بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم على هذا الموقع، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد، والمشكلة بدأت عندما دخلت الثانوية العامة حيث رسبت فيها 3 سنوات؛ لأننا أنا وزملائي همنا هو انتفاضة الأقصى، وكان التعليم متذبذبًا فكانت المظاهرات، ودائماً شهداء ومواجهات، فلم يكن هناك انتظام في الدارسة للجميع.
وبعد تجاوزي الثانوية دخلت الجامعة، وعندي أمل أن أعوض ما فاتني، ولكن كان ينتابني شعور أن كل من في الجامعة ليس من جيلي، وكلهم أصغر مني، وأتألم على ما فاتني، ثم فشلت في تخصصي، والله ليس ضعفاً مني؛ ولكني لم أكن أدرس جيداً.
فقمت بالتحويل إلى كلية أخرى، ثم ندمت ورجعت ثانياً إلى التخصص الذي أحبه، ثم فشلت في فترة الامتحانات فانتكست ثانية، وبالطبع كل هذا أخذ من وقت الجامعة المحدد بأربع سنوات، وأهلي لا يعلمون عن ذلك شيئًا، كل الذي يعلمونه أني سأنهي دراستي العام القادم، ولكني لن أستطيع؛ فعندي مواد كثيرة.
قد تقول لي: صارح أهلك، ولكني إن صارحتهم فسيزداد الألم، وأنا لا أحتمل ذلك، لقد فكرت في الانتحار لأول مرة في حياتي؛ برغم أنني إنسان متدين، لكني أريد أن أهرب من تلك المشكلة.
الرجاء الأخذ بيدي لطريق الخلاص.
إن عقلي يعجز عن التفكير فالآلام أعجزتني.
30/6/2022
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلا بك وبمشكلتك التي ترى أنت أنها بلا حل حتى ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وفكرت في الانتحار، وهذا لا يليق بمسلم مؤمن مثلك، كما أن الأمر لا يستحق كل هذا.
غالب الظن أن أهلك ينتظرون اليوم الذي تتخرج فيه؛ لتشترك معهم في تحمل أعباء الحياة بتحمل أعبائك الشخصية على الأقل، ويمكنك أن تبحث عن عمل معقول بجانب استكمال الدراسة، هذا إذا كنت ترغب في هذا الاستكمال من الأصل، وتستطيع أن تستخدم المعاريض في كلامك بدلا من الكذب عليهم، بأن تقول مثلا: إنني أسعى لتحصيل درجات أعلى، أو اكتساب مقررات أكثر ستساعدني في الوظيفة بعد ذلك، المهم أن المشكلة ليست في أهلك، إنما فيك أنت، وفي إرادتك، وقدرتك، وعزيمتك…فهل تريد أن تجعل من نفسك شيئا؟!.
إذا كنت تريد فستستطيع أن تتغلب على المصاعب، سواء في بلدك أم في أي مكان آخر، وتذكر أن جزءًا مما تعانيه هو ضريبة يدفعها شعبنا المناضل في فلسطين، ولكن هناك جزءً آخر يتعلق باجتهادك وتقصيرك كن على اتصال بنا، والله معك.