مشكلة نفسية
مرحباً عمري 21 عام علاقتي بأسرتي ليست قوية كفايه فهم لا يؤمنون بالمشاكل النفسية ولا يمكنني الحديث معهم عن مشاكلي وعلاقتي بأخوتي ليست جيدة كفاية فأنا فتاة بين ولدين، وعندما كنت في الابتدائية كنت أتعرض دائماً للتنمر من صديقاتي وأهلي لأنني أرتدي نظارات طبية ولأنني لا أستطيع الحديث أمام المدرسين بالمدرسة وكنت أشعر بعدم الحب والأمان دائما
ليس لدي صديقات كثيرات وعندما كنت بالمرحلة الإعدادية تعرضت للعديد من المشاكل مع صديقاتي مما أدى لكسر ثقتي بهم وعندما وصلت للثانوية حدثت مشاكل أسرية بالمنزل أدت لدخولي في اكتئاب ورغبة في الانتحار ولكني لم أجرب أن أنتحر فقط كنت أصنع جروح بجسدي كلما شعرت بالحزن لأنني أشعر أن الجروح الجسدية ستخفف من ألمي النفسي كنت دائما أفكر بالموت وكنت انطوائية جدا ولا أتحدث مع أحد وكان أهلي غير مهتمين لهذا الأمر ولم أستطع تكوين علاقات مع أى أحد في المدرسة الثانوية
وفي سن الثامنة عشر تعرضت لضغوط من الأهل بسبب الثانوية العامة وأيضاً تعرضت للتحرش الجسدي من أحد إخوتي لعدة مرات ولم أستطع أخبار أحد بذلك ولكنه توقف عند المرة الرابعه لأنني أصبحت لا أتعامل معه وأبتعد عنه كثيراً وإلي أن دخلت الجامعة لم يخف الاكتئاب الذي كنت أعاني منه في بداية الثانوية وفي عامي ال20 خفت حدة الاكتئاب وأصبحت أمر بفترات حزن فقط ما بين مرة لمرتين شهرياً وخلالهم أنعزل عن الجميع أهلي وأقاربي وأفضل الجلوس على الهاتف وأصبحت أخاف من الخروج من المنزل والتعامل مع الناس أصبحت أفضل جلوسي في غرفتي ولا أستطيع التواصل والتعامل مع أحد غريب عني وإذا تعاملت أشعر بالتوتر والخوف وأحياناً أتلعثم في الجمل والكلمات
وأصبحت مزاجية جدا وتتغير نفسيتي في اليوم كثيراً بين حزن وفرح وعندما يكون الحزن شديد أشعر باضطرابات/رعشات جسدية غريبة وتستمر معي لمدة دقيقة أو اثنين ثم ترحل أعاني من هذه الرعشات منذ عامين وأيضاً أعاني من الأرق والتفكير الزائد وصعوبة النوم دائماً حتي إني أخذت نايت كالم ربع ولكن دون استشارة طبية وكان مفعوله ليس قوي معي فهو لم يساعدني على النوم كثيراً بالإضافة للصداع النصفي والخمول وفقدان الشغف في القيام بأي شيء, أعاني من الأنيميا وفقدان الشهية ومشاكل بالجهاز الهضمي
أشعر دائما أنني بحاجة للحب والاهتمام وأيضاً أشعر أني غير كفاية ودائماً أجلد ذاتي وأعاقبها بالحرمان من أشياء أحبها ودائماً ألوم نفسي إذا ابتعد أحد عني، لم أتعافي من مشكله جرح جسدي كلما شعرت بحزن شديد في هذا الشيء يشعرني بالراحة وأيضاً قمت بالبحث منذ مدة عن تقلباتي المزاجية وبعض الأعراض ووجدت أنها تتشابه إلى حد ما مع الاضطراب الاكتئابي MDD
أتمني أن أعلم إذا كنت أعاني منه أم لا؟
وإذا كان يتوجب علي أخذ أدوية علاجية بالإضافة لجلسات أم لا!!
5/9/2022
رد المستشار
صديقتي
كثيرا ما يخطئ الناس والمتخصصون في تقييم مسألة الاكتئاب... الاكتئاب مرض عقلي يسببه خلل في كيمائيات المخ ولتأكيد تشخيصه يجب حدوث على الأقل خمسة من ثمانية أعراض تستمر لمدة أسبوعين متواصلين وبلا سبب وبلا ضغوط... أمور الحياة جيدة من حيث العمل والأسرة والعلاقات والمال ثم فجأة تظهر خمسة أعراض للاكتئاب لمدة أسبوعين متواصلين مثل اضطرابات الأكل، اضطرابات النوم، عصبية زائدة، أفكار سوداوية متشائمة عن المستقبل، أفكار انتحارية، خمول، زيادة أو نقص كبير في الوزن، عدم الاستمتاع بالأشياء التي هي عادة ممتعة للشخص، الحزن، الانعزال، إحساس بالذنب... مرة أخرى، يجب أن تحدث هذه الأعراض بلا سبب أو ضعوط حتى يمكننا أن نسمي الحالة اكتئاب حقيقة.
