البداية كانت منذ سنتين ونصف عندما اتصل بنا حتى يطمئن علينا، وكانت بيني وبين عائلته صداقة عميقة جدا استمرت سنين طويلة، لكن للأسف العائلتان بعدتا، وبعد حوالي 10 سنوات عائلتي حاولت ترجع الود من جديد، وسافرت لهم بلدهم الذي هو أصلا بلدنا الأصلي، وسألت عليهم وكانت الزيارة جامدة جدا، ورحبوا بها بكل حب، ومن يومها هو يتصل يطمئن علينا، وفي يوم رددت أنا عليه، وكانت أول مرة أكلمه منذ أن كان عمري سنتين، تكلمنا ومن يومها حتى الآن "مبطلش" يتصل.
أحببنا بعضنا أجمل قصة حب يمكن أن يعرفها بشر، ولما فاتح أهله قامت المصيبة فقالوا إن عائلتي لا تشرفهم، وإن لي أخا في السجن (أخ غير شقيق)، كلمني وعاتبني أني لم أذكر له هذا، ودافعت عن نفسي بأنهم كانوا يعرفون من قديم الزمان، وأن علاقتنا بهذا الأخ مقطوعة منذ زمن، وبعدنا فترة، لكننا لم نتحمل، ورجعنا ثانية رجعنا أقوى من الأول، وبحب أعنف، وقررنا أن نتحدى الواقع ونحاول حل المشاكل مع أهله، وطبعا أنتم تقدرون أن تتخيلوا الصدمة التي أحلت بي من رفض أهله.
المهم منذ سنتين ونحن نحاول الحل وهم رافضون، وأيضا أضافوا بأنهم قالوا إن جدة أبي كانت سمعتها "مش كويسة" ولها علاقات مشبوهة مع أفراد من نفس العائلة التي كانت قد صاحبتنا في يوم من الأيام، وكانت أعز صداقة.
هو تحمل وحاول أن يقنعهم بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا أحد يحاسب على أهله السابقين.. هل تعرفون ماذا قالوا؟ لقد قالوا إنهم موافقون وأنهم قادمون حتى يخطبوني.
هو في السعودية ولم يأتِ معهم وجاءوا هم في ظروف صعبة حيث كان أبي يقوم بعملية خطيرة واحتمالات نجاحها كانت قليلة... أعصابنا كانت مشدودة جاءوا زارونا في المستشفى ولم يتكلموا في الخطوبة، ستقولون: من حقهم.. لا لقد رجعوا لحبيبي وشوهوا صورتنا قدامه، وقالوا له: إن أمي كانت تضع مكياجا، وهذا لم يحدث أبدا، وإن أختي "كانت قاعدة بطريقة غير مضبوطة"، وهذا والله أيضا لم يحدث أبدا، وأفسدوا الموضوع.
واليوم أنا وحبيبي نتعذب عذابا فظيعا ونكتوي بالنار، ولسنا قادرين على البعد، ولا الزواج، وهو غير قادر يترك أهله ويغضب ربنا.
ما الحل؟!! وكل كلامهم يؤكد أن موافقتهم مستحيلة. والغريب أن إخوته كانوا موضحين أنهم يقفون معه، لكن الحقيقة أنهم كانوا أمامه بوجه وأمام أهلهم بوجه ثانٍ تماما، وهو لأنه بعيد كان يفوضهم هم حتى يقنعوا أهله؛ لأن التليفون لا يكفي، لكن من الواضح أن أهله وإخوته كانوا يتفقون علينا كيف يبعدونا.
والآن أرجوكم ساعدوني... أنا لا أقدر أن أبعد عنه، وهو أيضا، وزواجنا أصبح مستحيلا، إذن ما الحل؟!! إن حياتي أصبحت جحيما.. نحن لم نجرم، نحن نريد حلالا، لماذا الظلم؟؟!! انصحوني، وادعوا لنا أن نتزوج، والسلام عليكم.
22/2/2023
رد المستشار
بنيتي الكريمة..
بداية نعتذر لتأخرنا في الرد عليك، حيث حدث هذا لأسباب خارجة عن إرادتنا، فأرجو أن تتقبلي عذرنا وألا تغضبي منا.
سطور رسالتك جعلتني أقول:
آه هذا هو الحب ومذاقه الرائع، هذا هو الحب الذي يطير بأصحابه من فوق الأرض ويحلق بهم فوق السحاب، ولكن هل لي أن أطمئنك بداية على أن هذا الحلم الجميل لم يمنع الكثيرين غيرك على مر العصور المختلفة من أن يتعايشوا مع أزمة فقد الحب، وأن يتخطوا هذه الأزمة، ثم يقبلوا على الحياة آملين أن يعوضهم الله تعالى بحب آخر أكثر نضجا وجمالا، ومن هؤلاء أخت لك سأرد عليها فور الانتهاء من ردي عليك.
هذه الأخت بدأت قصتها برسم صورة رائعة لحب ظل ينمو سنوات وسنوات منذ الطفولة، ثم وصفت الألم الذي شعرت به مع نهاية قصة الحب هذه، أما نهاية الرسالة فكانت تساؤل عن إمكانية زواجها من شخص آخر تقدم إليها وبينهما قبول، مما يدل على أن مسام قلبها قد بدأت تتفتح استعدادا لاستقبال حب جديد، المهم أنني أردت من هذه المقدمة أن أؤهلك لإمكانية فقد الحب الذي تتعلقين به، على أن ترتبي أمورك وتعدي نفسك لكيفية التعامل مع هذه الأزمة، وأرجو ألا تعتبري كلماتي نوعا من استشراف الغيب، فالغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه، ولكن الله عز وجل خلقنا أمة وسطا حتى في الحب فكان من أقوال حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما"، و"قوله عليه الصلاة والسلام: قال لي جبريل عليه السلام: أحبب من شئت فإنك مفارقه...".
والمهم أننا بداية لا بد أن نتحدث عن الاحتمالات والعوامل التي سوف تحدد أموركما المستقبلية سويا، وأهم هذه العوامل هو موقف خطيبك من أهله ومحاولاتهم المستمرة تشويه صورتك عنده، وكذلك قوة شخصيته وقدرته على أن يثابر حتى ينتزع الموافقة منهم أو على الأقل من معظمهم، وهذا الأمر سيتطلب منه الكثير من الحنكة والقدرة على المحاورة، فهل هو راغب في هذا وعازم عليه؟ إذا كان الأمر كذلك فعليه أن يبدأ من الآن في وضع إستراتيجيات التعامل مع هذا الأمر، وليستعمل في هذا كل الوسائل الممكنة والمتاحة، على أن يبدأ بالأسهل في الإقناع والأكثر تأثيرا في محيط الأسرة، وعليه أيضا أن يتخير المداخل المناسبة لكل فرد من أفراد الأسرة، ويمكنه أيضا الاستعانة بالشخصيات المؤثرة من الأسرة أو من الأصدقاء.
المهم أن هذا الأمر مرتبط بحركته هو ورغبته في إتمام الزواج بك سواء وافق الأهل أو رفضوا، وعموما قد تنجح مساعيه ويفلح في الحصول على موافقة الأهل، وقد تفشل هذه المساعي، وعندها لن يكون أمامكما إلا خياران، الخيار الأول أن يتم الزواج بدون موافقتهم، على أن يستمر في ودهم وبرهم وبذل كل المحاولات لاسترضائهم قبل وبعد الزواج حتى يفتح الله بينه وبينهم، وعليك هنا دور كبير في أن تدعمي تواصله مع أهله، وألا يدفعك رفضهم لك للانتقام منهم بإبعاد ابنهم عنهم، أما الخيار الآخر فهو أن يستسلم لهم وأن يتنازل عن حقه في الاختيار وأن يسلم لهم قياد أموره؛ ليسيروا له مركب حياته كيفما شاءوا، وساعتها لن يكون أمامك إلا أن تستسلمي للأمر الواقع، وأن تبذلي كل جهد لرأب جراح قلبك ويعينك في هذا أن تستعيني باستشارتي الوسادة الخالية.. ولوعة الفقدان التي شرحت فيها برنامجا عمليا للتعامل مع أزمة فقدان الحبيب.
بنيتي الحبيبة، كوني دوما مع الله تعالى، اسأليه أن ييسر لك الخير حيث كان، وتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: البنات والحب.. أحبب حبيبك هونا ما م