الإخوة المسؤولون عن الموقع: أحب أن أحييكم أولاً على موقعكم الجميل والمفيد جدًا. مشكلتي والتي تؤرق عليّ حياتي هي غيرتي على خطيبي، فنحن مخطوبان منذ شهور عن حب، وهو يحبني جدًا، وأنا كذلك أحبه وأثق به، لكني أغار عليه جدًا، خاصة من أصدقائنا، فنحن لنا مجموعة من الأصحاب، نتقابل كل فترة.
وأصدقاؤنا متباينوا العمر والحالة الاجتماعية، فمنهم المتزوجة ومنهم الآنسة، وأنا أتحدث عن الصديقات خاصة، فأنا أغار على خطيبي جدًا منهن، وتصدر مني تصرفات غاية في العدوانية والعصبية عندما نكون مع أصدقائنا، وأعود لأتحدث مع نفسي وألومها، وأقول: ليس من المعقول أن ننقطع اجتماعيًا عن الناس حتى أرضى.
هو أيضا يغار عليّ جدا، لكنه عاقل في غيرته، أما أنا فأندم وأعتذر لخطيبي وأهدأ لفترة ثم أعود مرة أخرى لتلك المشاعر التي تحرقني داخليًا وتؤثر على علاقتي بخطيبي الذي أثق به، لكني لا أتحمل اهتمامه بأصحابه عامة أو علاقته الطيبة بالصديقات، لقد أصبحت تلك المسألة تشغلني جدا، بل إنني أقترب من التفكير المتزمت الآن، وأقول لشقيقتي: ليست هناك صداقة بين المرأة والرجل ، فتحدق بي وتقول لي: أين ذهبت شقيقتي المتعلمة المتفتحة العاقلة؟
وتستطيع أن تتخيل يا سيدي كم المشاجرات التي أفتعلها مع خطيبي الذي يحبني في كل لقاء مع أصدقائنا. لا أعلم إن كنت مخطئة أم ماذا!! كل ما أشعر به أني أخشى على حبنا من كثرة المشاجرات بخصوص هذا الموضوع. بالله عليك ساعدني لأهنأ بحياتي مع من أحبه ويحبني، ولأعيش حياة اجتماعية متوازنة أمرح وأسعد وأبتعد عن الهم والمشاكل مع زوجي في المستقبل، أحلم أن أقابل صديقاتنا هؤلاء بالأحضان وبابتسامة وليس بالعدوان كما يحدث.
ملحوظة : أنا أثق بنفسي جدًا، ولولا خجلي لأرسلت لك صورة لتعرف أنهم يقولون عني إني باهرة الجمال، وأقسم لحضرتك أني لم أكذب في أي شيء
أنتظر الرد بالموقع في أسرع وقت. جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله.
15/9/2023
رد المستشار
صديقتي
بالنسبة للغيرة دائما ما أقول أن الغيرة ليست مقياسا للحب ولا علاقة لها به... الغيرة هي مدى خوفك من فقدان مكانتك.. هي مقياس للرغبة في التملك والاستحواذ والسيطرة وكل هذا يدل على عدم الإحساس بالأمان وعدم الثقة بالنفس والتقدير الذاتي المتدني.
كلنا متميزون في عدة أشياء ولكن مهما حاولنا فلن نصل إلى الكمال.. القرآن يقول أننا خلقنا لنتعارف.. التعارف يؤدي إلى خبرات نجربها ونتعلم منها وبالتالي تنمو وتزيد قدراتنا.. تعاملاتنا مع الآخرين ضرورية للتعلم والنمو والتطور.. ألا تريدين هذه الأشياء؟
ماذا لو ضمنت هذا الحب بالكامل وللأبد؟ كيف ستكون تصرفاتك وأحاسيسك ومشاعرك؟ ما الذي لو حدث لاطمأننت تماما ولاختفت الغيرة تماما.
غيرتك عبارة عن خوف.. والخوف والحب لا يجتمعان.
تقولين: "وتستطيع أن تتخيل يا سيدي كم المشاجرات التي أفتعلها مع خطيبي الذي يحبني في كل لقاء مع أصدقائنا. لا أعلم إن كنت مخطئة أم ماذا!! كل ما أشعر به أني أخشى على حبنا من كثرة المشاجرات بخصوص هذا الموضوع." تفتعلين المشاجرات في كل لقاء.. خطيبك يحبك.. ولكن أين حبك أنت؟ ما هي تصرفاتك وأسلوبك في إعطاء خطيبك من محبتك إن كنت تفتعلين المشاجرات؟؟
أين الحب إن لم تكن هناك طيبة ومودة؟
تقبلي أن العلاقة يمكن ألا تكتمل أو لا تستمر بسبب اختلاف التوقعات واختلاف طرق التعامل والأمزجة.. وهذا ليس بنهاية للعالم أو لحياتك.. وليس وصمة عار أو كارثة.. الإصرار على علاقة تخلو منها المودة والرحمة هو شيء هدام للعلاقة ومن فيها.
ما سينقذ الموقف هو أن تظهري له حبك ويبقى هذا هو أسلوبك دائما وأبدا.. تعاملى على أنك واثقة في هذه العلاقة ومطمئنة فيها وفي كل التعاملات التي تجمعكما مع الأصدقاء أو مع كل البشر.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب