في البدء أحب أن أشير إلى تميز هذه الصفحة، في هذا الموقع الرائع والمفيد، وأشكركم جزيل الشكر على ما تتفضلون به من نصائح للشباب الحائر، والتي تكون قيّمة فشكرا لكم مرة ثانية.
أنا سيدة أبلغ من العمر 27 سنة، لدي العديد من المشاكل بعضها في حياتي الطبيعية والأخرى على الإنترنت، أما مشكلتي في حياتي الطبيعية فأنني سبق لي الزواج بشكل تقليدي، وكان زوجي السابق يكبرني بحوالي 20 سنة، ولم تكن هذه هي المشكلة، حيث إن مشكلتي كانت أنني لم أكن أقدر أن أجامعه بشكل كامل، حيث لم يتم الدخول نهائيا؛ لخوفي من الألم الذي يحدث ليلة الزفاف في غشاء البكارة، حيث اضطر أهلي بمشورة زوجي إلى إجراء عملية جراحية لفض البكارة.
وبعد إجراء العملية الجراحية، وتأكيد الطبيب بألا مجال للخوف من ألم الجماع فإنني أيضا لم أنجح، حيث كنت أصد زوجي، الذي أصيب بانهيار كامل لدرجة أنه بدأ يكرهني في بيته، ويهددني بما لا تحمد عقباه، وصلت إلى حد التهديد بالقتل، فهربت من البيت وحصلت على الطلاق بعدها.
وفي خضم تعرضي للاكتئاب بسبب الطلاق والمشكلة التي لا يعلمها غير الله وأنتم والتي حكيت وقائعها توا، بدأت أهرب إلى الإنترنت من التفكير الذي يجعلني في حيرة من أمري، وأكاد أصاب بالجنون، سألت مختصين وزرت أطباء كثيرين، والكل يخبرني أن كل شيء عادي، وأنه يتعين علي البعد عن الخوف عني فقط.
وعلى الإنترنت تعرفت على أناس كثيرين، منهم بنات وشباب، ومنهم الخير ومنهم الطالح، ومنهم من البنات من حمل معي هم الطلاق، وكانوا نعم الصديقات، أما الشباب فهمهم الوحيد هو الجنس، وحتى بعض البنات ومن خلال ترددي على "الماسنجر" بشكل مستمر تعرفت على شاب لا أعرف حتى شكله، كان كل حديثه لجرّي إلى الجنس، لكني كنت مقتنعة تماما أن محاولاته ستذهب سدى، غير أني بتحدثي المستمر معه شعرت بانجذاب شديد نحوه، وأصبحت مرتبطة به كثيرا رغم أنني أجهل كل شيء عنه، ولا أعرف حتى وجهه لكنني أحببته بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وشيء آخر كان يجرني إلى هذا الشاب أن اسمه كان دائما يتردد بداخلي.. والله لا أزيد شيئا من الواقع، وكل ما أرويه صادقة فيه، وكأني حينما سمعت صوته أول مرة أحسست بنوبة بكاء، وكأنه هو ذاك الذي بحثت عنه دوما، أخبرته فعلا بهذا الإحساس بتفاصيله، لكني وحتى وأنا أحبه بجنون لم أفكر أبدا في الجنس معه، وكان وازعي الأكبر الخوف من الله، لأني والحمد لله متدينة، واستمرت علاقتي بهذا الشاب سنة، إلى أن اكتشفت عن طريق سيدة أخرى أنه فقط يتسلى بي، وأنه يريد التخلص مني، لكن لا يعرف كيف رغم أنه كان يحلف أنه يحبني ووعدني بالارتباط وكان أكثر من مرة يطلبني للزواج.
ولم أكن أعرف لماذا أخبر السيدة بكل ذلك، في حين كان معي يطلبني للزواج، وبعدما اكتشفت الأمر كان ردي عليه ناريا، وتركته غير أنني إلى الآن لا أستطيع نسيانه، وما زال بداخلي ذاك الشعور أنه ذاك الشخص الذي يحقق لي السعادة وحب الحياة.
