السلام عليكم..
الملاك اللي كان بيقول هايضيع لو ضعت منه، اللي كان بيقول هايموت لو غبت عنه، اللي قال حبي قدر مكتوب عليه، اللي قال وأنا في خطر هيحس بيا، اللي قال نفسه الزمن يرجع شوية ويبقي ليا من الأول، اللي قال بعدي بيحس بغربة وفراقنا مستحيل، جاي بيقولي بعد سنة ونصف أنا مش معاك.
فين راح الحب والشوق وأيام زمان؟
إزاي كل ده يتنسي من غير سبب؟
19/10/2022
رد المستشار
صديقنا الكريم.. لم تذكر لنا أي بيانات خاصة بك، لا الاسم ولا السن ولا البلد... واكتفيت بترك بريد إلكتروني نتشكك حتى في أنه صحيح.. مشكلتك كانت سببا في حيرتنا، حيث إنك أثرت لدينا تساؤلات كثيرة حول شخصيتك وحول نص مشكلتك.
هل أنت شخص لديه مشكلة حقيقة، أم أنك فقط تريد التسلية، أم أنها لا هذه ولا تلك بل هي فقط مجرد خواطر مراهق.. وكلمات مشكلتك القليلة المسجوعة هل هي كلمات أغنية شبابية حديثة أم كلمات شعر أم أنك أنت صاحب هذه الكلمات، عموما إن كنت أنت من كتب هذه الكلمات فأنت تتمتع بموهبة حقيقية حاول أن تنميها.
الأخ الكريم على الرغم من كل شيء فإننا لم نعتد أن نرد أي شخص يطلب المساعدة، وأخذنا مشكلتك على محمل الجد وقامت د. فيروز عمر .. مستشارة الصفحة بالرد عليك، فتقول:
من الواضح أنك تمر بصدمة عاطفية مؤلمة وهذه هي زفرات الألم تتصاعد من كل حرف في كلماتك.
كنت أريد أن أتوقف قليلا عند كلمة "من غير سبب" لأقول لك لا بد أن هناك سببا، فقد يكون السبب هو أن حبها لك لم يكن حقيقيا، وقد يكون السبب هو أنها اكتشفت أنك لست الشخص الذي تتمناه، وقد يكون السبب لا هذا و ذاك، وإنما ربما اكتشفت أن الظروف لا تسمح بأن يتحول هذا الحب للمسار الشرعي وهو الزواج ففضلت أن تفكر بعقلها لا بمشاعرها وتحسم أمرها.... على أي حال أنا لن أتوقف كثيرا عند هذا السؤال وهو "ما السبب؟"، وإنما سأتوقف عند النقطة الأهم، وهي: ماذا بعد؟ ماذا بعد الفراق؟ هل الحياة ستتوقف أم ستستمر؟
رد الفعل الذي رأيته في هذه الصدمات هو واحد من ثلاثة:
* إما الانهيار والاستسلام والضعف، وبداية سلسلة من الفشل لا نهاية لها، حزنا على فراق الأحبة حتى إنني أعرف شابا رسب في دراسته 6 سنوات، وهجر الحياة عندما هجرته حبيبته.
* وإما ألا يحرم نفسه من الاستمتاع بالحب دون أن يقع فريسة لفتاة محددة، وهذا النوع يبدأ كل فترة علاقة جديدة مع فتاة جديدة، حتى إنه أحيانا تكون لديه علاقتان أو أكثر في الوقت نفسه.
وكلا السلوكين السابقين لهما تأثير مدمر على الحاضر والمستقبل.
* أما رد الفعل الثالث - وأحسب أنه الأفضل - فهو طي الصفحة تماما، والاستعانة بالله سبحانه وتعالى لمعاودة أنشطة الحياة، والأهداف والأحلام، والدراسة والعمل، والأصدقاء والصحبة الصالحة، وعمل الخير واستثمار الوقت في الهويات الممتعة والأعمال المفيدة.
وإلى جانب هذا يجب عدم التورط في علاقة جديدة في الوقت الحالي، وإنما عندما يأتي الوقت المناسب والشخصية المناسبة تبدأ علاقة جديدة نحو مسار الزواج.
الأخ الكريم.. ستمر الأزمة بسلام، ولكن مع شيء من القوة والصبر وحسن الصلة بالله، وستتذكر هذه المحنة بعد زمن طويل، وتضحك كثيرا، وتتذكر قوله تعالى: "وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" (البقرة/216).