وساوس الصيام: التطور الطبيعي يا محمد! م4
ثلاثون عاما أشعر أن الوسواس جعلهم ثلاثمائة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحياتي لكل القائمين على الموقع
تحياتي لك د. وائل فقد كنت أحد مرضاك لو كنت تذكرني، ولكن ظروف عملي بالصعيد جعلت المتابعة معك أمرا صعبا..... اليوم الـ ١١ من يوليو أتممت عامي الـ ٣٠... الكل ينظر إلي ويستشعر أني لست على ما يرام... أني مكتئب، وأنا لا أستطيع أن أخبرهم السبب.
ثلاثون عاما... منهم أكثر من ١٠ سنوات في نفس ذات اليوم أخبر نفسي أن العام القادم سأتغير... سأقهر وسواسي... سأصبح أكثر سعادة، لن أدع الوساوس تمتص الراحة والسعادة من حياتي...١٠ سنوات وأنا أفشل في الوفاء بهذا الوعد لنفسي... الآن أسأل نفسي كم بقي من العمر؟ هل بقي من عمري ١٠ سنوات أخرى أضيعها في معاناتي تلك؟
في إحدى ردودكم عليّ أخبرتموني أنكم قد فعلتم ما عليكم وأن سؤالي لكم معناه أني فقط أخبركم أني قد استسلمت.. وهو ما أحزنني.. أحزنني بشدة، لسنوات طويلة أتذكر هذا الموقع ولم أفرط فيه وأتذكر د وائل ومحاولاته معي منذ سنوات عندما كنت طالبا بكلية الطب وأتذكر عندما جعلني أصنع مدرج للمخاوف وعندما أضاف له تعليقا في نهايته بأن مفهومي عن الإله ومراقبته كحساب القاضي الذي يطبق نصوص القوانين والأحكام، لا حساب الإله المحب الرحيم بعباده، مثلما يظهر ولعه بالانضباط والمثالية والنقاء والتناظر والتساوي وأن ما خفي فكان إعجابه المفرط بأفكاره وآرائه ومقاييسه التي لا يستطيع تغيييرها لأنه مقتنع بها وبأنها الأفضل والأحوط والأزكى عند الله... هل تظنون أن شخصا كهذا استسلم؟! هل تظنون أن كل يوم ليس بمثابة حرب لي؟
ما دفعني للكتابة بعد سنوات كثر أني قد أرهقت، استنزفت قواي، أنا يوميا في جهاد مع نفسي... لكن طالب الطب ذاك كانت مسؤولياته خفيفة مقارنة بالطبيب الجامعي المتزوج اليوم الذي يوشك أن يصبح أباً.. وهذا ما أرعبني.. هذا ما جعل هذا اليوم مختلفاً.. لست برفاهية أن أعد نفسي أني سأتغير هذا العام وأخلف وعدي.. زوجتي التي أقنعها أني أتمتم بأذكار النوم بينما أكون أتمتم بالشهادتين لن تصبح الوحيدة التي في رقبتي.. هناك أخرى ستأتي.. كيف بوالدها أن يكون موسوسا.. كيف سيربيها.. لعل هذا العام مختلفا.. لعلي هذا العام أستطيع.. هذا ما أخبر نفسي به.
لكن ما يشغل بالي الآن هي تلك المسائل العالقة loose ends كما يسمونها.. فتوى الصيام التي أرسلتها لكم مقرونة بفتوى السؤال عن وسواس الكفر هي إحدى الـ loose ends .. هل هذامن الاجترار الوسواسي.. أني قد علقت رغبتي في الشفاء برد على سؤال؟ ربما هذا صحيح. ولكني أعلم أني سأرتاح لو علمت الإجابة وأن صيامي صحيح.. أتدرون لماذا؟ لأني مقتنع أن السؤال لا علاقة له بالوسواس وأنه استفتاء طبيعي.. سأظل أبحث عن إجابته حتى يتحول البحث عن إجابته إلى وسواس .. لم أكثر الكلام هكذا من قبل حتى في جلسات العلاج المشافهة لذا أعتذر إذا ضاق صدركم.
أعود إلى مبتغاي الأول والأهم، أنا الآن فعلت ما أفعله كل عام في هذا اليوم، أخذت قرار التغيير.. أخذت قرار الخطوة الأولى حتى لا أحبط بأني لم أصل للشفاء التام حتى.. أنا مصمم على العلاج.. مصمم أن تراني صغيرتي القادمة للحياة رجلا معافى، لذا لي طلب أخشى أن يضيق صدركم به - سأخبركم بما أريد وبما سأحاول فعله وأطلب منكم التوجيه والإرشاد:
١- أن سآخذ ولو شهرا على الأقل لا أتهم نفسي بالكفر مهما حدث، حتى لو أرعبتني فكرة أني ربما أموت على حالتي تلك.
٢- سأخفف حدة وتيرة باقي الوساوس من الطهارة والصيام...إلخ وإن استطعت أن أعاملها كمعاملتي للكفر فسأفعل
٣- أحد الأطباء قد وصف لي Faverin 100 mg نصف قرص /١٢ ساعة كبداية رغم إخباري له أني أحتاج لـ Augmentation ولكني أرفض أن يحدث هذا بعلاج Antipsychotic خاصة وأني أتناول الدواء بدون علم زوجتي الصيدلانية.. فلو حدث واكتشفت فإن رؤيتها لعلاج OCD أهون كثيرا من رؤيتها لعلاج Psychosis لذا قررت أن أكف عن الوسوسة في أن جرعات العلاج غير مناسبة وأن أبحث عن الأكثر وسوف ألتزم بجرعاته وما يقوله لي
٤- أريد منكم طريقة للـ Cognitive Therapy يمكنني ممارستها بمفردي لا حاجة لها لطبيب أو مركز متخصص نظرا لظروفي الشخصية وظروف عملي
٥- أعلم أنكم ستضحكون على هذه النقطة، ولكني صدقا أريد ردا على فتوى الصيام التي أرسلتها منذ أيام من د. رفيف الصباغ حتى أطمئن بأن الـ Loose Ends الخاصة بالسنة الماضية قد أغلقت ولو بشكل مبدئي
أعتذر عن الإطالة، وتحياتي لكم جميعا ولطبيبي د. وائل الذي لا زلت أذكره بالخير وإن لم يذكرني.
وكل عام وأنتم بخير
11/7/2022
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أذكرك طبعا ولا أنسى مدرج مخاوفك الذي أعتبره مثالا سادر التوغل في التعمق الديني مخافة الوقوع في الذنب أو الكفر..إلخ. أذكر طالب سنة الطب النهائية ذلك الكمالي مفرط التورع/التعمق، وأسجل إعجابي بكثير من صفاتك وأسفي على بقائك في فخاخ الوسواس حتى الآن... وبالطبع لم أكن أعرف أنك صاحب هذه الاستشارة إلا عندما أخبرتني أو ذكرتني الآن.
ردا على استفسارتك وطلباتك أقول:
1- سآخذ ولو شهرا على الأقل لا أتهم نفسي بالكفر مهما حدث، حتى لو أرعبتني فكرة أني ربما أموت على حالتي، ... لا داعي لوضع أي مدى زمني لأنك لا ولم ولن تكفر ببساطة لأنك وسوست بالكفر ... وهذا يعطيك من الكفر حتى تبرأ من قابليتك للوسوسة وهذا كما تعرف غير متحقق يعني هذه الرخصة كغيرها من رخص الموسوسين مفتوحة ودائمة.
2- سأخفف حدة وتيرة باقي الوساوس من الطهارة والصيام...إلخ وإن استطعت أن أعاملها كمعاملتي للكفر فسأفعل، ... ومن أين جئت بأن للوساوس الأخرى حكما مختلفا يا "محمد"؟ بينما ما وصلنا إليه هو أن الوسوسة تسقط التكليف في موضوعها سواء كان الكفر أو غيره... أرجو أن تطبق ما اتفقنا عليه قديما فيما يتعلق بموضوع الطهارة والمطلوب منك هو العمل بسنية إزالة النجاسة للموسوس في المذهب المالكي وهي معلومة لم أكن أعرفها حتى ما بعد آخر لقاء لنا ربما بسنة أو أكثر ... يعني افعل أقل القليل لتنظف موضع خروج النجاسة سريعا بالماء ولا تنشغل بغير ذلك فأنت لا تتنجس ولا تنقل أي نجاسة، واتبع مبدأ التطنيش وممنوع التفتيش.
3- بالنسبة لتدعيم عقار الفلوفوكسامين من غير مضادات الذهان فأمامك استخدام جرعة صغيرة من كلوميبرامين (أنافرانيل) مثلا 25 مجم... والحقيقة أن التدعيم الذي أنت بحاجة له يجب أن يكون علاجا سلوكيا معرفيا لأنه سيفيدك أكثر من التدعيم بمضادات الذهان... ولسنا نوافقك على إخفاء الأمر عن زوجتك... ببساطة لأن سلوكك اليومي سيفضحك ولا أظنها تعجز عن البحث على الإنترنت فإذا سألتهم زوجي يكرر أو يطيل الوضوء أو الصلاة فسيقولون لها وسواس قهري.
4- نقوم الآن على إعداد مقال أو أكثر للع.س.م CBT المطلوب في حالات و.ذ.ت.ق سنعرضه قريبا على الموقع، لكنك من الآن تستطيع البحث بالإنجليزية عن Scrupolosity وستعرف الكثير مما ستجد وأنت طبعا طبيب متميز ولغتك قوية.
5- قريبا سترد عليك دكتورة رفيف إن شاء الله وليس شر البلية ما يضحك، ولكن النهايات الفضفاضة Loose Ends لكثير من الأسئلة ستبقى هي الواقع مع الأسف.. لأن هذا حال بشري طبيعي وفقط تحتاج أن ترضى وتتعلم الحياة مع الشك واعلم أن النهايات الحادة بالنسبة للشخص الطبعي يمكن جدا أن تكون نهايات فضفاضة بالنسبة لك بسبب مشكلة شعور اللا اكتمال وربما إ.ل.ص.ت بما يجعلك عاجز عن الاقتناع بما هو مقنع للجميع ... فأنت تبحث عن سراب.
حالتك أسميها الآن وسواس الذنب التعمق القهري و.ذ.ت.ق.. وأنصحك أن تواصل علاجك ولو عبر الإنترنت يا "محمد" وبهذا أكون أقمت عليك الحجة يا بطل وأعدك إن قرأت مقالتي علاج الكمالية السريرية ووجدت نفسك مستعدا بالفعل للعمل وألزمت نفسك بالتريض 30 دقيقة أسبوعيا، أعدك أن تتحسن أسرع كثيرا مما كنت تتوقع.
اقرأ على مجانين:
هل هذي وسوسة؟ هل هذا وسواس؟ و.ذ.ت.ق!
وسواس الذنب التعمق القهري : و.ذ.ت.ق النموذج
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل (1-م3)
وسواس ذنب تعمق قهري و.ذ.ت.ق واكتئاب
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: وساوس الصيام : التطور الطبيعي يا محمد ! م6