أغلب الناس تظهر عليهم أعراض الاكتئاب من حين لآخر بسبب على الأقل واحد من العوامل الآتية:
1. غضب نحو من لا يجب أن نغضب منهم (الأب، الأم، العائلة، الله)
2. طاقة إبداعية لا تستخدم
3. علاقة إنسانية فاشلة ننكر فشلها ونحاول إقناع أنفسنا بأنها ما زالت جيدة
4. قرارات معلقة أو لا نتخذها ونعمل على تنفيذها مع أنها لازمة
قد تسبب هذه العوامل اكتئابا حقيقيا (خلل كيميائي في كيمائيات المخ) على المدى الطويل لأن الإحساس يصبح عادة ويؤثر على الجسد كله.
أغلب الظن أنك تعانين من النوع الثاني الذي يعاني منه أغلب الناس من حين لآخر ولكنك مكثت فيه طويلا لدرجة أنك لا تفكرين بطريقة تنقذك من هذا.
لا أعتقد أن هناك طفلا لم يتعرض لنوع من التنمر بشكل ما في وقت ما.. كلنا تعرضنا للسخرية (نوع بسيط من التنمر) من زملائنا وأقربائنا.. الخطأ هنا أن نأخذ من السخرية معان كبيرة ونعممها على باقي شخصنا مثل أن تشعري بأنك مكروهة أو غير ذات قيمة أو قبيحة أو مثيرة للسخرية لمجرد أن زملائك سخروا منك لارتداء نظارة طبية أو تقويم للأسنان.
تجلدين ذاتك وتعاقبينها بالحرمان... من هي أنت ومن هي ذاتك التي تعاقبينها؟ من المذنب ومن القاضي والجلاد؟ أليسا نفس الشخص؟ ما هي الجريمة؟
أغلب الظن أنك تحدثين جروحا في جسدك بسبب غضبك نحو أهلك (ربما أمك بالذات) وإحساسك بالذنب من هذا الغضب.
تقولين: "أشعر دائما أنني بحاجة للحب والاهتمام وأيضاً أشعر أني غير كفاية ودائماً أجلد ذاتي وأعاقبها بالحرمان"
هذا ما يقوله أغلب الناس عندما تغيب عنهم حقيقة واضحة: رأيك في نفسك هو ما يحدد كيف يعاملك الآخرون... إن لم تهتمي بنفسك وتحبي نفسك وأنت أقرب إلى نفسك من أي شخص آخر، فكيف يحبك ويهتم بك أي شخص آخر؟؟ إن لم تهتمي بنفسك وتحبيها فكيف سوف تفهمين الحب وتستقبلينه وكيف سوف تعطينه للآخرين؟ ... وكأنك تقولين: أريد أن يحبني أحدهم ويهتم بي حتى أبدأ في أن أعطي نفسي الإذن في أن أبدأ في التفكير في مسألة أن أحب نفسي وأهتم بها... ليس هذا إلا تأجيل وهروب من فكرة أن الإنسان مسؤول عن كل ما يحدث في حياته بشكل أو بآخر ومسؤول أيضا عن ما الذي يفعله بأفكاره وأحاسيسه.
"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" (سورة الإسراء آية 36)
"ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" (سورة النساء آية 79).
ليس هناك ما يمنعك من أن تبدئي حياة جديدة... أن تكوني سعيدة بلا سبب واضح مثلما أنت حزينة بدون سبب واضح أو محدد... ليس هناك ما يمنعك من أي شيء سوى أفكارك التي هي من صنعك أو تأويلاتك... ما هي مواصفات الشخصية التي تريدينها لنفسك؟ ما هي أبسط وأسهل الخطوات التي يمكنك اتخاذها نحو بناء تلك الشخصية؟ ما هي مواصفات الأصدقاء الذين تريدينهم في حياتك؟ ما الذي تريدين تحقيقه في حياتك؟ ما هي مواصفات شريك الحياة المثالي بالنسبة إليك؟ ما هي هواياته واهتماماته ومبادئه؟ أسوف تشاركينه في هذه الأشياء أم تريدين الحب وأنت تصدرين الكراهية؟ هل يمكنك أن تحبي من يكره نفسه؟ هل يمكنك الحصول على الحب ممن يكره نفسه؟ .. ما هو عكس الانطوائية؟ ما الذي يجعل هذا ممكنا؟ ما الذي يمنعك من أن تتعرفي بأناس جدد وتكوين صداقات؟ ما الذي يمنعك من التعامل مع الآخرين؟ ما الذي تخافين منه؟ مع إجابة كل سؤال من هذه الأسئلة سوف ترسمين خطة واضحة لحياة جديدة.. يجب كتابة هذه الأسئلة وإجاباتها بخط اليد.
قد تحتاجين إلى مراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور ووضع خطة لحياة جديدة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب