك الزواج مؤسسة مجتمعية صغيرة داخل الدين الإسلامي، فيها كل فرد يقوم بمهامه، وترتكز على قائد لها هو الأب أو الزوج وهو ولي الأمر لهذا المجتمع الصغير، وهو مسؤول ومكلف من الشرع تجاه مجتمعه الصغير هذا، لذلك كان من المواثيق المغلظة في القرآن ميثاق الزواج أخذه الله على الرجال لشدّة عِظمه عند الله، لأن الرجل فيه قائد وراعي لهذا المجتمع وهو الحامي لها، وهذا المجتمع الصغير ينبني منه المجتمع الكبير المكلف بعد ذلك أيضا بعدة تكاليف تجاه معاملتهم مع بعضهم موضحة وموجودة داخل كتب الفقه الإسلامي، فالزواج منظومة داخل الدين جعلها الله آية من آياته تحقق السكن والاستقرار وجعل الله مبناها على الرحمة والود فهو علاقة تتخطى النفعية بكثير تصل إلى روابط قلبية متينة .
ولآخذك قليلا في اتجاه معاكس، فإن معاني الظلم أيضا موجودة لدى المرأة أو بالأحرى من الذين يثيرون كل يوم قضايا وشبهات تخرج تحت اسم ظلم المرأة من الدين الإسلامي ... من تعدد وأحكام ميراث، وو.....، ولكن رغم كل هذه الشبهات التي يثيرها أصحابها وبناءا على نصوص دينية فإن ما يجب أن يكون تجاه كل هذا: هو التحرر والتجرد من كل ما يثار، ثم البحث والنظر في الفكر المقاصدي في الشريعة، ما دام يعتقد الإنسان اعتقادا تاما في عدل الله وفي حكمته.
ثانيا:- لم يكن في كلامك أبدا شكّ تجاه أحكام الدين، حتى في تكرار تلك الأفكار على ذهنك وصديقتها أحيانا كما تقول، لأنك مدرك جدا أنها أفكار وخواطر تدفعها عنك ثم تراودك من جديد، صنعْتَ من هذا التكرار ظنا بأنك تشك في الدين، حتى ما أنت فيه لا يصل إلى مستوى الشبهة حتى... لذلك فلستَ مشركا أو خارجا عن الدين أو كل ما وصفْتَ به نفسك من هذه الأوصاف، ومن قلب كلامك تقول:
1- أردُّ على من يشكّك أو يهاجم أحكام الإسلام.
2- لا أعتقد بظلم الله، فأنا مؤمن بعدل الله.
.
ثالثا:- تخاف الزواج مخافة الظلم.
الزواج تعتريه الأحكام الخمسة، فيكون حراما لمن هو موقن بأنه عاجز عن أداء التكاليف المستحقة معنويا وماديا، ويكون مكروها في حال يخاف فيها الإنسان أن يظلم رعيته، وأنت أكثر من يعلم نفسك، هل تجد حقا أنك موقن أنك ستظلم بناءا على هذه الأفكار، أم قد يكون الأمر خوفا يصل بك للاجتهاد على ألا تظلم، ابحث في نفسك حتى تعرف حكمك في هذه النقطة.
رابعا:- اتباعك آراء تخالف منهجيتك.
لقد راجعت بعض مشايخ الأزهر الشريف في هذه الجزئية حتى أكون مطمئنة تجاه القول فيها وجاء كلام الشيخ أحمد الأزهري فيها على هذا القول أنقله نصا لكم
"قال العلامة الشيخ محمد عليش المالكي رحمه الله تعالى: الشيخ عليش: أمّا التقليد في الرخصة، من غير تتبّع ٍ، بل عند الحاجة إليها في بعض الأحوال، خوف فتنة ونحوها، فله ذلك، والمذموم هو تتبع الرخص لا اتباع الرخص، فتتبع الرخص هو أن يأخذ الإنسان في كل مسألة مسألة أخف ما ورد، فيكون في جميع عباداته ومعاملاته آخذًا فيها برخص كل المذاهب، ويتبع رخص جميع المذاهب، فهذا يؤذي به إلى الانحلال من ربقة التكليف، أما أن يأخذ الإنسان في بعض المسائل بالأخف لأجل المشقة أو الحاجة، فهذا لا شيء فيه" انتهى.
- من القراءة في رسالتك فإنك لا تتبّع الرخص، بل تحاول إيجاد مخرج حتى لا تقع في يقين أن الدين ظلم الرجل في أمر النفقات وتكاليف الزواج والطلاق، لذلك أبشر.
-وفقكم الله تعالى وسددكم، وهداكم لما فيه صلاحكم ونفعكم.
-دمتم سالمين.