السلام عليكم ورحمة الله،
شكرا لكم على هذا الموقع. بالرغم أنه صعب أن يتغير واقعنا البشع إلا أنه من المريح أن نعلم أن هناك بشر لديهم مشكلات تشبهنا.
لن أطيل في وصف مشكلتي كثيرا، المشكلة هي ذاتها، عادة سرية وغياب الزواج.
ولكن هذه المرة هي أبعد بمرحلتين:
العازب بطبيعة الحال يشكو من كثرة ممارسة العادة السرية بسبب غياب الزواج وهذه طبيعة بشرية بغض النظر عن كونها مشكلة أو حلال أو حرام. هذا كان حالي منذ البلوغ تقريبا إلى أن بلغت حوالي 28 سنة (أنا اليوم عمري 32)
ولكن.. حدث ما لم يكن بالحسبان (سبحان الله!! لا شيوخنا ولا أهلنا توقعوا ذلك..!) من كثرة ممارستها فعلت ما يفعل الجميع، بحثت وتعلمت، اشغلي نفسك يا عزيزتي، اقتلي وقت الفراغ، طوري نفسك، ... إلخ
أهلاً وسهلًا... حاضر...
أنا اليوم صدفة نادرة جدًا لا أعمل العادة السرية، ليس ورعًا، ولا من ضيق الوقت، ولا لأني تبت، أنا اليوم إنسانة غير مبالية بالجنس ولا بالرجال ولست أذكر آخر مرة فكرت فيها بالجنس أو "دق قلبي" للتفكير في أمرٍ ما، ولست منجذبة لأي رجل، أشعر بأن شيء ما ينقصني ولكني لا أعلم ما هو لا أستطيع تحديده بعد الآن. غض البصر أمر سهل جدًا فقط أصابني التبلد.
أشعر أنني أهدرت شبابي وجمالي بلا فائدة، كان بإمكاني أن أعف جيشا من الرجال بدلًا من رجل واحد. هل هذه اللغة الفاحشة التي تودوننا أن نصل إليها؟ ماذا يريد منا المجتمع بعد؟
كتب كتابي مرة على أحدهم ومن كثرة تتوقي للأمر فعلت معه كل ما تشتهيه نفسي ولكني لم أكن أشعر بأي شيء. كنت أحاول أن أعيد لنفسي شعوري بالرغبة الجنسية ولكن دون فائدة.
أقسم بالله العظيم أني يوم القيامة خصيمة كل من أشاح بوجهه وكان لا مباليًا بمشكلة عدم تزويج البنات،
قاتل الله مجتمعنا الوسخ المقرف، شاهت الوجوه.
20/7/2024
رد المستشار
الابنة السائلة
يمكنني ولدي فعلا مقترحات لحل مشكلة فلسطين، لكن معضلة العلاقات والزواج في المجتمعات العربية تحتاج لحلول سحرية، ولست بساحر.
مجتمعات العرب كما أحسبك تعرفين متعثرة في إدارة شؤونها كلها: كل الملفات معطلة، وكل المشكلات معلقة.
في مساحة العلاقات مثلا نحن وسط متاهات مركبة بعد أن فقدنا بساطة الحياة الفطرية التي تنزلت فيها وعاشت وعملت التشريعات متناغمة ومنسجمة معها، ودخلنا إلى تفاصيل الحياة الحديثة دون وعي ولا اختيار ولا عقل ناقد بحيث نأخذ وندع، ودون بصيرة نميز بها بين الأصول والفروع، والكليات والجزئيات، والإجراءات والمآلات، ومع تدخلات متعسفة وصارخة للسلطات بأنواعها في تفاصيل حياتنا: تراهن على إخضاع عقولنا، وأجسادنا، ومصائرنا.
هل حقا لا تعرفين لماذا يفر الرجال من الزواج اليوم فرارهم من الأسد؟؟
هل حقا تعتقدين أن زيجات اليوم تحقق أيا من وعودها بالإشباع، أو الاستقرار، أو غير ذلك؟؟
في مجتمعات إنسانية أكثر خبرة تتاح الفرص للقاء طبيعي بين الرجال والنساء في دوائر الاهتمامات العامة أو الشغف والهوايات، وأحيانا في منتديات ومجتمعات على الإنترنت، وربما تنقدح شرارة المشاعر، وتتوافق الأمزجة، ويخوض الطرفان بالتالي مغامرة أو غمار المحاولة.
يبدو أن هذا ليس حاصلا معك وربما غير متاح أمامك.
كما فقدت حياتنا بساطة أن يتزوج أي رجل عادي بامرأة عادية قد تكون جارته أو قريبته أو صديقة أخته، حين كانت لدينا توقعات أقل، وشروطا أخف، وروابط اجتماعية أمتن، وأريحية أوسع، ورضا أكثر.
كما لم يقع في شبكتك العنكبوتية، أو لم تقعي في شبكة أحدهم - حتى الأن، بطريق أو أخر.
فكيف يمكن أن يصلك فارس الأحلام، شريك الحياة المنتظر؟؟
وأنت تتحدثين عن الجنس والرغبة، عن الزهد بعد طول عهد، وعن التبلد، وهي نتيجة متوقعة من نتائج حياة متوترة متعثرة متخبطة فيما يتعلق باحتياجات ومطالب الروح والجسد بالوصال.
لن أطيل عليك أكثر، وأدعو ممن يقرأ أو تقرأ هذه الاستشارة مشاركة خبراتهم وخبراتهن الشخصية التي يمكن أن تساعدك، وأكرر بوضوح: خبرات عملية وليس مقترحات ولا نظريات ولا نصائح ولا مواعظ، لعلك تجدين حلا أو طريقا فرديا يناسبك للخروج، أما الحلول الجماعية فأحسبها ستتأخر...
واقرئي أيضًا:
تأخر الزواج: صوت عالٍ وصدى أعلى!
سبب الرفض: متدينة وعاقلة زيادة
فضفضة فتاة على أعتاب العنوسة
تأخر الزواج: سحر البوال ووقف الحال!
تأخر الزواج: عزوف الشباب عن الحلال!
وضاعت فرصتي في الزواج!
مثل باقي البشر: هل يحق لي؟
تأخر الزواج والأخذ بالأسباب!
تأخر الزواج: منطق الطير، وتجربة المواقع