الوسواس القهري بيوقف حياتي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.. أول حاجة أنا مش عارفة أبتدي منين بس ترددت كتير في كتابة وأبعت ومرحتش لدكتور نفساني لغاية دلوقتي لأن الوسواس الأول كان مختلف ولما وصلت للي أنا فيه دلوقتي قاومت كتير وحاولت بسب رد أهلي كانوا رافضين ذهابي للدكتور شايفين ممكن أتخلص لوحدي
الوسواس ابتدى بموضوع التكرار مكنتش أعرف هل دا وسواس لأنه من كام سنة وهو أني كنت لازم أشرب المياه كذا مرة لأني بتجيلي أفكار تجبرني على كدا يعني مثلا لو شربت أشرب تاني عشان جت فكرة في دماغي ولو معملتش هتضايق بعد كدا دخلت أني لو دوست على المكان الفلاني ومسكت حاجة وعملت حاجة ولازم أعدل الريموت لأن كده مينفعش وأجبرت كتير لو مكررتش ومعملتش أخاف وأقلق وأتضايق دا فضلت كتير ومكنتش أعرف لغاية ما عرفت ومن سنة جالي وسواس الموت ومكنتش أعرف إن دا وسواس كنت خايفة وقلقانة ودايما حاسة أني هموت وتعبت ورحت للدكتور وكنت عندي نقص حديد وفيتامينات وكده وخفت من الوسواس بس لسه بردو نقص الحديد موجود بعد كده اشتد عندي وسواس الكفر وبقول اشتد عشان هشرح وسواس الكفر هو ابتدأ من امتى مش فاكرة بس فاكرة حاجة أني ماما كانت طالعة العمرة والمفروض أني كنت هطلع معاها بس محصلش نصيب عشان التكلفة كانت كبيرة وكده المهم بعد فترة بقى يجليي فكرة أني مش مقبولة ومش هسافر أعمل عمرة وبقيت أخاف أفكر أنى أروح بقيت مرعوبة وبتجيلي أفكار محرمة وكده ومش عارفة أقول الأفكار
وابتدى يجيي سب بس مش كتير يغيب ويجي أنا حتى مش فاكرة أول مرة جه في السب كان بيجي السب مرة كل فين وفين وكنت بخاف ومش بتكلم ومش فاكرة كنت بخاف ولا لأ أصل أنا خايفة لما جالى الوسواس أول مرة أكون ماكنتش خايفة وأكون نطقته لأني مش فاكرة خالص أول مرة جالي فيها السب ومرة سمعت دكتور على التليفزيون إن عندي وسواس قهري دا مرض والسب دا مرض وفضلت متعايشة مع الموضوع لحد مازاد بقالي فترة كده بعد ما خفت من وسواس الموت على العلم أن وسواس الموت لما جالي كان وسواس السب مازال موجود عندي مكنش شديد أوي.. وسواس السب ازاد وبقى غريب هو اللحظة اللي انهرت فيها هي اللحظة
الأول هقول أنى من الناس اللي بتعشق قراءة الروايات بالإضافة لتخيل روايات في دماغي دائمة التخيل ومن زمان مش فاكرة من متى بحب الموضوع دا فمرة من فترة بسيطة جدا هي بتخيل عادي زي ما بتخيل جالي وسواس فاستغربت لأن عادتي إن لما كان بيجيلي السب أستغفر وأنسى الفكرة وخلاص وهي كانت بتروح بس من فترة قريبة بعد ما خفيت من وسواس الموت ازاد وسواس السب معرفش ليه بس بردو مكنش شديد زي دلوقتي
حصل في لحظة أني بدل ما أقول أستغفر الله قولت السب اللي جه في بالي أثناء الخيال اللي كنت بتخيله فلأني كنت بتخيل والسب جه فاستغفرت بصوت واطي حسيت أني نطقت السب لأني كنت بتخيل واستغفرت بصوت واطي فشكيت لأني السب كمان اللي جه في دماغي مكنش سب عادي دا كان كنت بتخيل عادي وراح جالي صوت ووسواس مش عارفة بيقول متتخيلش اللي في خيال معين في دماغي (مع العلم أن كان بيجيلي أنواع كتير في الخيال يعني كدا خيال) فالوسواس اللي جه في دماغي هو متتخيلش الخيال يعني كنت بتخيل فدماغي راح جه في دماغى اللي متفكريش في الخيال عشان (طبعا مش هقدر أقول) فراح جه السب اللي (طبعا مش هقدر أقوله) كان المفروض اعرف انه معرفش يتأكد من الخوف دخلت أدور على حكم سب وعرفت حديث من سب النبي يقتل ظاهرا وباطنا .. أنا مفهمتش يعني إيه باطنا .. فأنا خفت لأني فكرت إن السب اللي في نفسي مقصود لأني كنت متعمدة وكنت قرأت هنا أن حديث النفس معفوعنه حتى اللي بنتكلم واحنا قاصدين في نفسنا حتى السب المقصود والمتعمد في نفسنا معفوعنه بس قريت كتير على النت إن حديث النفس المتعمد مش معفو عنه والمشكلة أن أثناء مناقشتي للوسواس بحاول أثبت للوسواس أني بريئة بتجيي أفكار السب وألفاظ السب في دماغي وبنطقها لأني بعقد أفتكر أنا قولت إيه وكنت أقصد إيه في السب بيجي في دماغي وساعات بقوله بيجيلي وسواس بيقول أنا لو كلت الأكل ده أبقى رضيت بالسب كنت بعتذر بتف الأكل من بوقي لما بيجلي الوسواس بالإضافة إني دخلت في الكفرجنسي هل ممكن يكون الكفرجنسي مرتبط بالأكل مش أنى أتف الأكل بس الأول كنت بتف الأكل عشان بيجي السب دلوقتي بيجي أفكار كفرجنسية مرتبطة بالأكل نفسه أفكار ما بقدر أقولها وبتف الأكل وبخاف من الأكل بسبب الأفكار الكفرجنسية المرتبطة بالأكل مش بتف
والشرب وكل التصرفات والحركة بتجي أفكار كفرجنسية مش عارفة أتجاهلها لأنها مرتبطة بأفعال دا غير بتجيلي فكرة أني لو عملت اللي يرضي الوسواس أبقى بغضب ربنا لأني الوسواس شيطان وأنا مش عاوزة أعمل اللي يرضى الوسواس أنا بعمل كدا عشان بيجيلي وسواس سب وشتائم وأنى لو معملتش كدا هيجيلي سب وبيجي سب ولو حاولت أقنع نفسي أني ماليش علاقة بالسب وأني لوقت كدا حتى لو الوسواس جه ماليش علاقة بيه ألاقى وأنا بقنع نفسي أن السب جه فأضطر أتخض وأخاف أنا حتى وأنا بكتب لكوا خايفة وحاسه أني بعمل حرام وجايلي وسواس بيقولي لو كتبت كدا هيجيلي سب وبيجيلي سب وكدا أبقى أنا اللي جبته مش عارفة أعمل إيه ولما أعوز أفتكر حاجة غير الوسواس اللي السب جاي بردو دلوقتي السب حساه لازق في رأسي أنا مش عارفة أعمل إيه خايفة أنطق به دا غير الأفكار الكفرجنسية بقولها في نفسي وبفتكرها بحاول أطمن أنها مش مني ألاقي نفسي قولتها وأفتكرتها كل في النفس المشكلة أن شكيت أن نطقت حاجة من الأفكار الكفرجنسية ومن خوفي قعدت أفتكر الفكرة الكفرجنسية افتكرتها كتير لغاية ما جه في بالي أن أنطق أول حرف من الأفكار الكفرجنسية وعملت كده عشان اتأكد اللي نطقته كان الفكرة ولا لأ وبعدين خفت لأن كده نطقت الفكرة الكفرجنسية (ممكن رد على السؤال ده)
1- وسؤال آخر هل لما أعمل ذنب هل الأفكار أنى مش هاممني والسب اللي كأنه مني علشان طبعا كدا مش هاممني كده يعتبر أنه مني وهل هحاسب عليه مقصدش الذنب أقصد السب؟
2 - وسؤال آخر ما المقصود العمل بحديث النفس يعني حديث النفس اللي ببجيلي وسب وكفر وعادة بيكون متعمد يعني مثلا لو فكرت في حاجة وعملتها هل دا كدا حديث نفس؟ لو فكرت أني معملش حاجة وبعد كده فكرت أن أعمل حاجة وبعد كدا معملتش في الحقيقة هل كدا أبقى عملت بحديث النفس لو فكرت في الوسواس وكنت بناقشه وبعد كده قررت أوقف وبعدين كنت بفكر في حاجة وعلامة عشان مرجعش أفكر وأناقش الوسواس تاني عشان بعد قرر أوقف الوسواس بنسى فكنت بدور على حاجة تفكرني ولقيت الحاجة وعملتها هل دا كده رد على حديث النفس يعني عمل على حديث النفس (علما أثناء مناقشتي للوسواس بتذكر السب أحيانا بقوله) فهل كده لما عملت الحاجة اللي تفكرني أني ما أناقش الوسواس كده عمل بحديث النفس وعمل بالسب بردو ممكن شرح المقصود بعدم العمل بحديث النفس
3- سؤال آخر جالي السب في دماغي وصاحبتي كانت بتكلمني وابتسمتلي أنا ابتسمت لها قبل ما أقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وآمنت بالله ورسله رغم إن جالي السب في دماغي وهي بتتبسم وقبل ما تبتسم مش عارفة بس المفروض كنت أقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قبل ما ابتسم لها حرام علي أم لا؟
4 - بالإضافة أنى لما بقرر أتجاهل الوسواس السب والكفر بيجيلي يقول هو أنتي مش همك وكده وساعات بيجيلي ودي مني هو أني مش كدا كدا أنا بعمل الأفكار وحاجة زي كدا نفس المعنى عادي مش مهم أم أعمل حاجة تانية يعني يبقى الوسواس مانعني من حاجة معينة وآجي أعملها ألاقى حاجة جت تقولي و(أنا عشان حاسه أنها مني مش من الوسواس يعني حديث نفس بإرداتي على الرغم من الحديث دا بيجلي كتير ومش ببقى عاوزة بس الحركة دي بتتكرر) تقولي مش أنا كدا كدا سيئة وبعمل الوسواس وهو مني خلاص أعمل الحاجة اللي وسواس بيقولي ما اعملهاش هل ممكن يكون حديث النفس من الوسواس؟ أنا مش بعرف أتجاهل الوسواس
الكفرجنسي لأنه بيجيلي في حركة بعملها وأكلة بأكلها حاجات صعبة أتجاهلها لأن معنى كدا أني عملت بحديث النفس ودا حرام
5- سؤال آخر أنا مش عارفة أبطل حركة تذكر السب وتذكر اللي قولته واللي عملته وأشوف لساني نطق ولا لأ وأجرب أنطق أول حرف من السب والألفاظ الكفرجنسية عشان أتأكد أني نطقتها ولا لأ دا غير أن أثناء أني ما بتذكر وبناقش الوسواس أنه مش مني قالي نفسي قررت السب ونطقته في النفس وتذكرته في النفس بردو، وهل دا كله حرام ولازم أتوب منه ودا ذنب علي؟
6- سؤال آخر أني عند الغضب من الوسواس والغضب عموما بيجيلي سب بطريقة فظيعة والأكيد أنها مني مش من الوسواس لأن واضح جدا أنا اللي بتعصب وبتضايق معنى الغضب من الوسواس أثناء ما بناقش الوسواس وبحاول أثبت لنفسي وللوسواس أن السب مش مني والفكرة الحرام والكفرية مش مني ومن الوسواس يروح جايب السب في دماغي تاني ويفضل يقول السب ويذكرنى بيه ويغطي على حديث النفس اللي عاوزة أقوله وأبرر لنفسي هل كده حرام علي وفي ذنب علي لما بغضب من الوسواس وساعتها السب اللي بيجى بيكون مني مش من الوسواس، دا غير الوسواس ساعات بيخليني أقول كلام حرام أوي للوسواس نفسه أنه مثلا (اللي هو متخلينيش أسب وطبعا مش هقدر أقول عشان حرام) من كتر العصبية وللأسف غير أنه حديث نفس تعبيرات وشيء وحركات جسمي بتدل على الغضب فهل كده حرام عشان ده مش حديث نفس بس دا فيه حركات وتعبيرات مصاحبة لحديث النفس؟
7- سؤال آخر أثناء ما بفتكر الأسئلة وبفتكر وسواسي أفكار السب جت في دماغي والألفاظ لأني عمالة أحاول أفتكر وبفتكر المواقف وازاي عدت والسب اتقال ازاي وكده عشان أحكي لحضراتكم عليه فهل دا حرام وذنب علي ولا لأ؟؟ وحاجة أخيرة الوسواس دلوقتي عمال يفكرني مواقف فيها سب يعني المواقف اللي حكيت لحضراتكم عليها دي وعمال يقول لي مكنتش كده افتكري كويس وممكن اللي فات ده مكنش وسواس وكل شوية يفكرني بالقديم والسب القديم والأفكار القديمة وافتكرت حاجة تانية أفكار الكبر والاستهزاء والاعتراض على الأحكام الدينية والقدر وحاجات غريبة علي أنا مش عاوزة كده دا كل موقف بيعدي علي كله سب طول اليوم على كده في كل حاجة كنت بعملها عادية أفكار سب واعتراضات وكأني مش هاممني هل دا وسواس ولا دا مني وأنا اللي بقيت وحشة
وفي الآخر أحب أقول لحضرتكم شكرا جزيلا على اللي بتقدموه أنا قرأت وفهمت حاجات بس بصراحة أنا مش عارفة هل الإجابة اللي بتقولها لحد بتنفعي ولا لأ عشان كده قررت أكتب لحضراتكم أني حاسه أني غير الناس أتمنى من حضراتكم سرعة الرد فضلا لأني بمر بحالة صعبة جدا وبتألم جدا أتمنى أعرف إجابة تهدئني وشكرا لكم كثيرا ويارت حضراتكم تردوا على أسئلتي كلها وبوضوح بعتذر منكم شكرا جزيلا ممكن بس حضراتكم تقولي لو جت حاجة تقولي لو قولتي كذا هيجى سب وملحقش أتجاهل أصلا وييجي السب وأسمعه فبدل ما كنت هقول الكلمة أرجع فيها عشان سمعت السب وحاسه إن أنا استنيت لغاية لما السب جه
أنا مش عارفة أعمل إيه أرجوكوا تقولوا لي حل
شكرا لحضراتكم شكرا
21/3/2023
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا بنيتي "طفلة" على موقعك، شرفت مجانين
أما سرعة الرد، فكان تأخيري تاريخيًا، ولم يحصل أن تأخرت هكذا من قبل!! وقد رجوت د.وائل ألا يرسل إلي أكثر مما أرسل حتى لا أظلم السائلين بانتظارهم، لكن يبدو لا أمل! فالحق ليس كله عليّ
وأما الإجابة على كل أسئلتك بوضوح، إن قصرت فهذه الحق فيها عليك!! اعذريني، فقد استخدمتِ لهجة مغرقة في العامية، وكتبتها بطريقة غير معهودة وفيها أخطاء في (الإملاء إن صح التعبير) مثل أول جملة قلت فيها: (وترددت كثيرًا في كتابة أو ابعت)، أو التعبير عن كلمة الذي بـ(إلا) مع أن المصريين يكتبونها عادة (إلي)... لا أدري حقًا ما المشكلة! المهم أنني جلست أقرأ وأعيد يومين أو ثلاثة، حتى أفهم...، وأقرأ مقطعًا وأستريح من مشقة الترجمة! وأخيرًا فهمت مجمل الكلام!!
الذي فهمته:
1-تسألين عن حديث النفس ومتى نؤاخذ عليه، والفرق بينه وبين الوسواس
2-عندما تتذكرين الوسواس وهل نطقت أم لا، تستدعين الأفكار بإرادتك لأجل التأكد منها، وربما لفظت حرفًا، فهل أنت مؤاخذة؟
3-إذا حاولت التجاهل وعدم الاكتراث تخشين أن تكوني راضية بالكفر غير آبهة به. وكثيرًا ما تتذكرين الأفكار الوسواسية دون خوف ولا اهتمام، فيقول لك الوسواس أنك راضية بهذه الأفكار
4-السب والوسواس متلازمان مع أعمال عادية لابد منها، مثل الأكل والشرب، فهل يصبح القيام بهذه الأعمال حرامًا لأنك استجلبت السب بإرادتك؟ ولو انتظرت حتى جاء الوسواس ثم تراجعت عن الفعل، هل تؤاخذين لبدئك بالفعل الذي يستجلب الوسواس؟
5-ثم هناك بعض الأسئلة التفصيلية:
-تخشين ألا تكوني خفت عندما جاءك وسواس السب أول مرة، أو أن تكوني نطقت!
-هل فعلت محرمًا، عندما جاءك السب في رأسك، وتأخرت في الاستعاذة بسبب انشغالك بالتبسم لصديقتك؟
-يأتيك غضب بسبب الوسواس فيزيد السب مع تعبيرات جسدية واضحة، هل هو حرام؟
-هل تنفعك إجابات الآخرين؟ لأنك تشعرين نفسك مختلفة
وهذه هي أجوبتي:
1-أما حديث النفس، فأقول لك بداية: إن حديث النفس عند الموسوس فيما يتعلق بموضوع وسواسه، لا يؤاخذ عليه جملة وتفصيلًا، فكل شيء يتعلق بالكفر والسب ونحوها مما يأتيك، لست مؤاخذة عليه....، كل ما يخطر في بالك –وما تفعلينه- تابع للوسواس الذي يسلب الإرادة –وإن ظننتِ أنه لا يسلبها- وإذا نقصت الإرادة أو ذهبت، انتفت المؤاخذة.
أما ما لا يتعلق بموضوع الوسواس، فالموسوس فيه كغيره، وهناك خمس مراتب للأفكار التي تجري في النفس:
أولها: الهاجس: وهو ما يخطر في بالك سريعًا ويذهب في ثانية. مثل أن يخطر في بالك أن تذهبي إلى حفل فيه محرمات، ويزول بسرعة، فهنا هذا الهاجس لا مؤاخذة عليه.
ثانيها: الخاطر: وهو ما يجري في النفس، يعني مدته الزمنية أطول من الهاجس، لكن لم تقرري بجدية هل تذهبين أم لا؟
ثالثها: حديث النفس: وهنا بدأنا ندخل في التفكير الجاد في الموضوع من أجل اتخاذ القرار، حيث تسألين نفسك: هل أذهب أم لا؟
رابعها: الهمّ: طبعًا بعد سؤال النفس والتردد لا بد من ترجيحك أحد الأمرين: إما الذهاب وإما عدمه، وهنا يبدأ القرار الجاد الإرادي.
خامسها: العزم: وهو أقوى من الهم، بحيث لا يبقى بينك وبين الذهاب إلا أن تتحركي في سبيل تحقيق ذلك.
المراتب الثلاثة الأولى (الهاجس، والخاطر، وحديث النفس)، لا حساب عليها، فلا عقاب على الأفكار السيئة، ولا ثواب على الأفكار الحسنة. وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم)). فإذا كان حديث النفس لا مؤاخذة عليه، فإن المرتبتين الأخف منه لا مؤاخذة عليهما أيضًا من باب أولى.
وأما المرتبتين الأخيرتين فعليهما الحساب من مثوبة وعقاب. وفي الحديث الصحيح أيضًا قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)).
فإذا حوسب الإنسان على الهمّ، فهو مؤاخذ على الدرجة التي هي أقوى منه أي العزم. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من همّ بالحسنة إما أن يفعلها بعد ذلك وإما أن يغير رأيه فلا يفعلها؛ فإن فعلها كتبت له عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف، وإن لم يفعلها كتبت له حسنة واحدة. وأما السيئة إن همّ بها ثم غير رأيه فلم يفعلها كتب الله له حسنة كاملة، وإن همّ بها وفعلها كتب الله عليه سيئة واحدة.
أرأيت إلى رحمة الله تعالى كيف يعاملنا!! وأنت تأبين إلا أن تحاسبي نفسك على ما لم يؤاخذك به الله. الوسواس لا إرادة فيه، هو حديث يجري في النفس قهرًا.
2-سؤالك عن قيامك بتذكر الوسواس وهل نطقت أم لا؟ وأنك تستدعين الأفكار بإرادتك لأجل التأكد منها، وربما لفظت حرفًا، فهل أنت مؤاخذة؟ لا طبعًا لست مؤاخذة، لأن استدعاء الأفكار عمل قهري يقوم به كل الموسوسين، ولو كان إراديًا لوجدنا بعض الموسوسين يفعلونه وآخرون لا، ولكن الكل يحاول التذكر والكل يفتش في دواخله ليتأكد، ولا يزيدهم هذا إلا حيرة وشكًا.
3-إذا حاولت التجاهل وعدم الاكتراث تخشين أن تكوني راضية بالكفر غير آبهة به. وكثيرًا ما تتذكرين الأفكار الوسواسية دون خوف ولا اهتمام، فيقول لك الوسواس أنك راضية بهذه الأفكار.
هذا أيضًا مما يحصل مع كل الموسوسين بالكفر (وبالشذوذ، والدياثة وغيرها)، ولا مؤاخذة عليه، ولا يعني رضاهم بالكفر، وتذكري دائمًا: "كل ما يتعلق بالوسواس لا مؤاخذة عليه"
4-السب والوسواس متلازمان مع أعمال عادية لابد منها، مثل الأكل والشرب، فهل يصبح القيام بهذه الأعمال حرامًا لأنك استجلبت السب بإرادتك؟ ولو انتظرت حتى جاء الوسواس ثم تراجعت عن الفعل، هل تؤاخذين لبدئك بالفعل الذي يستجلب الوسواس؟
الوسواس لا إرادي، ويبقى لا إراديًا، سواء اقترن بفعل إرادي معين أم لم يقترن، وما دام لا إراديًا في كل حال فلا مؤاخذة عليه في كل حال. أنت لم تقومي باستدعاء الوسواس إراديًا عند قيامك بالفعل، أنت قمت بفعل ما، والوسواس هجم وحده لا إراديًا عليك. ولا تطالبين لا بترك الفعل، ولا بالتراجع عنه بعد بدئه، بل بمتابعته رغم كل الوساوس.
5-ثم هناك بعض الأسئلة التفصيلية:
-تخشين ألا تكوني خفت عندما جاءك وسواس السب أول مرة، أو أن تكوني نطقت!
يا سلام!! ومن قال أنك مطالبة بالخوف من الوسواس؟! العكس هو الصحيح! جوهر علاج الوسواس ألا تخافي ولا تقلقي عندما يأتيك! وبالنسبة للنطق، حتى لو نطقت لا مشكلة، فالتابع لشيء تابع له في الحكم، والنطق تابع للوسواس قهرًا فلا يؤاخذ الموسوس عليه.
-هل فعلت محرمًا، عندما جاءك السب في رأسك، وتأخرت في الاستعاذة بسبب انشغالك بالتبسم لصديقتك؟
لا لم تفعلي محرمًا، ولا تجب عليك الاستعاذة أصلًا.
-يأتيك غضب بسبب الوسواس فيزيد السب مع تعبيرات جسدية واضحة، هل هو حرام؟
هذا كله يسببه الوسواس، وإذا كان النطق بالكفر عند الموسوس لا يجعله يكفر، فالتعبيرات الجسدية المختلفة لا قيمة لها أيضًا.
-هل تنفعك إجابات الآخرين؟ لأنك تشعرين نفسك مختلفة
نعم تنفعك وبشدة، وتكرار قراءتها يشحذ همتك على التجاهل ويخفف من قلقك... فأكثري من القراءة لو سمحت
أرجو أن أكون أجبتك على تساؤلاتك من خلال أسطري هذا، ومعذرة على التأخير المريع، عافاك الله
ويتبع>>>>: وسواس الكفرية: سخرية الوسواس م