وفي هذه الفترة تعرفت على شاب آخر في أحد مواقع الزواج، وبعد فترة 3 أشهر من التعارف طلب وأصر أن يحدث أهلي، وحدثهم فعلا على الهاتف ثم الإنترنت، وهو مصر على القدوم في أوائل الشهر القادم، غير أني ورغم حب الشاب الأخير لي وأخلاقه فإنني أحس بتردد من هذا الزواج، وخوفي من الغربة رغم أنه في بلد عربي، وخوفي أيضا من مخاطر زواج الإنترنت، رغم أن العريس يبدي دائما النية الحسنة.
وأيضا خوفي من أنني ما زلت أحن وأحس بنفس الحب تجاه الشاب المجهول وأيضا خوفي من شغله الحر، وتزامن هذا كله مع عرض عمل في بلد عربي غني فأنا في صراع مع نفسي لا يعلمه إلا الله.
أرجو منكم نصحي وإرشادي، وأعرف أنني طولت عليكم ومشكلتي معقدة..
وشكرا جزيلا لكم.
30/5/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة، صدقت حبيبتي عندما وصفت مشكلتك بالمشكلة المعقدة وذلك لأنها مركبة من العديد من المشاكل، وبالطبع لن يمكننا حلها بدون تفكيكها إلى مكوناتها الأساسية، وأول هذه المشاكل التي أحب أن أبدأ بها هي مشكلة تعلقك بشاب تعرفت عليه عبر الإنترنت، ثم اكتشفت أنه يلعب بك وأنه يريد التخلص منك رغم تأكيده المستمر على رغبته في أن يتم الزواج منك، ورغم تأكدك من أنه لا يريد الزواج منك إلا أنك ما زلت تشعرين بحبك له وبأنه الشاب الذي سيحقق لك السعادة والهناء.
ولقد كنت رائعة ومعبرة عندما وصفت هذا الشاب بأنه الشاب المجهول ... ومن المهم أن تدركي أنك لا تحبين الشخص الذي يحادثك عبر الشبكة العنكبوتية ولكنك تحبين كائنا إنترنتيا عبارة عن صورة صنعها خيالك وأضفى عليها كل صفات فارس أحلامك، وهذا نوع من الإسقاط الشائع في علاقات الإنترنت، ومن المهم أن تدركي هذه الحقيقة وتتأكدي أنك لو قابلت هذا الشاب فسوف تجدينه مختلفا تماما عن الصورة المرسومة في خيالك وبالتالي فهو لن يحقق لك السعادة المنشودة ولن يلبي لك توقعاتك، وعلى هذا فمن المهم أن تقنعي نفسك بهذه الحقيقة حتى يمكنك التخلص من هذه المشاعر التي تتصورين صدقها.
أما بالنسبة للعريس الآخر الذي تعرفت عليه عن طريق الإنترنت فمهم جدا أن تدركي أن نجاح الزواج عموما ونجاح زواج الإنترنت خصوصا لا يتحقق إلا إذا حدث تعارف جيد بين طرفي العلاقة، وعلى هذا فلا تتسرعي في إتمام الزواج حتى تلتقي به على أرض الواقع وتتعرفي عليه جيدا، وتتأكدي من أنه يتمتع بالفعل بكل الميزات التي تريدينها وتغيب عنه العيوب التي لا تحتملينها في شريك حياتك، ومهم مع هذا أن تستعيني بالاستشارة واستخارة المولى عز وجل، وأن تساليه سبحانه السداد والتوفيق في الاختيار.
أما بالنسبة لمشكلتك مع العلاقة الجنسية ... فهذا الأمر يحتاج بالطبع للعرض على المختصين، وإن كنت أتوقع أنك تعانين مما يعرف بتشنج الفرج المهبلي الأولي؛ حيث يتسبب القلق والتوتر والخوف من الألم في انقباض لاإرادي في عضلات الحوض مما يسبب آلاما شديدة وغير محتملة، وعلاجك يكون بتدريبات متدرجة يمارسها الطبيب المتخصص ليمكنك تقبل دخول موسعات مهبلية متدرجة الحجم بدون حدوث ألم، فإذا عزمت الزواج فاستعدي له برحلة علاج حتى يمكنك أن تتمي زواجك بدون مشاكل.
أختي الكريمة، أسأل الله العلي العظيم أن يبارك فيك وأن يصلح لك أحوالك وأن يرزقك بالزوج الصالح الذي يسعدك، وتابعينا بالتطورات.